الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وكلاء حرب.. إرسال قوات نظامية والاستعانة بميليشيات سورية ومقاتلين من السادات والاعتماد على الطوارق.. 4 خيارات أمام أردوغان للتدخل العسكري في ليبيا

صدى البلد

الطوارق والميليشيات الإرهابية أبرز أسلحة أردوغان لتخريب ليبيا
البرلمان التركي يستعد للتصويت على مذكرة إرسال قوات تركية إلى ليبيا 
السادات أداة المخابرات التركية لزعزعة الاستقرار بالمنطقة

وقع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، على مشروع القانون الخاص بتفويض الحكومة لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا لدعم الميليشيات الإرهابية التي تقاتل مع حكومة فايز السراج في مواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي يخوض معركة شرسة لتحرير العاصمة طرابلس من تلك الميليشيات.

وأعلنت المعارضة التركية أنها لن توافق على مشروع القانون الذي سيصوت عليه البرلمان التركي في جلسة طارئة يوم الخميس الثاني من يناير 2020، لكن الحزب الحاكم يسيطر على البرلمان، ومن المتوقع أن يصوت البرلمان لصالح مشروع القانون.

ويعد مشروع القانون تبدأ الخطوات التركية الرسمية في إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، لكن هذا الأمر لا ينفي أن تركيا تلعب بالفعل بعدة أوراق من أجل زعزعة الأوضاع في ليبيا، وتحاول استمالة أطراف داخلية في ليبيا وخارجها للدخول معها في حلف لتقديم الدعم العسكري لحكومة السراج.

ومن بين الخيارات التي يميل إليها بعض المسؤولين في تركيا هي الاعتماد على الميليشيات الإرهابية التي قاتلت إلى جانب تركيا في سوريا، وعلى رأسها ميليشيا الحمزات التابعة للجيش السوري الحر، الموالي لتركيا.

وفرقة الحمزة هي جماعة معارِضة سورية منتسبة إلى الجيش السوري الحر، تم تدريبها من قبل الولايات المتحدة و‌تركيا كجزء من برنامج التدريب والتجهيز السوري لمحاربة تنظيم داعش في شمال غرب سوريا ففي 23 أبريل 2016، اندمجت 5 جماعات من ميليشيا الجيش السور الحر ومقرها في بلدة مارع بريف محافظة حلب الشمالي، وهي لواء الحمزة، لواء ذي قار، لواء رعد الشمال، لواء مارع الصمود، لواء المهام الخاصة، لتشكل فرقة الحمزة.

وفي يونيو 2016، تلقى لواء رعد الشمال صواريخ من طراز بي جي إم-71 تاو من التحالف الدولي. وفي ذلك الشهر أيضًا، انضمت جماعة تركمانية سورية تدعى "لواء سمرقند"، سميت باسم المدينة في أوزبكستان، إلى فرقة الحمزة.

وأثناء التدخل العسكري التركي في الحرب الأهلية السورية في أواخر أغسطس، كانت فرقة الحمزة من الجماعات السورية الأولى التي تدخل جرابلس من كاركاميش واستولت على المدينة وكان قائدها، سيف أبو بكر، من بين الذين تبعوا الدبابات والقوات التركية ودخلوا جرابلس في الصباح خلال اليوم الأول من العملية ووصلوا إلى مركز المدينة بعد ظهر اليوم.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر أن العديد من العناصر التي كانت تابعة لتنظيم داعش، انضمت إلى فرقة الحمزات بعد تركها التنظيم الإرهابي.

ولعبت الاستخبارات التركية دورا محوريا في تشكيل الفرقة المذكورة ضمن المعارضة السورية، حيث قامت المخابرات التركية بتدريب الفرقة شمال غرب سوريا، وهو ما دفع عضو بالبرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري تور يلديز بيتشار، إلى تقديم استجواب في البرلمان مطالبة رئيس الوزراء السابق، بن علي يلدريم، بالرد على تساؤلات حول مؤسس فرقة الحمزة، متسائلة: "هل تركيا هي من صنعتها للتواصل مع داعش؟!".

الخيار الثاني بالنسبة لأردوغان، وهو خيار له صلة أيضا بالتنظيمات الإرهابية التي قاتلت في سوريا، وهو الاعتماد على مقاتلين مأجورين تابعين لمؤسسة "سادات" أو "صادات" التركية، التي تضم وحدات قتالية مكونة من أشخاص خدموا فيما مضى بوحدات داخل تنظيم القاعدة وداعش في سوريا، وتم تجنيدهم لصفوف جماعة الإخوان المسلمين على يد جهاز المخابرات التركية المركزية MIT.

والمنظمة هي عبارة عن شركة أمنية فريدة ووحيدة من نوعها في تركيا، ويقول الموقع الرسمي للشركة إنها الشركة الأولى والوحيدة في تركيا التي توفر الخدمات الاستشارية والتدريبات العسكرية في مجال الدفاع الدولي.

وتأسست هذه الجماعة من قبل 23 ضابطا وصف ضابط متقاعدين من مختلف وحدات القوات المسلحة التركية، برئاسة العميد المتقاعد عدنان تانريفردي، وبدأت الشركة تزاول عملها بعد أن تم الإعلان عنها في الجريدة الرسمية التي نشرت بتاريخ 28 فبراير 2012 ذات الرقم 8015.

