قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الحروب الصغرى بالوكالة ورقة إيران لإشعال المنطقة.. أذرع طهران تفجر الدول من الداخل وتستهدف المصالح الغربية.. المعارك غير النظامية بديل محفوف بالخطر لتجنب المواجهات الشاملة.. والعراق نقطة التماس الأسخن

ميليشيات موالية لإيران في العراق
ميليشيات موالية لإيران في العراق
0|أحمد محرم

  • تساؤلات حول كيفية اختراق الميليشيات الموالية لإيران محيط السفارة الأمريكية ببغداد
  • لبنان أول مسارح الحرب بالوكالة بين إيران والغرب
  • إيران صعدت حروبها بالوكالة بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي
  • قائد فيلق القدس الإيراني طلب من قادة الميليشيات العراقية الاستعداد لتصعيد

تقارب مساحة مجمع السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد مساحة الفاتيكان تقريبًا، ويضم بنايات للمبيت وقاعات لتناول الطعام ومحطة كهرباء وقسم إطفاء للطوارئ، كل ذلك يعمل في خدمة طاقم من الدبلوماسيين والموظفين معدود بالآلاف، يمارسون عملهم داخل المجمع المحاط بسور سميك يعزله عما خارجه، ويجعله أشبه بمدينة أمريكية صغيرة من الداخل.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، كان من الصادم والمثير للذهول نجاح مئات المحتجين العراقيين من أنصار كتائب حزب الله الموالية لإيران في اختراق محيط السفارة الأمريكية ومحاصرتها، وإعادة مشهد احتلال المتظاهرين الإيرانيين للسفارة الأمريكية في طهران عام 1979، ولكن دون أن ينجح المحتجون العراقيون هذه المرة في دخول السفارة.

وأضافت الصحيفة أن واقعة الاعتداء على السفارة الأمريكية في بغداد أمس أثبت من جديد أن إيران تحقق مكاسب في معاركها الصغرى مع الولايات المتحدة، تلك المعارك التي تعتمد فيها إيران ووكلاؤها على تكتيكات الحرب غير النظامية، تاركين واشنطن في حيرة من أمرها بشأن الأسلوب الأمثل للرد.

وخلال عقد الثمانينات، نفذ حزب الله اللبناني ومجموعات أخرى موالية لإيران عمليات لاختطاف عشرات الرهائن الأمريكيين في لبنان، وتدمير مقر السفارة الأمريكية ومعسكر قوات المارينز في بيروت، عن طريق اقتحامهما بشاحنتين محملتين بأطنان من المتفجرات.

وتفضل طهران أن تعهد بمهام تخريب مصالح خصومها الدوليين إلى وكلائها الإقليميين، وبعد سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إثر الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، رعت إيران ومولت عشرات المجموعات والمنظمات التي ناوشت القوات الأمريكية في العراق.

واستغلت إيران فوضى الحروب الأهلية في لبنان والعراق وسوريا واليمن لتمد أذرعها الأخطبوطية في المنطقة وتحاول اختطاف أكبر عدد ممكن من أوراق الضغط، إما سعيًا وراء هيمنة إقليمية، أو لابتزاز قوى الغرب بالتهديد بإشعال الفوضى وشل حركة الملاحة في واحدة من أكثر بقاع العالم ثراء بالنفط.

وحتى محطة التقارب الوحيدة بين الولايات المتحدة وإيران، أي الاتفاق النووي الموقع عام 2015، لم يفرض أي قيود على أنشطة إيران الإقليمية، وبعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق صعدت طهران حربها بالوكالة مع دول المنطقة والولايات المتحدة، من خلال استهداف ناقلات نفط في الخليج العربي، وإسقاط طائرة أمريكية بدون طيار، واستهداف منشآت نفطية داخل السعودية وقواعد أمريكية في العراق.

وجاء هجوم كتائب حزب الله العراقي على قاعدة أمريكية قرب كركوك ومقتل متعاقد أمريكي في الهجوم ليستدعي رد فعل صارم من الولايات المتحدة، تمثل في قصف معسكرات تابعة لكتائب حزب الله في العراق وسوريا، اسفر عن مصرع 25 عنصرًا من الكتائب، وكان السبب المباشر للاعتداء على السفارة الأمريكية في بغداد.

وفي مايو الماضي، كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن إيران طلبت من ميليشيات موالية لها الاستعداد لخوض حرب بالوكالة في الشرق الأوسط.

وأوضحت الصحيفة أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، التقى قادة الميليشيات الخاضعة لنفوذ طهران خلال زيارة للعراق في أبريل الماضي وأخبرهم "بالاستعداد لخوض الحرب بالوكالة" على خلفية التصعيد الأمريكي ضد طهران.

وأضافت الصحيفة أن أحد المصادر قال "إنه بالرغم من أن سليماني اعتاد لقاء قادة الميليشيات بشكل مستمر منذ 5 سنوات إلا أن هذا اللقاء كان مختلفا جدا، لقد كان الأمر أكبر بكثير من مجرد دعوة إلى إشهار السلاح".

وبحسب معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، لا تستطيع إيران سياسيًا أو عسكريًا تحمل مواجهة مسلحة تقليدية مباشرة مع أي دولة، ولا سيما الولايات المتحدة أو إسرائيل. ولهذا السبب، يعتمد النظام إلى حد كبير على الحرب غير المتناسقة، والإرهاب، والحرب بالوكالة، وغيرها من التكتيكات التي يمكن تنفيذها مع هامشٍ من إمكانية إنكارها، حتى لو كان هذا الهامش صغيرًا. وتتمثل الفكرة في بقاء إيران قوة تهديد مخيفة مع تجنب الحرب التقليدية المباشرة.