الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمين الفقي يكتب : ما ضرّ بالشمع إلا صحبة الفتلِ‎

صدى البلد

لا يزال الالتباس قائما بين أن تقلد شخصًا وبين أن تستقي من حياته ما قد ينفعك في حياتك. فالتقليد الأعمى هو أن تأتي بفعل كفعل الآخرين من دون أن تفكر بعواقب ما تفعله ومن دون أن تزن ذلك في عقلك، فبعض من التقليد يكون من دون إدراك للاتجاه الذي نسلكه إثر ذلك والتقليد المستحب هو أن تستفيد من تجارب الآخرين أي أن تتفادى الوقوع بنفس الأخطاء التي وقعوا بها.

إن التقليد الاعمى الذي يلهث الناس وراءه آفة تهدد المجتمعات حتى لاقت بعض العادات غير اللائقة التي أَخذت من مجتمعات أخرى رواجا اعلاميًا وظهورًا واضحًا اكثر من العادات النبيلة والمتميزة الموجودة عندنا والموجودة في القدوة الصالحة. 

وقد استشرى هذا الداء جليا في المجتمع فتكررت به النتائج السلبية وانعكست على حياتنا الخاصة وراح ضحيتها الكثير فلا ينبغي أن ازوج ابنتي كما فعل جيراني أو أن اتعامل مع زوجتي أو مع أهلها كما أسمع من بعض اصدقائي ولا أن أربي أبنائي كما هم يفعلون ويؤرقني كثيرا المغالاة في المهور والبذخ في تكاليف الزواج وبالتالي ارتفاع مقلق لمعدل العنوسة في المجتمع وقد حثنا ديننا الحنيف على الزواج وإكمال نصف الدين وحفظ النفس من النزوات والانحراف، فالبذخ والإسراف في الاحتفاء بالأعراس دفع بالعائلات لطلب مبالغ خيالية من المتقدمين لخطبة بناتهم للقدرة على مجاراة مراسيم الوسط المجتمعي. 

وقد تسرب إلى فئات محدودة الدخل كبلت نفسها بحكم التقليد الأعمى والغيرة الاجتماعية بالتزامات ومظاهر فارغة لا طاقة لها بها فأوهن الإنسان أواصر هذا الرباط فصار عبئا كبيرا على كاهل الأسر مما يحملها التزامات تثقل ظهر الأزواج وبعض الآباء الذين لا يستطيعون توفير قيمة هذه الالتزامات وتفتح باب الديون على مصراعيه وتساهم في خلق الخلافات الزوجية فيما بعد. 

كما أن البعض يرهق وضعه المالي لمجرد أن يقلد الآخرين ووصلنا لحد تربية الكلاب في بيوتنا تشبها بغيرنا حتى لو كنا مسلمين. فكن كما أنت وصاحب من يتناسب معك ماديا وفكريا ولا تجعل من كلام اصدقائك وأهواء الناس وتصرفاتهم فتيلا يحرق مصباحك ويطفئ شمعتك في زمن أصبح الإنسان جاهلا متبعا لهواه ظالما لنفسه أفسد نعمة ربه جريًا وراء سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.