وتقول الشركة إنها تقدم لعملائها خدمة توفير جميع أنواع الأسلحة والعربات العسكرية والمعدات وقطع الغيار والمواد المتفجرة للدول المحتاجة لذلك والمتعاونة معها، وذلك بعد تحديد الاحتياجات وطرق تخزينها وتوريدها وصيانتها وإصلاحها.

وفي مجال الأمن الداخلي، تقدم شركة صادات أو سادات الخدمات الاستشارية والوساطة لتأمين الاحتياجات من الأسلحة الحديثة والعربات والمعدات والأجهزة من الأسواق العالمية بما يناسب قوائم احتياجات القوى الأمنية وقوى الدرك.

وتقدم الشركة التدريبات النظامية للقوات البرية والبحرية والجوية للدول الطالبة للخدمة ابتداء من فرد واحد وسلاح واحد حتى أعلى وحدة في الجيش، أي يتم تدريب جميع العناصر حتى آخر مستخدم، بالإضافة إلى التدريبات غير النظامية، حيث تنظم شركة صادات تشكيلات القوات المسلحة للدول التي تقدم لها الخدمة للحرب غير النظامية، وذلك لظهور حاجة لتنظيمها جميعًا بقصد الدفاع، وتقوم بتدريب عناصر هذه التشكيلات على أنشطة الكمائن والإغارة وإغلاق الطرق والتدمير والتخريب وعمليات الإنقاذ والإختطاف وعلى العمليات المضادة لكل ذلك.

وتقدم خدمات تدريب العمليات الخاصة لموظفي الدول التي تقدم لها الخدمات الذين سيؤدون مهامهم في العمليات البرية والبحرية والجوية، والذين سيشاركون في العمليات النظامية وغير النظامية والخاصة وأي عملية أخرى بقصد إكسابهم مهارات عالية.

وتقوم شركة صادات بتقديم الخدمات التدريبية في المجالات التالية: "الاستخبارات. مكافحة الإرهاب. المواد المتفجرات وتدمير القنابل. الجنايات. دراسة مسرح الجريمة. مكافحة التهريب والجرائم المنظمة. شرطة المرور. جوازات السفر. الأرشفة والتوثيق. حماية الأشخاص المهمين والخدمات الحراسية".

كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أصدر قرارًا بتعيين مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة سادات للاستشارات الدفاعية الدولية الجنرال المتقاعد عدنان تنري فردي، بهيئة السياسات الأمنية والخارجية، وهي إحدى الهيئات التابعة للرئاسة التركية.

ويعتبر فردي من الأشخاص ذات السمعة السيئة في الأوساط التركية بسبب علاقاته بالتيارات والجماعات الأصولية المتطرفة في الوطن العربي والعالم، وقال محللون إن تعيينه في هذا المنصب مكافأة من أردوغان له على جهوده في دعم النظام التركي.

ويشغل مؤسس "سادات"، إضافةً إلى منصبه الجديد، كبير المستشارين للرئيس التركي؛ حيث أصدر "أردوغان" في 16 أغسطس 2016 قرارًا بتعيينه في هذا المنصب، أي بعد نحو شهر من الانقلاب الفاشل في منتصف يوليو من العام ذاته.

وقالت صحيفة "زمان" التركية إن شركة سادات تعتبر الحرس الثوري الخفي لنظام رجب طيب أردوغان، وحزب العدالة والتنمية، مؤكدةً أن اسم شركة سادات، التي تصفها المعارضة بالميليشيا المسلحة التي يديرها حزب العدالة والتنمية الحاكم، تردد عقب صدور مرسوم العفو عن غير العسكريين المتورطين في قتل الجنود الأتراك ليلة المحاولة الانقلابية من الملاحقة القضائية.

وكشفت تقارير للمعارضة التركية، أن "سادات" قدمت استشارات عسكرية وتدريب لميليشيات الإخوان في عدة دول عربية، مثل اليمن، وليبيا، وسوريا، وتونس، والسودان، والصومال، إضافة إلى حركة حماس في قطاع غزة.

من بين الخيارات المطروحة بالنسبة للرئيس التركي، استغلال قبائل الطوارق في ليبيا وامتداداتها في دول الصحراء والساحل، من أجل القتال نيابة عن تركيا، حيث كشف مركز أبحاث "نورديك نيتورك ريسيرش" السويدي المتخصص في مكافحة التطرف، عن مساعٍ تركية نشطة لاستمالة وتجنيد أبناء قبائل الطوارق في ليبيا.

وأشار المركز إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يهدف من وراء إلى إيجاد وكلاء حرب عن تركيا في منطقة الساحل والصحراء انطلاقًا من ليبيا.

وتساءل التقرير عما إذا كان حلم «الخلافة وأطماع السيطرة» الذي فشل أردوغان في إطلاقه من سوريا، قد يجد منطلقًا جديدًا له الآن في ليبيا، معتبرًا أن دعم أردوغان لأبناء الطوارق في ليبيا يشبه إلى حد كبير دعم تركيا للمجموعات المسلحة المتطرفة التابعة لـتنظيم القاعدة في سوريا مثل جبهة النصرة، لكنه قد يكون أشد خطرًا من دعم المتطرفين في سوريا، نظرًا لامتدادات شعب الطوارق عرقيًا وقبليًا إلى خارج ليبيا وتحالفاتهم على امتداد دول منطقة الساحل والصحراء، وهو ما يسمح لأنقرة بزعزعة استقرار الإقليم وأمنه بالكامل وبسط نفوذها فيه.