الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نظام إيران يكتب فصول سقوطه.. إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ يشعل المظاهرات من جديد.. والمتظاهرون يحرقون صور المرشد وسليماني وعودة شعار الموت للديكتاتور

الطائرة المنكوبة
الطائرة المنكوبة

  • ضغط شعبي وإعلامي ضد قادة إيران: ارحلوا عنا.. والأمن يطارد المتظاهرين
  • الآلاف خرجوا إلى الشوارع وهتفوا الموت للديكتاتور
  • قلق في صفوف الحكومة.. وتواجد أمني كثيف في شوارع العاصمة
  • صاروخ أسقط طائرة ركاب أوكرانية على مشارف طهران
  • محاصرة إيران بمعلومات استخباراتية من كندا وأوكرانيا وأمريكا.. الدافع لاعترافها
  • هيئة الطيران المدني الإيرانية تكذب الحرس الثوري
  • مقاطع فيديو للطائرة المنكوبة.. تفضح التستر الإيراني
  • تصعيد جديد قد يقود لأزمة دبلوماسية مع بريطانيا
  • مسئول أمريكي: تصرفات نظام طهران المتهور تسببت بعواقب مدمرة مجددًا

ضاعف المتظاهرون والصحف الإيرانية الضغط على قيادة البلاد، وصعدت شرطة مكافحة الشغب من وجودها في طهران بعد أن أقر الجيش الإيراني بأنه أسقط بطريق الخطأ طائرة ركاب أوكرانية، وهي جميعها التطورات التي تواصل خنقها للنظام الإيراني وتقول بتراجع قوته، وأنه في حال استمرار هذا الضغط فنهاية النظام أو حدوث تغييرات كبيرة لن تكون بعيدة، وفق ماذكرت صحيفة "ذا كانبرا تايمز".

وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع على الآلاف من الإيرانيين الذين خرجوا إلى الشوارع في وقت متأخر من يوم أمس، السبت، في العاصمة وغيرها من المدن، وهتف الكثير منهم "الموت للديكتاتور"، معبرين عن غضبهم على القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

تم نقل صور وتقارير الاحتجاجات من قبل وكالات الأنباء التابعة للدولة، إلى جانب مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال سكان طهران لرويترز إن الشرطة كثفت وجودها في العاصمة صباح يوم الأحد.

وقُتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة وعددهم 176 شخصًا، كثير منهم إيرانيون يحملون جنسية مزدوجة.

واندلعت الاحتجاجات بعد اعتراف بأن الجيش أسقط بطريق الخطأ طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية بعد دقائق من إقلاعها الأربعاء الماضي، عندما كانت القوات الإيرانية في حالة تأهب للانتقام من الولايات المتحدة بعد الضربات المتبادلة. واندلعت المظاهرات ضد النظام في عدد من المدن الإيرانية، وخرجت مجموعات من الطلبة من جامعة أمير كبير للتظاهر في شوارع العاصمة طهران، وقام بعضهم بتمزيق صورة كبيرة لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، الذي قُتل إثر استهداف طائرة أمريكية لموكبه خارج مطار بغداد فجر الثالث من يناير، كما هتف المتظاهرون "الاستقالة لا تكفي، تتوجب المحاكمة".

طوال أيام، كان المسئولون الإيرانيون قد نفوا بشدة أن يكونوا السبب وراء ذلك، وقالت الولايات المتحدة إن معلوماتهم تشير إلى أن صاروخًا إيرانيًا هو المسئول، وإن كان من المحتمل أنه تم إطلاقه عن طريق الخطأ.

وقال الرئيس الإيراني إنه كان "خطأ كارثيا" واعتذر. لكن أحد كبار قادة الحرس الثوري زاد من غضب الرأي العام بشأن التأخير، عندما قال إنه أبلغ السلطات أن صاروخًا أصاب الطائرة في يوم تحطمها.

وكتبت صحيفة جمهوري إسلامية آخر في مقال افتتاحي: "أولئك الذين أرجأوا نشر السبب وراء تحطم الطائرة وتدمير ثقة الناس في المؤسسة يجب طردهم أو يجب عليهم الاستقالة".

في الوقت الذي انتشرت فيه احتجاجات يوم السبت في جميع أنحاء إيران، بما في ذلك المدن الكبرى مثل شيراز وأصفهان وحامدان وأوروميه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على "تويتر": "نحن نتابع الاحتجاجات عن كثب".

وقالت بريطانيا إن سفيرها في إيران احتجز لفترة قصيرة يوم السبت من قبل السلطات في طهران. وقال الإعلام الإيراني إنه احتُجز خارج الجامعة لتحريضه على الاحتجاجات.

ووصف وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب ذلك بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي".

