الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طلعت القاضي يكتب: ميديا الرياضة وصناعة الأزمات

صدى البلد

مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي أصبح بإمكان أي شخص أن يكتب ويعلق ويستنكر ويعبر عن رأيه في أي خبر أو حدث يسمعه، مما يساهم في توليد آراء عامة كثيرة من شأنها إثارة البلبلة وتضخيم الأمور، ولا نستطيع أن ننكر دورها أو تأثيرها في حياتنا جميعًا، فلا يمكن لأي شخص في العصر الحالي ألا يتعامل بها ومعها، بل تأثيرها أصبح اكبر من وسائل الإعلام التقليدية كالصحافة والتلفزيون والإذاعة ،وعندما نتطرق إلى وسائل التواصل الإجتماعي وتأثيرها، نتحدث عن تحول يصيب صميم المعلومة وكيفية التعامل معها، فهذه الوسائل حولت المتلقي للمعلومة إلى ناقلًا حرًا بلا ضوابط من أي نوع، وأحيانًا يكون هذا الناقل بعيدًا عن التقيد بأي إعتبارات مهنية أو أدبية أو أخلاقية، ومن إستفاد منه بوعي ومعرفة وأمانة وصدق فإنه سيقدم للمجتمع خدمة تساهم في رقيه وتقدمه.

ولكن لاحظنا مؤخرًا خللًا في ميديا الرياضة فبدلًا من أن تُستخدم هذه الوسائل لنشر فكرة الرياضة الأساسية بتقبل الفوز والخسارة ونشر ثقافة التسامح أصبحت تخلق تعصبًا لا حدود له، والأمر لا يقتصر على ردود فعل الجماهير، بل وصل الأمر للتراشق والسباب وتصفية الحسابات بين أقطاب الرياضة والمسئولين فيها سواء اللاعبين والمدربين وحتى أعضاء ورؤساء اللجان والاتحادات والحكام .

فقد كانت الميديا مؤخرًا الحاكم والمحرك للعقول والقلوب، وتصاعد مؤشرات الخوف والتوتر ، وأصبحت تحكم كل موقعة وتغير التوقعات بها ، بل وتوقع التغييرات في إثارة الأحداث متلاعبة بالجميع ، فقد حكمت وتحكمت في الساحة الرياضية فتلاعبت بمدربين بشحنهم والضغط عليهم بتهمةالتفويت ، كذلك جعلت من تصريح مسئول اداري عن الحكام وظلمهم لنادي لا ينتمي له ولكن ربما لأنه سيلاقي خصمه تسليط الضوء على عبارته وتصريحه الذي جاء بثماره من تربص الجميع وتسليط الضوء على ماتم الإشارة اليه ، بل والأغرب ان تجعل من رؤساء الأندية أداة هدم لأنديتهم بطرح عبارات وتصريحات لاتليق بالوسط الرياضي من مقولات السحر والشعوذة المؤسفة والتي على إثرها تشتعل ميديا الهرج والمرج ويتسابق التجريح والتهافت من مقولات وتضخيم عبارات هدامة لا يتوقف أثرها .

ويجب أن نتساءل لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة التي نشهد فيها التراشق بين شخصيات من الوسط الرياضي وتبادل للألفاظ الخارجة والتي من الممكن أن تصل إلى حد لايليق بين مسئولي الأندية من تصريحات ودعوات هجومية ،خاصة أن الجماهير تتبع تصريح المسئول، وتنجرف وراء كل ما هو مثير، لتصل الأمور إلى ما لا نتمناه في النهاية بالتراشق بين الجماهير على وسائل التواصل الاجتماعي .لذا من الواجب أن يتم تكثيف السيطرة على هذه الوسائل وإلزام الشخصيات العامة أن تحترم أنها أمام منصة عالمية، ويجب أن يعرف الجميع انه ليست هناك حصانة لأحد، ولن يشفع لك منصبك في الإستثناء من المحاسبة القانونية، سواء كنت رئيس اتحاد، أو رئيس مجلس إدارة ناد، أو عضوًا في مجلس إدارة أو خلافه، وأي شخص يريد أن يتعامل مع الميديا يجب أن يضع القانون أمامه، ومن يخطئ عليه أن يتحمل مسئولية الخطأ الذي يتسبب في إحداث شرخًا بين جمهوري ناديين ، ويزداد الشرخ مع مرور الوقت، وتتسبب المهاترات بصنع جفوة، ثم تتم بعد ذلك تصفية الحسابات ، ونجد أنفسنا بعدنا عن الهدف الأسمى للرياضة والرياضيين بصناعة ميديا للتقارب ولزرع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع.