الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حسام الفحام يكتب : رجال الخفاء والتعنت الإثيوبي في سد النهضة

صدى البلد

أى شخص يقول انه عارف أو فاهم او متوقع ما سيحدث فى أزمة سد النهضة "يبقى بيفتى" لأن الموضوع اكبر بكتير من اثيوبيا !! لأن أثيوبيا لا تأخذ قرار انها تستمر او توقف بناء السد !! ..الموضوع اكبر من ذلك بكثير ، لأنه جزء من عملية انهاك مصر.!!

مصر دولة كبيرة لها إدارة أثبتت قدرات تفوق الترهات و الشائعات التي تقرأها على مواقع التواصل الإجتماعي وتشاهدها على الفضائحيات .

لا تقلقوا و دعوا أجهزة مصر تعمل وتأكدوا ان الرد المصرى سيكون فى الوقت المناسب وسيكون فى الصميم .

بالنسبة لمن يقلقون بجد على البلد ..تعالوا نناقش الأزمة من منظور مختلف.. ونقارن ونفهم كيف تفكر وتتحرك الدولة المصرية.

فى سنة 1969 أعلنت اسرائيل عزمها على استئجار حفار للتنقيب عن البترول فى سيناء فى عز احتدام حرب الاستنزاف بين مصر واسرائيل . وهذا معناه إذلال الدولة المصرية بالتنقيب على البترول فى ارض مصر المحتلة وأمام سمع وبصر الجيش المصرى .. وفى نفس الوقت تفريغ حرب الاستنزاف من مضمونها وارسال رسالة للعالم أن الوضع تحت السيطرة الكاملة للجيش الاسرائيلى !!

واشتعلت حرب تصريحات و مصر ملتزمة الصمت التام .. لأن تحركات الاجهزة الامنية المصرية ، جعلها تكتشف انها أمام اخطبوط وفخ محكم .. و ان مصر لو ضربت الحفار علانية ستكون اعلنت الحرب على خمس دول مجتمعة هى امريكا وكندا وهولندا وانجلترا واسرائيل. 

وفى يناير 1970 قال المتحدث الرسمى المصرى عصمت عبد المجيد لجريدة ايطالية “ان شركة كذا بدأت البحث عن البترول فى سيناء وان مصر لن تتوانى عن التصرف اذا ما قررت اسرائيل استغلال المصادر البترولية فى سيناء”.. وهذا معناه ان مصر عارفة كل تفاصيل المخطط وعندها كافة المعلومات الممكنة ، واللعب اصبح على المكشوف ، وان مصر ستتصرف فى الوقت المناسب !

وصمتت مصر تماما..ثم جرت عملية مخابراتية على اعلى مستوى أثبت فيها رجال مصر انهم فعلا رجالة بجد، وعلى قدر المسؤولية .. و تم تدمير الحفار فى مارس 1970 بأسلوب احترافى على اعلى مستوى .. وبدون الاشارة بإصبع الاتهام لمصر من قريب او بعيد !!

بعد مباحثات السلام فى 1977 وكل الاتهامات التى تم توجيهها لمصر بالتفريط فى الارض .. وبعد استعادة مصر لكل سيناء على مراحل طبقا للاتفاقية ما عدا طابا .. دخلت مصر فى صراع قانونى وتحكيم دولى فى ظل حرب تصريحات مستمرة .

والتزمت مصر الصمت بالرغم من رحى الحرب المخابراتية والدبلوماسية والقانونية المشتعلة خلف الابواب حتى تم استعادة الارض فى عام 1989 و رفع العلم المصرى على ارض طابا .. آخر جزء محتل من الاراضى المصرية!!

وبرغم علم مصر بالمخطط الغربى للمنطقة اجمالا ولمصر تحديدا ..ومحاولة الزج بمصر بداية من عام 2005 فى اتون حرب نجحت مصر فى اطفاء جذوتها وتوجيهها لمنطقة حروب الجيل الرابع ، و قال عمر سليمان فى 2005 : “ احنا عارفين ان المواجهة جاية وكل اللى إحنا بنعمله اننا بنحاول نأخر المواجهة شوية لغاية مانستعد لها” .

وفى 2011 كان كثيرون يهتفون بإسقاط النظام كانت الاجهزة الامنية المصرية بتسطر ملحمة تاريخية وامنية سيتم تدريسها فى كتب علوم المخابرات فى جميع مدارس المخابرات على مستوى العالم .. وهى تلعب دور الدولة الميتة فى مقامرة لا بديل عنها لانقاذ البلد من الضياع .

