الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لامست القلوب وغاصت في مفردات الإحسان.. ما قصة العجوز الثمانيني وحفيده الكفيف

طالب الأزهر الكفيف
طالب الأزهر الكفيف وجده

ليست مجرد علاقة اعتمادية تتأرشف في نظريات علم النفس والاجتماع، بـ المنفعة والمنفعة المتبادلة.. هل اعترى نفسك ذلك الحس الإنساني الذي تسمو معه النفس والروح إلى أقصى درجات العظمة وأرفع مراتب الإنسانية، حتى لامست المعنى وغُصت في مفردات الإحسان.. هل فكرت في متعة المنح دون مقابل!.

العجوز الثمانيني تحمله خطواته الثقيلة بـ وهن وعناء، يلاقي من مشاق الزحام وجحيم الاكتظاظ، ما لم يستطع رؤيته الحفيد الذي أفقده الله البصر ومنحه عوضا عنهما، يد الجد التي تمهد له السبيل.

لم يكن مشهدا عابرا أو قصة تبدو متكررة الحلقات، كانت مادة درامية من واقع الحياة مانحة للإلهام وجديرة بالتوثيق، ولم يكن غريبا أن تتبعها العدسات وترصدها الأعين، فليس أحق من ذلك يمكن الكتابة عنه أو تداوله بين العامة.

يعيش الطالب الكفيف «ياسر» مع جده الحاج أحمد، في بيت بسيط في العمرانية، ظروف الطلاق المبكر بين والدي ياسر، منحت الجد وحفيده نصيبا في بعضهما فعاشا قسرا يستكملان الحياة في سنوات بصمت على جبين الجد الذي بلغ الثمانين من عمره وخطفت من أعين الطفل نورها، فباتا يشدان ساعدا بعضهما ويستقويان على أعباء المعيشة.

كان الجد يدرك أن لا حياة لابنه الصغير سيحياها كريما دون التعلم والعلم، فحرص منذ نشأة الطفل على تحفيظه القرآن الكريم، وأحسن الطفل ذلك بفضل ما منحه الله من موهبة صوتية حسنة، فصار حافظا للقرآن مرددا له مستمعا جيدا لتجويده وأحكامه، كما أحب ياسر الإنشاد الديني وبرع فيه وراح يردده في مناسبات عدة.

يحكي الجد أن ظروفه العمرية تحول دون استكمال مسيرته في الحياة التي كرّس فصولها لخلق حياة جديدة لحفيده الكفيف، حتى أصيب بتعب في قلبه وأجرى مؤخرا عملية قلب مفتوح أقعدته عن مهمته اليومية المتمثلة في اصطحاب الحفيد من العمرانية إلى كلية أصول الدين في منطقة الدراسة بحي الأزهر.

الجد الذي يحلم أن يصير حفيده ياسر إماما وخطيبا، ناشد الرئيس السيسي والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بأن يستكملا حلمه الذي يرجوه بمساعدة ياسر الطالب في الفرقة الأولى بتخصيص من ينقله ويتولى أمره لاستكمال دراسته بالأزهر.

مناشدات الجد وصلت إلى وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج، التي استجابت لما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي وما نشره عدد من المواقع الأخرى.

وقامت وزيرة التضامن بتوجيه علاء عبدالعاطي معاون الوزيرة للرعاية الاجتماعية وفريق برنامج رفيق المسن بالوزارة بزيارة الطالب في منزله وتوفير مرافق للطالب مُدرب ومؤهل من خلال الوزارة؛ لمساعدته في الوصول للكلية وتحمل كافة نفقات انتقاله يوميًا ومساعدته في مهام استذكاره لدروسه والتنسيق مع جامعة الأزهر لمرافقته في الامتحانات وخلال فترة الدراسة بالكامل.