في الوقت الذي تم انتخاب الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش لفترة ثانية في عام 2004، وأعلن مارك زوكربيرج إطلاقه موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كان محللو الاستخبارات الأمريكية يتعاونون مع مئات الخبراء لمحاولة التنبؤ بما سيكون عليه العالم بحلول عام 2020.
وحسبما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، جاءت في المذكرة التي صدرت قبل 16 عامًا، بعنوان "رسم المستقبل العالمي"، قراءة تحليلية مقنعة ودقيقة بشأن ما سيكون عليه العالم في 2020، خاصة ظاهرة "الترامبي" وشعار "أمريكا أولًا".
وقال كبير المسؤولين في الاستخبارات آنذاك، ماثيو بوروز، إن العشرات من المحللين افترضوا أن العالم سيصبح على حافة نقطة تحول مثيرة، لكنهم لم يكونوا متأكدين تمامًا من الدور الذي ستلعبه الولايات المتحدة.
وتحدث التقرير المكون من 119 صفحة، عن أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" سيحدث له حالة من التغير، فضلًا عن ظهور ظاهرة "الترامبي"، وشعار "أمريكا أولًا" على الرغم من عدم توقعهم فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016.
وأظهر جزء من التقرير، أن "الكثير من الأمريكيين سئموا من لعب دور شرطي العالم وتحمل عبء تأمين الحلفاء.
كما تنبأ التقرير بأن تصبح امرأة هي القائد الأعلى بحلول عام 2016، وهو ما كان يمكن أن ينطبق على وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، إذا فازت في الانتخابات.
وتوقع الخبراء أيضًا أن أمريكا ستتأثر بشكل كبير في أعقاب ظهور الدول الناشئة الأخرى، على الرغم من أنها ستظل القوة العظمى الرائدة بحلول عام 2020، فتنبأوا بتصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة، وهو ما ظهر جليًا في مشهد الحرب التجارية بين البلدين، وإلغاء واشنطن الرسوم الجمركية على سلع بكين.
اقرأ أيضا:
ولفتوا إلى أن مثل هذه الأمور ستدفع الولايات المتحدة إلى تصميم رؤية "للأمن والنظام" في آسيا لمنافسة الصين، وهو ما سعى الرئيس ترامب إلى فعله باستراتيجيته في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ.
الأكثر إثارة في هذا التقرير، أنه صدر قبل وقت طويل من إطلاق كوريا الشمالية لسلاحها النووي الأول، حيث توقع المحللون فيه أن "الأزمة مع بيونج يانج ستصل لذروتها في وقت ما على مدار الأعوام الخمسة عشر المقبلة".
وأشاروا إلى اعتقادهم بأن بيونج يانج ستطور صواريخ نووية قادرة على الوصول إلى الشواطئ الأمريكية قبل عام 2020.
وعلى الرغم من ذلك لم تقدم المذكرة أي تنبؤات لظهور تنظيم داعش الإرهابي، ومع ذلك فتنبأوا بظروف تؤدي إلى انطلاقه، حيث قالوا إن تنظيم القاعدة ستحل محلها جماعات أكثر مركزية تستخدم الإنترنت للوصول إلى الشباب في كل مكان.