الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الأوقاف: التطاول على الحاكم منافٍ للدين.. والبذاءة والفحش من علامات الفسق والفجور.. ويؤكد: حسن الخلق يدخل الجنة ويجعلك قريبا من رسول الله في الآخرة

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

وزير الأوقاف: 
حسن الأدب والحياء يكون مع الله ورسوله و3 أشخاص
الأدب مع القرآن يكون بالإنصات ورعاية أهله
الله يعجل عقوبة العاق لوالديه في الدنيا قبل الآخرة
سيدنا موسى علمنا درسا في احترام العلماء.. والعلم يضيع بين أمرين
وزير الأوقاف محذرا: لا تستخدم هاتف أحد إلا بإذنه ولا تعبث في متعلقاته

ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، من مسجد الميناء بالغردقة، تزامنًا مع احتفال محافظة البحر الأحمر بعيدها الخمسين، متحدثًا في موضوع الخطبة عن «الآداب العامة وأثرها في رقي الأمم»، مؤكدًا أن الآداب العامة من المنظور الديني تعني القيم الرفيعة والأخلاق الكريمة، وديننا دين أخلاق، ورسالة النبي - صلى الله عليه وسلم- قامت على أساس الأخلاق؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم-: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

وأوضح وزير الأوقاف، أن حُسن خلق المرء من أكثر الأعمال التي تدخله الجنة، مُستندًا إلى ما روى عن أبي هُريرة قَالَ: «سُئِلَ رسولُ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، قَالَ: «تَقْوى اللَّهِ وَحُسْنُ الخُلُق، وَسُئِلَ عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ فَقَالَ: الفَمُ وَالفَرْجُ».

وأضاف أن الإنسان حسن الخلق ينال أيضًا قرب النبي - صلى الله عليه وسلم- مُستدلًا بقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: «إنَّ أحبَّكم إليَّ وأقربَكم منِّي في الآخرةِ محاسنُكم أخلاقًا وإنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم منِّي في الآخرةِ أساوِئُكم أخلاقًا الثَّرثارونَ المُتَفْيهِقونَ المُتشدِّقونَ»، منوهًا بأن الأخلاق من المنظور الإسلامي تعني الكرامة والنبل والشهامة، كما سأل أحدهم ما الفرق بين العقل والمروءة؛ فالعقل يأمرك بالنفع والمروءة بالأجمل.

حسن خلق الأنبياء مع ربهم

ولفت الدكتور محمد مختار جمعة، إلى أن الآداب العامة من المنظور الإسلامي والأخلاقي لها أهمية كبيرة؛ فما أحوجنا في أيامنا هذا، لحسن الخلق، والالتزام بما أوصانا به رسول – صلى الله عليه وسلم- وحثنا عليه.

وألمح إلى أن حسن الأدب والحياء يكون مع الله ويكون مع رسوله – صلى الله عليه وسلم-، ويصل إلى الوالد والعالم والحاكم؛ فهذا ما تعلمناه من قيم الدين الحنيف.

وذكر « جمعة» أن من حسن خلق الأنبياء مع ربهم – عز وجل- ما أجاب به سيدنا عيسي عليه السلام المولى- تبارك وتعالى- حين قال له: « وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ»، (سورة المائدة: الآيتين 166، 117 ).

وتابع: إن من الأمثلة أيضًا على حياء الأنبياء وتأدبهم في الحديث مع ربهم - عز وجل ما جاء في سورة الشعراء من إقرار سيدنا إبراهيم بنعم ربه عليه في أسلوب هو غاية في الأدب والحياء حيث قال: «الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ، وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ، وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ، وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ».

الأدب مع الله ورسوله

وأفاد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بأن الأدب مع الله – عز وجل-هو أن يراك حيث أمرك ولا تكون حيث تنهاك، والأدب مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقتضي أن تتبع سنته، أن الأدب مع النبى – صلى الله عليه ولم- يقتضي أيضًا عدم ذكر اسمه إلا مقرونًا بما يليق به من التعظيم والتبيجيل والوقير والاحترام بأمر إلهي.

واستشهد «جمعة» بقوله تعالى: «لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» (سورة النور : الآية 63).

واستند أيضًا إلى قول الحق – تبارك وتعالى-: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ»، (سورة الحج: الآية 2)، منوهًا بأن الإمام مالك – رحمه الله- «وجد رجلًا يرفع صوته في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فقال له: يا هذا تأدب في حضرة رسول الله؛ فحرمته ميتًا كحرمته حيًا»؛ فكان لا يحب رفع الصوت في المساجد.

ونبه وزير الأوقاف على أن سماع اسم النبى أو كتابته ولو في اليوم 1000 مرة يوجب الصلاة عليه وتوقيره وتبجيله -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد روى عن على – رضى الله عنه- قال َ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «الْبخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَم يُصَلِّ علَيَّ»، رواهُ الترمذي وقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.، وقال تعالى: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا». ( سورة الأحزاب: الآية 36).

الأدب مع القرآن

أبان الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن الأدب مع القرآن الكريم يكون بالإنصات إليه عند سماعه؛ فقد قال الله – عز وجل-: «وإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ»، (سورة الأعراف: الآية 204).

واستطرد: أن القرآن الكريم لا شبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه، كما أن الجن أقرأ بعظمته وأنصتوا عندما استمعوا إليه، فقال الحق – تبارك وتعالى- على لسانهم : «قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا» (سورة الجن: الآية 1). 

