الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سر صمود دير سانت كاترين أمام السيول الجارفة عبر مئات السنين.. صور

صدى البلد

أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، أن هندسة بناء دير سانت كاترين كانت تفاعلًا بين الإنسان والبيئة، من خلال استخدام أحجار بناء محلية من الخامات المتوفرة حول الدير وكذلك عمل مقومات إنشائية لمواجهة أخطار السيول.

بني السور من أحجار صخرية قائمة الزوايا من الجرانيت الصلد أخذت حجارته من جبل الدير الجنوبى وجوانبه غير متساوية الطول، الجدار الشمالى الغربى طوله 74.80 م، الشمالى الشرقى طوله 88م، الجنوبى الشرقى طوله 74.70م، الجنوبى الغربى طوله 80.50م، وارتفاع السور 8م جهة الغرب يتدرج حتى 25م جهة الشمال ، وسمك السور 3م.

وقال إن الدير بنى باتجاه شمال شرق وجنوب غرب موازى لمجرى السيل حتى لا يجرفه السيل، مع عمل فتحات سفلية قريبة من مدخل الحجاج بالجدار الشمالى الشرقى لتجميع مياه السيول، وكان من نتيجته مقاومة الدير منذ القرن السادس الميلادى لأخطار سيول مستمرة بسيناء.

ولم يتأثر الدير إلا بسيول شديدة عام 1798 أثناء وجود الحملة الفرنسية فى مصر أدى لتهدم أجزاء من الجدار الجنوبى الشرقى والشمالى الشرقى، وأرسل القائد كليبر عمال وبنائين مصريين تحت اشراف الرهبان لأعمال الترميم، وهناك نقش على الرخام يوضح ذلك فى الجدار الشمالى الشرقى ويوضح أن تكملة هذا البناء كان عام 1801م وبه تكسية متأخرة.

وتابع ريحان أنه، تم تجديد الجزء الشرقي من السور الشمالى الشرقى بالكامل باستثناء الأجزاء السفلية، وتتكون الأجزاء العلوية من كتل صغيرة من الجرانيت الأحمر، مع صرر بارزة بينهم مداميك من حجر رملى أصفر مشذّب.

كما تم ترميم برج القديس جورج، حيث تم كساء البرج من الخارج بكسوة خارجية غيرت من شكل البرج الذى كان فى الأصل برجًا مربعًا ويتكون البرج من أربع مستويات، المستوى الأول وبه مدخل الحجاج حيث كانوا يدخلون منه إلى الدير.

المستوى الثانى وبه ما يسمى "سكيفو فيلاكيون" وهو المكان المخصص لحفظ الأغراض الدينية من أيقونات وأوانى وثياب مقدسة،والمستوى الثالث وبه الدوفارة وهو الونش الذى يتم عن طريقه سحب المؤن وأحيانًا الأشخاص إلى الدير فى العصور الوسطى، والمستوى الرابع به كنيسة القديس جورج الذى أعيد بناؤها عام 1803م.

وأشار ريحان لأعمال ترميم قديمة تمت بالدير بعد الزلزال القوى عام 1312م، مما أدى لسقوط جدران الدير الشرقية والغربية، وبقى الركن الجنوبى الغربى سليمًا عبر العصور، وأعيد بناء الجزء الشمالى من الجدار الشمالى الغربى فى منتصف القرن التاسع عشر الميلادى من كتل الجرانيت والحجر الرملى والروابط الخشبية.

ونوه إلى حدوث حريق بالدير عام 1971 ببرج القديس جورج أدى إلى تهدم الجزء العلوى من البرج شاملًا كنيسة القديس جورج،ولم تصل النار إلى المخطوطات الموجودة بالسكيفوفيلاكيون، وتم عمل ترميمات سريعة عام 1977 للجزء الجنوبى من كنيسة القديس جورج بعمل أرضية أسمنتية.

واضاف: أعيد بناء السكيفو فيلاكيون باستخدام الأسمنت، واستعملت لوقت قصير عام 1988م سكن مؤقت لمطران الدير ومنذ عام 1988 حتى عام 2001 استخدمت مخزن ، وتم ترميم الواجهة عام 2001 وإعدادها كقاعة لعرض أيقونات ومقتنيات الدير طبقًا لأساليب العرض العالمية المعروف الآن بمتحف الدير.