تناقلت وسائل إعلام إيرانية محلية صورا للسفير البريطاني في إيران أثناء قيامه بتصوير الاحتجاجات التي اندلعت في طهران، وقالت إنه تم اعتقال السفير البريطاني لدى إيران راب ماكير لساعات، بتهمة "تواجده في احتجاجات اليوم بطهران".

في 3 يناير، أسفرت غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في العراق عن مقتل القائد الإيراني البارز قاسم سليماني، المسئول عن بناء شبكة الجيوش الإيرانية الإقليمية في العراق وخارجها، وردت طهران بضربات صاروخية على أهداف أمريكية في العراق.

لم يُقتل أي جنود أمريكيين، لكن في الساعات المتوترة التي تلت ذلك، تم ضرب الطائرة الأوكرانية من طراز بوينج 737 بعد إقلاعها من مطار طهران فسقطت بصاروخ.

كشفت مصادر غربية أن السبب وراء اعتراف النظام الإيراني رسميا بإسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ بعد تردد لثلاثة أيام هو أن طهران أدركت أن التحقيق كان سيتوصل في النهاية إلى النتيجة ذاتها، وتابعت فقط إيران أرادت حفظ ماء وجهها.

وقالت إن إيران وجدت نفسها في حصار، بعد أن أحيط مسئولو الدول المعنية: كندا وأوكرانيا والولايات المتحدة بمعلومات استخباراتية تفيد بأن الطائرة أسقطت بواسطة صاروخ، بينما افترض محللون أن إسقاط الطائرة بواسطة صاروخ، بسبب خطأ، نتيجة رفع درجة الاستنفار في إيران بعد الضربات الصاروخية الإيرانية في العراق انتقاما لمقتل قاسم سليماني قبل ذلك بساعات.

وقال مركز الأبحات IHS Markit في مذكرة له، إن الطائرة الأوكرانية من المحتمل أنها أسقطت بصاروخ SA-15 أطلقه الحرس الثوري، مشيرا إلى أن ذلك وقع عن طريق الخطأ.

وأظهر أحد مقاطع الفيديو للطائرة التقطها أشخاص على الأرض، الطائرة تبدو كتلة من اللهب قبل أن تسقط على الأرض، وفيديو آخر للحظة سقوطها وتناثر حطامها المحترق على الأرض، بينما يظهر مقطع آخر استهدافها بما بدا أنه صاروخ.

وقال مسئول كبير بالإدارة الأمريكية إن إسقاط إيران لطائرة الركاب الأوكرانية التي قتل جميع ركابها، وعددهم 176 شخصا "مأساة مروعة"، وذلك بعد اعتراف طهران بأنها أسقطت الطائرة بطريق الخطأ.

وأضاف المسئول الذي طلب عدم نشر اسمه "في النهاية إيران ارتكبت خطأ جسيما. تصرفات إيران الطائشة تتسبب في عواقب مدمرة مجددا".

وذكرت هيئة الطيران المدني الإيرانية في بيان نشرته وكالة "تسنيم" للأنباء أن طائرة الركاب الأوكرانية التي أُسقطت بصاروخ قرب طهران لم تنحرف عن مسارها.

وجاء في البيان: "حتى الآن لم يثبت أن الطائرة انحرفت عن مسارها".

المسار الذي سلكته الطائرة الأوكرانية عند إقلاعها من مطار طهران، من المفترض أنه مسار نظامي معتمد من قبل المسئولين عن سلامة الطيران في إيران، وبالتالي فالحرس الثوري الذي من المفترض أنه قادرعلى قتال كل العالم من أقل واجباته معرفة هذه المسارات ووضع الخطط الدفاعية والهجومية بعد أخذ هذه المسارات بالحسبان كما يحصل في كل جيوش العالم الصغير منها أو الكبير.

العملية العسكرية التي نفذها الحرس الثوري وكانت نتيجتها إسقاط طائرة مدنية عن طريق الخطأ، تطرح التساؤل الكبير، ماذا لو كانت إيران عبر حرسها الثوري ترد على هجوم مفاجئ على أراضيها؟

فوفقًا لحادثة الطائرة الأوكرانية بإمكاننا أن نتوقع أن الحرس الثوري وفقًا لهذه المهارات المفاجئة قد يقصف مقر المرشد خامنئي أو مساجد المرجعيات في قم.

ويعد إسقاط الطائرة الأوكرانية ثم طريقة التعاطي مع الحادثة ومحاولات إخفاء الحقيقة يشكل سقوطًا مدويًا للدولة الإيرانية وأكثر من ذلك هو سقوط مروع للحرس الثوري الذي أثبت أنه لا يجيد سوى الاغتيال وقمع الشعوب المنتفضة من جسر الرينج في بيروت إلى جسر الحرية في العراق وما بينهما 1500 قتيل في مظاهرات إيران.