وفهمت الناس الحقيقة واستفاقت وخرجت من تحت الرماد فى 30 يونيو علشان مصر تتحدى العالم وتوصل لمرحلة انها تكون حاليا هى الدولة الوحيدة المستقرة فى المنطقة بين دول الربيع العبرى مثل ماقال بالضبط وبالنص، الراحل الحى اللواء عمر سليمان فى 2011 !!

خلاصة الكلام وبرغم كل الاستفزازات وكل التصريحات و المفاوضات ..مصر ملتزمة بالصمت و تمد حبال الصبر . نفس المدرسة تصريح مقتضب للرئيس السيسى يقول فيه ان أمن مصر المائى ده أمن قومى ومش هانسمح أبدا لحد انه يعطش الشعب المصرى.. وبعد ذلك الشغل يكون خلف الابواب المغلقة .

كيف علمت في شهر مايو 2013 أن قبائل الأورومو بإثيوبيا ستنتفض في أكتوبر 2019 ضد الظلم و التمييز الواقع عليهم...وأن ولاء هؤلاء أقرب لمصر منه للأماهرة المتصهينين؟.

قبائل الأورومو يمثلون أكبر مجموعة عرقية بإثيوبيا...40 مليون نسمة و يزيد.. إجمالي تعداد السكان هو 80 مليون. هؤلاء لهم تاريخ طويل مع مصر...لأنه ببساطة حدود مصر قديما كانت تشمل كوش...التي ينتمي لها الأورومو سواء بإثيوبيا أو الصومال أو إريتريا في القرن الأفريقي.

يعيش شعب "مورزو أو مورسي" فى اومو شمال شرق اثيوبيا فى المنطقة التى يريدون اقامة السد بها. و يوجد العديد من القبائل النيلية التى ستتأثر حياتها اذا أقيم السد لانه سيسبب جفافا و خللا فى الرى و منظومة حياتهم.

هؤلاء مسلحون بالكلاشنكوف و لا يعرفون التفاوض و لا التفاهم فيما يتعلق بحياتهم و معتقدهم. كل من درس المنطقة و طبائع هذه القبائل يعلم تمام العلم انه ستقوم حرب أهلية عنيفة بسبب هذا السد - الذي يسمونه باللغة الأمهرية " هداسي جاديب " أو سد الألفية الكبير .

وواضح من التسمية أن مصدرها عقول مهووسة بالزمان والسيطرة و العيش كما الطفيليات على الشعوب الأخرى..عقول يهودية إجرامية تتآمر على مصر منذ قرون.

وعلى من يريد إنهاء مؤامرة السد..المؤامرة الصهيونية-الأمهرية , فعليه بالتواصل و التنسيق مع زعماء هذه القبائل لأنهم يمثلون أغلبية السكان. هؤلاء هم السلاح الرادع الفعلي في مواجهة مؤامرة السد.

ومن يظن أن مصر سوف تلجأ لأي حل عسكري فهو إما قلق و خائف على مستقبل نهر النيل أو متآمر يؤجج وتيرة الخلافات و يحاول توريط مصر في حرب بينما الحل موجود. 

قبيلة مورزو أو مورسي هي إحدى قبائل شعب سورما ..مثلهم مثل شعب الأورومو - نسبة إلي إرم بن كوش بن حام بن نوح عليه الصلاة و السلام. وهؤلاء يشكلون الاغلبية العرقية بأثيوبيا بينما تمثل الفئة الأمهرية-أمهارا- الحاكمة و المفضلة لدى المستعمر الصهيوني أقل من ربع تعداد السكان.

التواصل ضرورة مع تلك القبائل الإثيوبية و تكوين جبهة معارضة ضد الأمهرية. و الصدام قادم بين قبائل إثيوبيا لا محالة...و السبب واضح : خيانة أقلية الأمهرية للوطن الأثيوبي لن تمر مرور الكرام .

وعندما تنتفض باقي القبائل و الأعراق , سيعود الأماهرة إلي رشدهم و ينسون أوهام و خزعبلات الاستعمار الصهيوني الذي خدعهم و استمالهم ضد بلادهم و جيرانهم.

حين تسارعت الدمي رقصا ، وتعالت أصوات الكلاب اجدنا الصمت وتركنا لحديثهم فاصلا لصداه . وقد وضعنا الاجابة قبل أن يطرحوا السؤال . ونحن لم نرقص يوما على أنغام أحد .

نحن من أجدنا الصمت بعدة لغات .ونحن من سيسدل الستار فى النهاية .وسيسحق كل من تآمر وكل من ساعد وتعاطف مع قوى الشر .

مصر الدولة الوحيدة التى تغرد خارج السرب .

ومن الاخر.... انسوا حاجة اسمها سد النهضة.. انتهى..سلاما رجال الخفاء مطمئنون بكم.

حفظ الله مصر .. حفظ الله الجيش.