الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطبيبة راعوس.. فقدت جنينها بحادث الكريمات ورافقت زميلة دراستها آمنة في مستشفى ناصر

الدكتورة راعوس القس
الدكتورة راعوس القس أشعها

على مقعد حديدي جلس "أحمد خلف" الشقيق الأصغر للطبيبة "أمنة محمد خلف" المصابة في حادث "الكريمات" برفقة والده ووالدته في حزن وكمد، أمام باب الطوارئ بمستشفى "معهد ناصر" الحكومي، في انتظار عودة وعي فلاذة كبدهم الطبيبة "أمنة"، بعد أن أصيبت في الحادث المؤلم الذي تعرضت له هي و 16 من زملائها الأطباء خلال تنفذهم تكليف التدريب الإلزامي في القاهرة صباح اليوم.

كسر في الحوض وفي الساق وكدمة في الجمجمة تلك هي الإصابات التي لقيتها "آمنة"، بعد تعرضها إلى حادث السير عبر طريق الكريمات في صباح كان مربك بالنسبة إليها، بعد إبلاغها بضرورة حضور التكليف المطلوب قبلها بيوم، لتضطر لتحضير نفسها استعدادا للانطلاق من محافظتها بالمنيا إلى القاهرة ومجمتعه مع زملائها الـ16 داخل ميكروباص استعانوا به لعدم توفير مواصلة مناسبة لهم، للذهاب فجر اليوم إلى الندوة المطلوبة، وذلك وفقًا لرواية أحمد خلف" شقيق الطبيبة، لموقع "صدى البلد".

تلقى "أحمد" شقيق الطبيبة في الساعة 11 صباحًا مكالمة هاتفية من قبل أسرته التي علمت بالحادث في 8 صباحًا، بعد انهائه امتحانه بكلية طب بيطرى اسيوط، ليهرع بعدها إلى القاهرة ليرافق أسرته في المستشفى ويطمئن على اخته الكبرى ذات الـ26 عامًاً و التي تخرجت في كلية الطب منذ 2017، حيث أجلت تكليفها لتخصص في أمراض الصدر.

رافقت "آمنة" زميلة دراستها الطبيبة "راعوس القس أشعها"، خلال الحادث ليلقى نفس المصير المؤلم معًا، ويريان الموت بأعينهن وتختلط دماؤهم على أسفلت طريق "الكريمات" وسط حطام الميكروباص الذي تجمعوا فيه للذهاب إلى التكليف الإجباري.

الشو الإعلامي للوزيرة هو الوصف الذي أطلقه أحد أقارب الطبيبة "آمنة" بعد استدعائها دون أي ترتيب لحضور التكليف اجباريًا تحت تهديد النقل في حال عدم الحضور، متسائلًا كيف للمسؤولين ان يتعاملون مع أطباء يمثلون ثروة قومية للوطن بهذا الاستهتار وعدم التقدير وإهدار أرواحهم من أجل مؤتمر استعراضي، على حد تعبيره.

محاسبة المسؤولين هو المطلب الذي أعلنته أسرة الطبيبة "امنة" الغائبة عن الوعي، ليلقى كل متسبب في هذا الحادث الجزاء المناسب في دولة تحترم القانون.

شهد طريق الكريمات صباح الأربعاء، حادثا مأساويا، راح ضحيته 4 أشخاص وإصابة 16 آخرين، وذلك في أثناء توجه 15 طبيبا لتنفيذ تكليف التدريب الإلزامي في القاهرة.

وعلى الرغم من وفاة 4 أشخاص في الحادث، ومن بينهم طبيبتان وإصابة 17 آخرين من أطباء المنيا، أثناء ذهابهم للمحاضرة، فإن الوزارة لم تعلن إلغاء محاضرة التدريب الإلزامي، واستمر اليوم بشكل طبيعي في قاعة الأميرة فاطمة.

في الساعة 5 صباحًا التقت الطبيبة "راعوس القس أشعها" التي لا تزال في أشهر حملها بزملائها الـ16 من ضمنهم رفيقة دراستها الدكتور "امنة" للتوجه إلى القاهرة بعد صدور تكليف التدريب الإلزامي، عبر ميكروباص مأجر وذلك لعدم منح الأطباء الوقت الكافي لشراء تذاكر القطار أكثر وسائل النقل أمانًا، وذلك بحسب رواية "بطرس القس أشعها" شقيق الطبيبة المصابة في الحادث الغادر لـ "صدى البلد".

صدمة العمر تلقاها "بطرس" وأسرتها، بعد أن فقدت الطبيبة "راعوس" جنينها و استئصال رحمها نتيجة أصابتها الشديدة في حادث، لتحمل العائلة المكلومة "الجنين" تمهيدًا لتشيعه إلى مثواه الأخير فور اخراجهم تصريح الدفن لطفل لم ير النور بعد. 

10 ساعات قضتها الطبيبة "راعوس" داخل غرفة العمليات بـ"معهد ناصر" فور نقلها إليه، في حالة حرجة بعد تعرضها لكسر في الفك والحوض جراء الحادث، لترافق زملتها الطبيبة "آمنة" بنفس المستشفى وقسم الطوارئ، ليلزمهم القدر ليكونوا بصحبة بعضهم وسط أنين يرافقه مصير الموت.

اصطدام الميكروباص الذي يجمع الـ16 طبيباً، بسيارة توقفت بشكل مفاجئ عبر طريق الكريمات هو السبب الذي أدى إلى الحادث الذي ذاع صداه كافة ربوع مصر ليلقى بعدها الأطباء مصيرهم المؤسف، وذلك وفقًا للروايات التي استمع إليها بطرس شقيق الطبية راعوس" التي فقدت جنينها وقتلت بداخلها حلم الامومة إلى الأبد.