الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قاعدة دائمة في البحر الأحمر.. رسالة ردع.. قوة اعتراضية ضد أي تدخلات في المنطقة.. مصر تدخل عصر المياه الزرقاء العميقة.. وحماية المصالح العربية من أطماع قوى الشر بامتلاك أدوات السيطرة والتحكم بالمضايق

صورة من التليفزيون
صورة من التليفزيون المصري للقاعدة

  • أهداف إنشاء قاعدة برنيس الجو_بحرية:
  • ردع من يحاول إيجاد توترات مع مصر في شرق أفريقيا وفي إثيوبيا خاصة الأتراك والقطريين
  • أسطول عملياتي في منتصف البحر الأحمر دون الحاجة للاستعانة بوحدات من أسطول مصر الشمالي ونقلها عبر قناة السويس

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ قليل قاعدة برنيس الجو - بحرية الاستراتيجية في نطاق المنطقة الجنوبية العسكرية شمال مثلث حلايب، كما شهد اصطفافا عسكريا ضخما.

وسارعت مصر قبيل افتتاح هذه القاعدة الجو - بحرية بتدشين الأسطول البحري المصري الجنوبي، وإلى امتلاك حاملة الطائرات المروحية "الميسترال" باعتبارها خطوة رئيسية لتحسين قدرات البحرية المصرية والتي تمثل نقطة البداية ونواة لهذا الأسطول.

وبحسب مراقبين، فهناك عقود لصفقات أسلحة كثيرة جار إتمامها لاستكمال أركان هذا الأسطول، وسوف تكون الميسترال هي القطعة الرئيسية لهذا الأسطول الذي من مهماته حماية البحر الأحمر من مدينة السويس وحتى خليج عدن على امتداد 2250 كم من السواحل ومساحة 438 كم2 من المياه المسطحة.

وأكد هؤلاء أنه لا يمكن لمصر أن تقبل بأن تحاصرها أي قوة دولية أو إقليمية في البحر الأحمر أو أن يكون لأحد السيادة والسيطرة على الممرات الملاحية الهامة التي تتحكم في مدخل قناة السويس.

وأوضحت مصادر مصرية أن هذا الأسطول الجنوبي سوف يكون بمثابة الثقل الموازن أو رمانة الميزان لأي قوة بحرية تسعى لتهديد باب المندب، إضافة إلى ردع من يحاول إيجاد توترات مع مصر في شرق أفريقيا وفي إثيوبيا، خاصة الأتراك والقطريين، بعد أن أصبح "لمصر قوة اعتراضية ضد أي تدخلات في المنطقة عن طريق امتلاك أسطول عملياتي في منتصف البحر الأحمر دون الحاجة للاستعانة بوحدات من أسطول مصر الشمالي ونقلها عبر قناة السويس.

وتابعت المصادر: "مع الوضع في الاعتبار أن هناك منافسة مع قوى إقليمية، خاصة الأتراك، حتى لو كان الأمر نظريا فقط، فلا يمكن لمصر أن تقبل أن تفرض أي قوة إقليمية سيطرتها على البحر الأحمر".

وشددت المصادر على أنه يمكن القول إن امتلاك حاملات الميسترال يأتي بمثابة خطوة هامة للوصول لأن تصبح القوات البحرية المصرية ذات قدرات للولوج للمياه الزرقاء العميقة بما يعني أن العقيدة البحرية المصرية بدأت في التغير من عقيدة الدفاع إلى الهجوم والتحول من المياه الخضراء للمياه الزرقاء العميقة وخلال أربع لخمس سنوات سيتم تزويد الأسطول المصري بسفن إضافية.

وأوضحت المصادر أن الهليكوبتر "كا 52" سوف تمتلك مصر منها 32 طائرة على متن سفن الميسترال الهجومية مزودة برادار وصواريخ مضادة للسفن يصل مداها إلى 150 كم وتمثل تهديد حقيقي لأي قوات بحرية معادية.

وقالت المصادر إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حاول جاهدا أن يجعل البحر الأحمر بحيرة عربية خالصة من خلال ممارسة ضغوط على البريطانيين لمغادرة قاعدتهم البحرية في عدن ودعمه للضباط اليمنيين من أجل الإطاحة بحكم الإمام، كما أغلق الممرات البحرية وخليج العقبة في وجه السفن التجارية الإسرائيلية، إلا أن هزيمة 1967 أدت لانهيار مشروعه في البحر الأحمر وإغلاق قناة السويس نفسها.

وأضافت أن المحاولات العربية الجديدة للحفاظ على أمن البحر الأحمر وسلامة الملاحة في باب المندب، تأتي بمثابة تغير استراتيجي باعتبار أن المصالح العربية واحدة، ولابد من منافسة القوى الإقليمية والدولية في امتلاك أدوات السيطرة والتحكم في المضايق.

والبحر الأحمر بحيرة عربية يقع وسط العالم العربي وسيظل ممرا ملاحيا عالميا هاما، وهو المنفذ الوحيد للعديد من الدول، خاصة الأردن والسودان وجيبوتي، كما أنه الممر الرئيسي للبترول العربي للولوج للأسواق الأوروبية، ومعظم اقتصادات الدول العربية قائمة على البترول وتصدره بشكل رئيسي ويمثل 93% إلى 100% من حجم صادراتها بما يزيد من أهميته الجغرافية بمفهوم الأمن القومي العربي، إضافة لوجود معادن مختلفة في مياهه.

وكثير من الدول بدأت في إنشاء قواعد لها في خليج عدن أو بالفعل تمتلك قواعد، ومنها فرنسا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية والصين والسعودية، بما يعني أن البلاد العربية شرعت في الاهتمام بالبحر الأحمر باعتباره جزءا من أولويات الحفاظ على مصالحها.