EN 
رغم صغر سنه الذى لم يتجاوز خمسة عشر عامًا، إلا أنه قرر أن يتخلص من حياته نهائيًا لكى يرتاح من معاناة الامتحانات التى لم يوفق فيها على مدار عامين، وحتى لا يصبح عرضة للسخرية أو الشفقة من أحد بعدما فشل للمرة الثانية فى حل الامتحان وأيقن أنه لن يستطيع عبور المرحلة الإعدادية مثل أقرانه فى المدرسة.
الانتحار كان هو الحل الأنسب والأيسر بالنسبة إليه، فقد شاهد عشرات الضحايا فى الأفلام والمسلسلات ينهون حياتهم بطلقة نارية أو شرب السم أو كميات مضاعفة من الأدوية، فقرر استخدام المتاح منهم والأسرع فى إنهاء المهمة، فبحث عن سلاح نارى ينفذ به خطته الدرامية الحزينة.
"فرد روسى" كان أداة سهلة، اعتاد الكثير من أطفال الصعيد اللهو به، فقرر أن يحول اللهو إلى حقيقة ويضغط على الزناد لتخرج طلقة وحيدة تخترق رأسه وتنهى حياته للأبد.
بعد دقائق من صوت إطلاق النار، توجه والده وعمه إلى مكان الصوت ليجدا نجلهم غارقًا فى دمائه و بيده "فرد روسى"، فأبلغا أجهزة الأمن وأن الواقعة ليست بها شبهة جنائية، لكنه كان يعاني من أزمة نفسية بعد فشله فى امتحانات الصف الثانى الإعدادى وخوفه من الرسوب مرة أخرى.
وكان اللواء شريف عبد الحميد، مدير أمن قنا، تلقى إخطارًا من مركز شرطة نجع حمادي، بمصرع أحمد عبدالناصر أحمد ١٥ عامًا، طالب، مقيم بقرية زليتم، متأثرًا بطلق ناري في الرأس، فانتقلت قوة أمنية برئاسة النقيب جابر السمان، معاون أول وحدة مباحث نجع حمادي، إلى القرية، وتبين أنه أطلق النار على نفسه خشية الرسوب فى الامتحانات مرة أخرى.
