الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النور مكانه في القلوب.. كفيف يبتكر برنامجًا لتعليم الكمبيوتر بـ كفر الشيخ

محمد طه الجريدي
محمد طه الجريدي

لم يستسلم محمد طه الجريدي، المدرس بمدرسة النور للمكفوفين، لإعاقته فلديه من الأمل والإصرار ما استطاع، أن يتحدى به الصعاب، فهو نموذج متميز من الشباب ذوي الهمم، واستطاع أن يثبت ذاته، ويحقق النفع له ولغيره من المكفوفين.

محمد طه الجريدي، مدرس يبلغ من العمر 41 عامًا، حيث ولد بمدينة كفر الشيخ، وكان مبصرًا لكنه كان يعاني من ضعف في النظر، إلا أن فقد بصره تمامًا وهو في الصف الأول الثانوي، ليلتحق بمدرسة النور الثانوية للمكفوفين بمدينة الإسكندرية.

اجتهد في الثانوية العامة حتى حصل على مجموع 85.5 %، والتحق وتخرج في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، عين مدرسًا بمدرسة النور للمكفوفين بكفر الشيخ، ورُشح لاجتياز البعثة التخصصية في تربية وتعليم المعاقين بصريًا بالقاهرة، من قبل مسئولي وزارة التربية والتعليم.

قضى محمد الجريدي، عامًا دراسيًا كاملًا لاجتياز هذه المنحة الدراسية بالمركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين خلال 2014 – 2015م.

يقول الجريدي، خلال حديثه لـ"صدى البلد"، اجتزت البعثة التخصصية في تربية وتعليم المعاقين بصريًا، وخلال هذه الدراسة تولدت لدي فكرة جديدة عبارة عن وسيلة تعليمية لتعليم الأطفال المبصرين و غير المبصرين معًا.

وأشار إلى أنها عبارة عن برنامج يدمج طريقة برايل مع استخدام الطالب الكفيف لجهاز الكمبيوتر خاصة في المرحلة العمرية من 5 سنوات حتى 12 عامًا، وأطلق على هذا البرنامج اسم "MT Braille".

ويضيف، فعند الضغط على أي زر في لوحة المفاتيح ينطق الحرف وينطق - أيضًا – نقاط البرايل الخاصة بالحرف نفسه مما يسهل على الطالب الكفيف حفظ لوحة مفاتيح الحاسب الآلي "الكمبيوتر" والحروف الهجائية بطريقة برايل.

وأضح أنه خلال انعقاد مؤتمر تكنولوجيا الأشخاص ذوي الإعاقة في عام 2015، قدم وشرح هذا البرنامج كوسيلة تعليمية حديثة ونال – وقتها – استحسان وإشادة المسئولين والمتخصصين في مجال التكنولوجيا.

وتابع، بفضل الله أقوم – حاليًا – بتدريب المكفوفين على استخدام الكمبيوتر والتواصل الاجتماعي عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت عن طريق الكمبيوتر والهواتف الذكية مجانًا من خلال مؤسسة أشرقت الخيرية فرع كفر الشيخ لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة بعقد الدورات التدريبية المجانية سواء داخل المؤسسة أم خارجها.

وقال الجريدي، إن الكمبيوتر أصبح صديقًا للكفيف وأن التكنولوجيا الحديثة والبرامج الناطقة والتعامل مع التطبيقات الحديثة على الهواتف المحمولة سهل علي الأشخاص ذوي الإعاقة الكثير، وأن أي جهاز أو هاتف محمول ذكي يصدر حديثًا، روعي فيه توفير الراحة سواء لضعاف السمع أو البصر واستخدامه في سهولة ويسر.

وأشار الجريدي إلى أن كل هذه التكنولوجيا جعلت الكفيف يعتمد على نفسه كثيرًا في المذاكرة وفي شتى مجالات الحياة ولا يعتمد على المرافق له إلا في أضيق الحدود.