الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كنيسة وبيمارستان في خدمة المرضي.. حكاية تاريخ مشترك بين الآثار الإسلامية والمسيحية.. صور

صدى البلد

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن المنشئات الدينية المسيحية والإسلامية تميزت بإحتوائها على خدمات خاصة بأهل المنطقة خاصة الخدمات والمنشئات العلاجية داخل الكنائس والمساجد.

وأعطي ريحان نموذجين كمثال علي ذلك،أحدهما منشأة علاجية داخل كنيسة المدينة بأبرشية فيران القديمة بسيناء،والنموذج الآخر بيمارستان قلاوون بشارع المعز لدين الله الفاطمى.

وأوضح الدكتور ريحان أن كنيسة المدينة تقع داخل تل محرض الأثرى بوادى فيران بسيناء،الذى يضم مدينة بيزنطية متكاملة من القرن الخامس والسادس الميلاديين،وقد أسس هذه الكنيسة الراهب موسى وخصصت للرهبان الأطباء كوزماس ودميان.

وذلك من خلال نقش العتب العلوى للباب الجنوبى للكنيسة الذى عثر عليه فى حفائر البعثة الألمانية موسم فبراير – مارس 1995 تحت إشراف منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية وهو نقش باللغة اليونانية.

وتابع:علاوة على استخدام الكنيسة فى الخدمات الدينية أيام الأحد والأعياد،فقد استخدمت أيضا لعلاج المرضى ويتضح ذلك من عمارتها،حيث توجد مقاعد للجلوس على طول الجانب الداخلى للجدار الجنوبى، وعلى طول جدران الحجرة جنوب شرقية الكنيسة والتى استخدمت فى هذه الكنيسة لجلوس المرضى.

كما توجد حجرة بالنهاية الغربية من الرواق الجنوبى استخدمت لتسخين المياه وتجهيز الطعام للمرضى،كما ساعد الجو الروحانى وجمال وادى فيران على اعتبار الموقع كمكان استجمام للمرضى بعد الشفاء.

وقال:وفيما يتلق ببيمارستان قلاوون،فإنها كلمة فارسية تعنى دار الشفاء،ويقع بشارع المعز لدين الله الفاطمى،حيث كانت البيمارستانات مستشفيات عامة تعالج فيها الأمراض الباطنية والرمدية والعقلية وتمارس فيها العمليات الجراحية.

ويعتبر البيمارستان هو الأساس الحقيقى للمستشفيات المعاصرة،بنى بيمارستان قلاوون عام 683هـ ،1284م واستغرق البناء 8 شهور وجدد عام 726هـ - 1326م أيام الملك الناصر محمد بن السلطان قلاوون،وجدده مرة أخرى الأمير عبد الرحمن كتخدا،ويتكون من صحن أوسط وأربعة إيوانات خصصت لمرضى الحميات وخصصت قاعات لمرضى الرمد وللجراحة وقاعة للنساء.

وقال ريحان أن البيمارستان اشتمل على أماكن لإعداد الطعام والأدوية وقاعات لدروس الطب،وقد عمل في هذا المستشفى عددًا كبيرًا من أشهر أطباء مصر،منهم ابن الأكفاني السراج وعبد الوهاب الساوى وزين الدين عبد المعطى كبير جراحى الماريستان .

وقد ذكر هذا المستشفى كثير من الرحالة الأجانب الذين وفدوا إلى مصر في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين،كما تعهد الملوك والأمراء بعمارته وتجديده وإصلاحه،واستمرت أبواب الماريستان مفتوحة حتى بداية القرن الحالي وقد تحول اليوم إلى مستشفى للرمد يعرف بمستشفى قلاوون.

ونوه ريحان إلى أن المؤرقون من المرضى كانوا يعزلون في قاعة خاصة يستمعون إلى القصص والحكايات التى يلقيها عليهم القصاص،وكان المرضى الذين يستعيدون صحتهم يعزلون عن باقي المرضى ويستمتعون بمشاهدة الروايات المضحكة والفرق الغنائية التى كانت تأتى خصيصًا لهم،وكان يعطى لكل مريض حين خروجه من المارستان خمس قطع من الذهب حتى لا يضطر إلى الالتجاء إلى العمل الشاق في الحال.

وطالب ريحان بتنشيط السياحة الدينية فى مصر وربطها بالمقومات السياحية الأخرى،خاصة فى أعمال تنمية وتطوير مسار العائلة المقدسة،بأن تتضمن الزيارة مواقع أخرى فى محيط محطات العائلة المقدسة من رفح بسيناء إلى الدير المحرق بأسيوط،وربط كل المقومات السياحية بأى موقع ببعضها البعض لاستثمار كل عناصر الجذب السياحى فى مصر مما يساهم فى التنشيط وزيادة عدد الليالى السياحية الذى يقضيها الزوار إلى مصر.