الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خريف المرشد يخيم على أجواء إيران.. حادث الطائرة الأوكرانية المنكوبة ينفجر في وجه علي خامنئي.. انقسامات واتهامات متبادلة تهدد تماسك الحكومة.. المظاهرات تزلزل قواعد النظام ومذبحة متوقعة للمحتجين

المرشد الأعلى الإيراني
المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي

  • انقسامات واتهامات متبادلة بالكذب والنفاق داخل صفوف النظام الإيراني
  • خامنئي أصبح الهدف الرئيسي للمحتجين وهتافاتهم بعد حادث الطائرة الأوكرانية
  • مشروع قانون في الكونجرس لدعم المتظاهرين في إيران
  • تخوفات من حملة تطهير داخل النظام الإيراني تدفع الموالين للحرس الثوري إلى الصفوف الأمامية

على مدار ثلاثين عامًا شغل خلالها موقع المرشد الأعلى في إيران، سعى علي خامنئي جاهدًا لتعزيز سلطته داخل إيران ومد نفوذها في الخارج.

لكن المرشد، البالغ من العمر 80 عامًا، يواجه الآن التحدي الأكثر صعوبة في حياته، مع انتفاض عشرات الآلاف من الإيرانيين ضده وضد نظامه، بعدما أحيا سقوط طائرة مدنية أوكرانية بصاروخ إيراني غضبهم على خطايا وجرائم النظام المتتالية والمستمرة.

ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن محلل سياسي من التيار الإصلاحي في إيران قوله: "لم تكن الفجوة بين الدولة والمجتمع أكثر اتساعًا من الآن، وحتى في صفوف النظام نفسه يتهم السياسيون بعضهم بالكذب والنفاق".

وأضاف: "المحتجون يتهمون الدولة بممارسة الكذب المنهجي، ومن ثم أصبح المرشد علي خامنئي الهدف الرئيسي للغضب الشعبي، فيما يرى المحتجون أن حكومة الرئيس حسن روحاني أضعف من أن تغير أي شيء".

ويحظى منصب المرشد الأعلى في إيران بقدر كبير من التقديس، ويتمتع بسلطة مطلقة في جميع شئون دولة، بما فيها الشئون العسكرية.

وخلف خامنئي تاريخا طويلا من تولي مناصب الدولة العليا، فقد تولى لفترة قصيرة قيادة الحرس الثوري حديث التشكل عام 1979، وهو ثالث رئيس للجمهورية الإيرانية بين عامي 1981 و1989، قبل أن يتولى منصب المرشد الأعلى خلفًا لمؤسس الجمهورية روح الله خميني بعد وفاة الأخير عام 1989.

وبعد اعتراف النظام الإيراني بإسقاط قوة الصواريخ التابعة للحرس الثوري الطائرة المدنية الأوكرانية عن طريق الخطأ، نزل عشرات آلاف الإيرانيين إلى الشوارع يهتفون، ليس ضد الحرس الثوري وحده، وإنما ضد المرشد نفسه أيضًا.

وبحسب مراقبين، فقد كان حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية بمثابة زلزال ضخم كشف مدى الخلل في كفاءة النظام وفساده وغياب التنسيق بين القطاعات العسكرية والمدنية، وكان التعتيم على حقيقة إسقاط الطائرة بصاروخ بمثابة إهانة، ليس للشعب الإيراني وحده، وإنما للرئيس حسن روحاني نفسه، والذي يشغل الترتيب الثاني في قيادة القوات المسلحة الإيرانية بعد المرشد الذي يُعد القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وقال السياسي الإصلاحي الإيراني علي شكوري راد في تغريدة على "تويتر" إن "إدارة الدولة بهذه الطريقة ستكون له عواقب وخيمة، وقد بدأنا نشهد انقسامات. إن إخفاء حقيقة إطلاق الصواريخ كان بمثابة إلقاء حمض على وجه الجمهورية الإيرانية. الحل الوحيد هو الحكم الرشيد".

وكشف السيناتور الأمريكي كيفن ماكارتي، عن مشروع قانون جديد، سيقدمه إلى الكونجرس من أجل دعم المتظاهرين في إيران.

وكتب عضو مجلس النواب الأمريكي، في تغريدة، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أطرح مشروع قانون دعما للمحتجين في إيران. العالم يشاهد، ويجب أن يعرف الشعب الإيراني أنه ليس وحيدا في هذه اللحظات المحورية".

وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الاثنين الماضي، إن التحقيق في اتهامات باستخدام القوة المميتة ضد المحتجين في ايران يجب التحقيق فيه بشكل كامل، قائلا إن تقارير عن أعمال عنف ضد أولئك المحتجين على إسقاط طائرة مدنية تثير القلق.

وبحسب "رويترز"، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوياريك للصحفيين: "إننا نتابع عن كثب المظاهرات التي جرت اليوم وعطلة نهاية الأسبوع في إيران، ويذكر الأمين العام بالحق في حرية التعبير وحرية تكوين التجمعات السلمية".

ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن مراقبين توقعاتهم بأن يقدم خامنئي على خطوات إصلاحية بسيطة في محاولة لاحتواء الغضب الشعبي المتصاعد وتحت ضغط العقوبات الأمريكية، ولكن إن انفلتت السيطرة على الاحتجاجات في الشوارع فليس من المستبعد أن يأمر بمذبحة وحشية بحق المتظاهرين.

ويتخوف سياسيو التيار الإصلاحي من أن يشن خامنئي حملة تطهير داخل النظام يقصي خلالها الحرس القديم من الإصلاحيين والمحافظين على السواء، ويوسع اعتماده على عناصر شابة أكثر ولاءً له وأكثر ارتباطًا بالحرس الثوري المتشدد.