ورأى «جمعة» خلال خطبة الجمعة، أن من إكرام القرآن إكرام أهله ورعايتهم؛ فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه- قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ».

الأدب مع الوالدين:

وأكمل: إن الشرع الحنيف على بر الوالدين ورغب فيه، وحرم عقوقهما وعده من كبائر الذنوب، وجاءت النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنّة الشريفة حاثّةً على البرّ ومحذّرةً من العقوق في حقّ الوالدين في مواطن كثيرةٍ، مضيفًا: «مالا لولديه خير فيه، فلا خير له في نفسه، ولا يلقي من حياته هناءً أبدًا، لأن عقوق الوالدين مما تجعل له العقوبة في الدنيا، مستشهدًا بقول الله تعالى: «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا» (سورة الإسراء: 23).

واستدل على تعجيل عقوبة العاق لوالديه في الدنيا قبل الآخرة، بما روي عَنْ أَبِي بَكْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «اثْنَتَانِ يُعَجِّلُهُمَا اللهُ فِي الدُّنْيَا: الْبَغْيُ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ».

الأدب مع العالم:

وناشد وزير الأوقاف ضرورة التأدب مع العلماء، منوهًا بأن سيدنا موسى -عليه السلام- علمنا درسًا في كيفية التعامل مع العالم، كما جاء في قصة الخضر الواردة في سورة الكهف، في قوله تعالى على لسانه نبيه موسى عليه السلام: «هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا» (سورة الكهف: 66).

وواصل: أن «الخضر» الذي خصه الله بعلم لم يطلع عليه موسى -عليه السلام-، «قال له موسى هل أتبعك» سؤال بتلطف، لا على وجه الإلزام والإجبار، وهكذا ينبغي أن يكون سؤال المتعلم من العالم، وقوله: «أتبعك» أي : أصحبك وأرافقك، «على أن تعلمني مما علمت رشدا» أي: مما علمك الله شيئا، أسترشد به في أمري، من علم نافع وعمل صالح.

واعتبر وزير الأوقاف أن العلم يضع بين أمرين الكبر والحياء، مذكرًا بقول الله تعالى: «وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا» (سورة الإسراء: 37).

الأدب مع الحاكم:

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الأدب مع الحاكم العادل وإكرامه جزء من صميم الدين والوطنية معًا، محذرًا من أن التطاول على الحكام العادل منافٍ للدين والقيم والأخلاق والوطنية بنص حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

واستشهد «جمعة» خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد الميناء بالغردقة، بما روي عن أَبي موسى -رضي الله عنه، أن رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ تَعَالَى: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبةِ المُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرآنِ غَيْرِ الْغَالي فِيهِ والجَافي عَنْهُ، وإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ المُقْسِطِ حديثٌ حسنٌ» (رواه أَبُو داود).

وأوضح أن كلمة «إكرام» تكررت في الحديث السابق مع «السُّلْطَانِ المُقْسِطِ» للتأكيد على إكرام الحاكم والأدب معه، فإكرامه جزء من الدين والعقيدة، والتطاول على العالم هدم للدين، والتطاول على الحاكم والعالم هدم للدين والدنيا معًا».

وحذر وزير الأوقاف، من أصحاب الأخلاق السيئة، قائلًا: «إنه إذا وجدت وقاحةً أو سافلةً أو خروجًا عن الأدب من أحدٍ، فاعلم أنه بِمَعزلٍ عن الدين والوطنية معًا»، مستدلًا بما روي عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم: «ما كانَ الفُحشُ في شيءٍ إلَّا شانَهُ ، وما كانَ الحياءُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ» رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ.

وشدد على أن الحياء والأدب من صميم الإيمان، والبذاءة والفحش من علامات الفسق والفجور، فالمؤمن يكون عف النفس واللسان، مستشهدًا بما روي عن ابن مسعود رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا اللَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِيءِ» رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ.

الأدب عند الزيارة:

وأردف: أن الإسلام دين القيم والذوق والرُقي والأصالة والنُبل والشهامة، وعلينا جميعًا العمل على استعادة القيم الأخلاقية ونشرها في المجتمع، مطالبًا بنشر قيمة الاستئذان قبل العبث في ممتلكات أحدٍ، منوهًا بأن أدب الاستئذان يكون في كل شيء، فلا تستخدم هاتف أحد إلا بإذنه، ولا حاسوبه، ولا تدخل مكتبه في عدم وجوده إلا بإذنه، ولا تبعث حتى بنظرة أحد ولا مسبحته ولا قلم أحد إلا بإذنه.

وحث وزير الأوقاف على احترام خصوصية الغير، قائلًا: «إنه لا يحق للإنسان أن يدخل بيت غيره من الناس إلا باستئذان»، لقوله عز وجل، «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا» (سورة النور: 27).

واستدل وزير الأوقاف، بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لا يُؤَمُّ الرَّجلُ في سلطانِهِ ولا يُجلَسُ على تَكرِمتِهِ في بيتِهِ إلَّا بإذنِهِ» موضحًا أن على الضيف أن يكون مؤدبًا ويتحلى بآداب الإسلام، ولا يجلس في بيت أحد إلا بإذنه وفي المكان الذي يحدده صاحب المنزل.