الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مقامرة أردوغان الفاشلة في ليبيا.. الغرب: الرئيس التركي مصاب بجنون العظمة.. ومحللون يكشفون أسباب رفض الدول العربية طموحات أنقرة الاستعمارية

صدى البلد

كيف سيصبح مصير مغامرة أردوغان الفشل؟
أردوغان يعادي مصر والسعودية والإمارات لدعم الإرهاب في ليبيا
حماقة الرئيس التركي العسكرية والدبلوماسية ستدفعه للسقوط


في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وقف إطلاق النار في المنطقة الغربية اعتبارًا من منتصف ليل السبت، في أعقاب اتصالات مكثفة لقادة أوروبيون من أجل احتواء الوضع في ليبيا بعد أن قررت تركيا التدخل في الصراع، هرع رئيس حكومة الوفاق الوطني غير الشرعية إلى مدينة أسطنبول التركية، للقاء الرئيس رجب طيب أردوغان.

السراج الذي وصل إلى تركيا قادمًا من إيطاليا حيث أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، الذي أعرب عن قلقه من تصاعد التوتر في ليبيا، لم يتوانى عن مواقفه التي لطالما كشفت عن مدى انصياعه لتركيا، وقام بخرق هدنة وقف إطلاق النار في أكثر من محور.

قال آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية، اللواء المبروك الغزوي، أمس: "المليشيات قامت بخرق الهدنة في أكثر من محور بكل أنواع الأسلحة بما فيها المدفعية ونحن مازلنا ملتزمين بالبلاغ الصادر لنا قبل منتصف الليلة من القيادة العامة لغرفة المنطقة الغربية وننتظر أي تعليمات جديدة منها".

ومع ذلك، فإن الحديث عن التدخل التركي السافر في الأزمة الليبية فتح آفاق وتخارجات جديدة للمشهد الليبي، جعل العديد من المراقبين يصفون هذا الأمر بأنه "مغامرة" من جانب أردوغان، وهو بالضبط ما وصفه تقرير لمركز "بروجيكت سنديكيت" البحثي، الذي قال إن إرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا بأنه مقامرة متهورة محكوم عليها بالفشل وحماقة عسكرية ودبلوماسية سوف تنتهي بسقوطه.

وقال التقرير إن منتقدي الرئيس التركي في الغرب اعتادوا على السخرية منه باعتبار "ديكتاتور" ويعاني من "جنون العظمة"، لكنهم أصبحوا يرونه الآن في صورة "المقامر الفاشل"، بعدما أعلن أن بلاده سترسل قوات عسكرية إلى ليبيا بناء على حكومة السراج.

وأوضح التقرير أن قرار أردوغان هذا يعتبر "حماقة" عسكرية ودبلوماسية، ذلك أن التدخل التركي في شمال شرقي سوريا، يعتبر أمرًا مخزيًا لا يدفع ثمنه سوى الأكراد، متسائلًا عما إذا كان قرار أردوغان بإرسال قوات في ليبيا سيسفر عن حل الأزمة المستعرة منذ 2011، لافتًا إلى أن أردوغان يخدع نفسه إذا كان يتوقع انتصار مليشيات الوفاق على الجيش الوطني الليبي أو حتى التوصل إلى تسوية سلمية قريبًا.

ورأى التقرير أن "حماقة" أردوغان ستفشل حتمًا، وذلك لأن شعار الجيش الوطني هو استقرار ليبيا ومحاربة الإرهاب، ولأنه يحظى بدعم مصر والسعودية والإمارات، وهي الدول التي شكلت مع البحرين محورًا لمكافحة الإرهاب ضد قطر، فضلًا عن فرنسا وروسيا أعلنتا صراحة دعمها للمشير حفتر في وجه المليشيات الإرهابية.

وأفرد التقرير سبيين لتدخل تركيا في النزاع الليبي باعتبراها دخلت الحرب بالوكالة، أولهما هو التأثير الإيديولوجي والسياسي لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية على أردوغان، ولذلك تدعمها تركيا وقطر. وتماشيًا مع مبدأ أن "عدو عدوي صديقي" تعتبر تركيا وقطر أن دعم السعودية والإمارات ومصر للمشير حفتر يُعد عذرًا كافيًا لدعم فايز السراج وحكومة الوفاق.

أما السبب الثاني، وهو الأكثر أهمية في رأي التقرير، فيتمثل في رغبة أردوغان بأن تلعب تركيا دورًا حاسمًا في المنطقة لأول مرة منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية، بيد أن الاتحاد الأوروبي لايزال مترددًا في قبول محاولة انضمامها إلى الاتحاد.

ولكن سعي تركيا لتحقيق طموحها في القيادة الإقليمية ينطوي على كلفة باهظة، فعندما تولى حزب العدالة والتنمية زمام السلطة في تركيا منذ قرابة عقدين من الزمن، كان أحمد داود أوغلو، ومرشد أردوغان الذي بات وزيرًا للخارجية ورئيسًا للوزراء في نهاية المطاف، حريصًا على توسيع نفوذ تركيا في الخارج، لكن أردوغان تسبب في إثارة نزاعات وخلافات مع الدول العربية، كما أن الاتحاد الأوروبي يرفض قبول سجله المروع في مجال حقوق الإنسان، وبخاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها الجيش ضده في عام 2016.

وأكد التقرير أن صفقة السراج وأردوغان تتجاهل القانون الدولي كما أشار الاتحاد الأوروبي وكذلك قبرص واليونان ومصر. كما تتجاهل الصفقة أيضًا الحدود الجغرافية لأن جزيرة كريت اليونانية تقع في منتصف الطريق بين البلدين، إضافة إلى أن هذه الصفقة تهدد اتفاق يناير للعام 2019 بين مصر واليونان وقبرص وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية بشأن استغلال احتياطيات الغاز في شرق البحر المتوسط.