الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من داخل إسرائيل.. قائد عسكري سابق يطلق مفاجأة عن حل الدولتين.. دان كل تحركات نتنياهو.. واعتبر خطوات ترامب لصالح تل أبيب تدميرية

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

- لا يمكن إقرار سلام وحل للقضية الفلسطينية إلا بموافقتهم
- ترامب أفقد الولايات المتحدة مكانتها كوسيط على الساحة الدولية
- كذب كبير تخلل الإعلان عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة
- ليس هناك استقرار إلا في إطار حل الدولتين
- المستوطنات خطر على تل أبيب لن يسكت عنه الفلسطينيون

لاتزال إسرائيل تواصل عملياتها الاستيطانية لأراضي الضفة الغربية، آكلة حقوق الفلسطينيين بفضل سكوت وهدوء المجتمع الدولي، الذي أكدت فيه أمريكا منذ قدوم رئيسها دونالد ترامب، ولائها الكامل لإسرائيل، وتخليها عن الحياد، حتى الإسمي منه لأجل نصر كيان الإحتلال، ضاغطة على الفلسطينيين، بضرورة تخليهم عن حقوق التاريخية المشروعة، وتودي مطالبتهم مقابل دعم مالي، وهو الأمر الذي فرضه الفلسطينيون، بشكل قاطع. 

لكن هذا لم يعمل إلا على زيادة الضغوط على الفلسطينيين لأجل هضم حقوقهم المسلوبة، فقامت واشنطن بنفل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة، في إعتراف ضمني باحقية سيادة حكومة الإحتلا على المدينة، التي يفترض وفق المواثيق الدولية، أنها تخضع للتقاسم بين الإسرائليين والعرب، فالغربية لهم ، والشرقية للفلسطينيين، لكن إعلان ترامب أنهى هذه المطالبة وفق ظنه، متناسيًا أن الحقوق لاتسقط بتقادم الزمن. 

وإمعانًا في محاربة الفلسطينيين، قررت واشنطن إلغاء عمل البعثة الدبلوماسية الفلسطينية لديها، والإضرار بملايين الفلسطينيين عبر وقف تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين والمعروفة بـــ الأونروا، هذا غير إعلانات الإستيطان الجديدة التي صارت بدرجة تصعب على الحصر من كثر الإعلان عنها يوميًا، لكن كل ذلك لا يعمل على الحل، والرأي في ذلك لقادة سياسيين وعسكريين إسرائليين سابقين، قالوا بأن الخطوات التي يتبعها رئيس الحكومة الإسرائلية المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو المدعوم من ترامب، على تعمل على الحل، وإنما على تعقيد المشهد، وتهديد كيان إسرائيل.

وبحسب مانشره الأدميرال المتقاعد "عامي أيالون" المدير السابق لوكالة الأمن الإسرائيلية شين بيت، على مجلة ذا ناشيونال إنتريست الأمريكية، فإن المبدأ الشامل الذي يجب أن يوجه اعتبارات إسرائيل في أي اتفاق مستقبلي هو ما سيوفر الأمن لها، وليس فرض تسوية غير مقبولة من كل الأطراف.

قال أيالون ، إن إسرائيل انشغلت بالحسابات السياسية المحيطة بتشكيل الحكومة، والتي أصبحت الآن أكثر تعقيدًا بسبب اتهام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكن الجمود في الساحة السياسية الإسرائيلية لا يرتبط باستمرار الوضع الراهن في المسرح الإسرائيلي- الفلسطيني، وهو أمر خادع ومضر لإسرائيل.

لا يزال عدم الاستقرار والعنف الشديد والتطرف الديني وعدم اليقين الحكومي من السمات الأساسية للشرق الأوسط.

لم يكن إعلان وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو مؤخرًا بأن الولايات المتحدة ستخفف من موقفها فيما يتعلق بالوضع القانوني لمستوطنات الضفة الغربية دراماتيكيًا، أو تاريخيا، كان مجرد إعلان رمزي.

وعلى الأرجح بحسب ما أوردت المجلة، لن يكون له أي تأثير على الأرض، فخلال العقود القليلة الماضية ، اشتركت الإدارات الديمقراطية والجمهورية في سياسة حل الدولتين.

لقد سعوا للتوصل إلى اتفاق على أساس التفاهمات السابقة وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

لكن خلال فترة حكم دونالد ترامب ، فقدت الولايات المتحدة مكانتها كوسيط نزيه في الساحة الفلسطينية الإسرائيلية بعد سلسلة من التحركات المتقلبة. 

جاء إعلان اعتراف الولايات المتحدة بالقدس (المحتلة) عاصمة لإسرائيل وانتقال السفارة الأمريكية إلى القدس، دون مصاحبة لأي صيغة موازنة تجاه الفلسطينيين، بينما زعم كذبًا أن الإعلان حل أكثر الأمور إشكالًا في قضايا النزاع الأساسية.

وتسائلت المجلة عبر تقريرها، إلى أين أدى هذا؟ لقد أنهت إسرائيل للتو جولة عنيفة أخرى في غزة أدت إلى توقف البلاد، وهناك احتمال ضئيل في أن يؤدي اقتراح السلام الأمريكي الذي تقدمت به إدارة ترامب أو مايسمى صفقة القرن، إذا ما ظهر إلى النور ، إلى تجديد المفاوضات.

وعليه، يجب على إسرائيل أولًا وقبل كل شيء أن تعمل لمصلحتها الخاصة. هذا يعني أنه لا يمكن لإسرائيل آمنة وديمقراطية أن توجد إلا في إطار حل الدولتين.

قد ترفض الإدارة الأمريكية الحالية رؤيتها، لكن الغالبية العظمى من كبار مسؤولي الأمن الإسرائيليين على مر العصور فهموا هذا وقالوه مرارًا وتكرارًا.

لقد فهم هؤلاء المسؤولون أيضًا أن المستوطنات لا تسهم في أمن إسرائيل، بل هي عبء عليها وتسهم في زيادة الغضب. 

وتُستثمر موارد كبيرة لجيش الدفاع الإسرائيلي في الضفة الغربية، لتدافع عن المستوطنات. 

في الخليل وحدها، النسبة العددية هي جندي إسرائيلي واحد لكل مستوطن يهودي، هذه النسبة ليس لها مثيل في أي مكان في العالم. 

ولهذا، فالثمن الذي يدفعه جميع الإسرائيليين هو أن الجيش يتدرب أقل وبالتالي فهو أقل استعدادًا لسيناريوهات الصراع العسكري. 

ولفتت المجلة في تحليلها الذي يسرده المسئول الإسرائيلي السابقـ ، إلى إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، صحيح في مسألة واحدة، وهي ضرورة الحل، لأنه عندما يتعلق الأمر بذلك، فلن يكون حلًا قضائيًا ، بل سيكون حلا سياسيا يتم التوصل إليه بين الطرفين. 

وختمت المجلة التحليل الذي أوردته، بأنه لا تستطيع إسرائيل الوقوف والاستمرار في ظل هكذا ظروف، ولذاـ فإن الخيار الذي يجب على الإسرائيليين أن يتخذوه اليوم هو الانفصال عن الفلسطينيين إلى دولتين قوميتين.