الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قرع الأجراس كان الحل.. دير أثري ظل بلا أبواب لأكثر من 1300 عام

صدى البلد

كشف د. محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق، حكاية دير الأنبا أنطونيوس بمحافظة البحر الأحمر، ويقع عند سفح جبل القلزم وهو أحد سلاسل جبال القلالة عند أسفل تل مرتفع يطل على البحر الأحمر وجبال سيناء.

وتابع عبد اللطيف: يقال إنه قد أنشئ عند العين التى كان يشرب منها أنطونيوس وقريب من المغارة التى عاش فيها فى حوالى أواخر القرن الرابع للميلاد.

وهو يعتبر أكبر الأديرة جميعها بسبب اتساع مساحته التى تبلغ 18 فدانا، وكانت تبلغ حوالى أربعة أفدنة قبل أيام الإمبراطور "جوستينيان" بالقرن السادس الميلادى.

وكانت ستة أفدنة عام 1670م أيام زيارة الرحالة الآب "فانسليب"، ثم زادت مساحته بعد الإصلاح الأخير، حيث بنى فيه السور الجديد أيام البطريرك كيرلس الرابع المعروف بأبو الإصلاح.

وقال: لم يكن للدير فى الأزمنة الغابرة أبوابا للدخول إليه منها، وكل ما كان له هو باب صغير الحجم من الناحية الخلفية من السور القديم، وقد أهمل استعماله بعد عمل السور الثانى أيام الإمبراطور "جوستنيان".

ولم تكن الطريقة بقرع الأبواب بل بواسطة قرع الأجراس، وكان الوصول إلى داخل الدير بواسطة آلة أشبه بدولاب خشبى وتسمى "بالساقية" وهى طريقة بدائية شاقة ومخيفة ووجد فيها رحالة الغرب غرابة وصعوبة فى صعودهم لداخل الدير.

وقد ظل الدير بدون باب حتى عام 1859م حيث أنشئ السور الضخم الجديد، كما صنع للدير باب ضخم كما ظلت الآلة الرافعة بجانبه، ولم يكن يفتح هذا الباب للزائرين إلا فى مناسبات خاصة فقط وذلك عند قدوم البطريرك نفسه ومرة واحدة كل عام عند إدخال الغلال أو الوقود اللازم للدير

ويغلب على الظن أن دير الأنبا أنطونيوس كان فى أول أمره بسيطًا مثل ما نشاهد فى أديرة وادى النطرون، وكانت مساحته لا تزيد عن الثلاثة أفدنة، وتحتوى على قلالى الرهبان وكنيسة واحدة باسم القديس أنطونيوس وقليل من الأبنية الأخرى وبه سور بسيط يحويه.

أما فى أيام الإمبراطور جوستنيان عام 537م فقد أراد حماية حدود مصر، فبنى الحصن المشهور فى سيناء لحماية رهبان الروم بدير "سانت كاترين"، ثم عمر ديرى أنطونيوس وبولا وزاد فى مساحتهما وأضاف كثيرًا إلى مبانيهما ثم أقام السور الثانى للدير الذى استمر قائمًا حتى أيام البطريرك كيرلس الرابع وهو من البقايا التى لا زالت موجودة حتى الآن.

وفى القرن الخامس عشر ساد عصر طويل مظلم للأديرة إذ هجم عليها البدو عام 1484م وقتلوا من فيها بعد نهبها ثم أضرموا النار فيها وأحرقوا مخطوطاتها النفيسة.