الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب: الخيانة ناقة المحتل العثماني للعرب

صدى البلد

التاريخ يتكرر حقيقة علينا أن نجليها تجلية تزيل عنها كل شك وتعصمها من كل ريب فمشاهد التاريخ تختلف فيها الوجوه وتتشابه السياسات والأهداف، وبالرجوع إلى عام 1517 م تاريخ دخول الاحتلال العثمانى إلى مصر سنجد فى هذا الماضى ــ بعيد الزمن قريب الأثر و التدمير ــ مفتاح للمستقبل القريب فى الماضى فعندما عقد المحتل العثمانى العزم على دخول مصر تمهيدًا للامتداد العربى بحث عن الخيانة بين المماليك ولم يجد صعوبة لأن المماليك فى مصر منهم من تمتد أصوله إلى أصول تركية لذلك رأينا المماليك جزء لا يتجزأ من نظام الحكم الذى تولى حكم مصر نيابة عن سليم الأول الذى أنشغل بسرقة خيرات مصر و مدارسها و منازل أمرائها كما كشف عنه الكاتب والمؤرخ اللبنانى "جرحى زيدان " ، و قد صبغ المحتل العثمانى دخوله بصبغة الدين لأن الخلافة أهم ما أكتسبه العثمانيون فى مصر لأن السلطة المطلقة لا تتقيد بمثل الدين فالصبغة الدينية تحميها من طمع الطامعين و تعصمها من النقد و المنافسة .

والأمس القريب كما الأمس البعيد دعمت ولا زالت تدعم تركيا أخوان مصر ليس لدعم دين الله فى الأرض بل بحثًا عن ناقة تمتطيها لاحتلال المنطقة العربية فى رحلة بحثها عن ماضى زائل لا أجد وصف لتكلفته التى مازلنا ندفع ثمنها حتى الأن كقول عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين " لو عصمنا الله الفتح العثمانى لكنا شركاء أوروبا فى نهضتها " ، و بحث العثمانى اليوم عن خائن يفتح له أبواب مصر من الداخل هو نفس ما حدث فى عام 1517م عندما فتح خير بك الخائن و من معه من المماليك أبواب مصر ، وبعد فشل خطة العثمانى فى اقتحام مصر وإفساد الشعب المصرى لمخططاتهم الشيطانى فى 30 يونيو جاذبًا مصر على حافة السقوط فى براثن الاحتلال.

وفى ليبيا بالأمس البعيد عام 1530م ذهب وفد من مدينة تاجوراء ( إحدى ضواحى طرابلس) إلى إسطنبول ولقاء "مراد أغا" ــ أحد خدام السلطان العثمانى سليمان القانونى لدعم المقاومة الليبية ضد فرسان مالطة و الأسبان ظنًا أن العثمانيين درع الأسلام الذى يدعم المقاومة التى أرهقتها القوات الأوروبية فى البحر وعلى الفور أرسل سليمان القانونى قواته لدعم طرابلس وعين "مراد أغا " حاكما على من ذهبوا لطلب نجدته ، وبعد أن استقرت له طرابلس ظهرت ملامح المحتل و بدأ أهل القبائل فى مقاومة بقائه فى طرابلس لعدة عقود حتى رضخت له بالقوة وهذا يشبه ما قام به السراج بدعوة العثمانى لدعمه ليس ضد الأوربيين بل ضد الجيش الوطنى الليبي العقبة الوحيدة التى تحول بين الأخوان وحكم ليبيا، فحكم الأخوان ليبيا سيكون هو الستار الذى تحكم أو تحتل من خلاله الدولة الليبية.

ولكن خلفية كادر المشهد اليوم ليست كالأمس فمصر اليوم غير مصر الأمس البعيد، فمصر اليوم تلفظ كل خائن فالخائن اليوم أما مقيم فى عاصمة المحتل أو نائم أسفل غطاء المراقبة الصارمة لعيون الشعب وعيون قواته الساهرة على حماية أمنه القومى، وليبيا اليوم ليست ليبيا الأمس فالجيش الوطنى الليبى و الشعب الليبى لديه من الوعى ما يحول بينه وبين احتلاله، وعثمانى اليوم ليس كعثمانى الأمس، فعثمانى اليوم يحظى بدرجة كبيرة من الغباء السياسي لأنه أن أجاد الكتابة لا يجيد القراءة.