الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مخاطر تهدد الحيوانات المحنطة في المتحف الزراعي.. تلف وجفاف الجلود وشروخ وإصابات فطرية.. وخبير ترميم يضع خطة عاجلة لإنقاذها.. صور

صدى البلد

كشف الدكتور عبد الحميد كفافي مدير عام التخطيط والمتابعة لترميم الآثار بقطاع المشروعات عن مخاطر تهدد محنطات الحيوانات الموجودة في المتحف الزراعى بالقاهرة،مشيرا إلي مظاهر التلف الواضحة عليها،مما يستلزم وضع خطة للعلاج والترميم والصيانة.

كفافي ومن واقع خبرته وزيارته للمتحف وفحص مقتنياته، قال إن المحنطات الخاصة بالحيوانات من أهم المقتنيات المعروضة بالمتحف، وذلك ضمن مقتنيات عديدة تقدم في مجملها قراءة تاريخية للزراعة وتطورها في مصر، ويحوي آلاف المعروضات التي تتناول تاريخ الزراعة في مصر منذ البدايات الأولى لخطوات الإنسان على أرض مصر، وحتى عصرنا الحالي.

وكشف أن المحنطات الموجودة بالمتحف لا تعد من أنواع التحنيط الكاملة كتحنيط الأجساد والمومياوات التى قام بها المصرى القديم، حيث أن محنطات المتحف تمت عن طريق الحفاظ على الجلود وبعض القرون لهذه الحيوانات باستخدام طرق ومواد كيميائية عديدة.

ومنها دباغة الجلود بالمواد الفوسفاتية وزيت السمك، وحفظ الجلود بواسطة الشبة ومواد نباتية تحتوى على مادة التانين وهى من المواد الدابغة الحقيقية للجلود، لذلك كان من السهل أن تتأثر المحنطات الحيوانية الموجودة بالمتحف الزراعى بمؤثرات التلف المختلفة، إما تلف داخلي ناتج عن المواد المكونة لهذه المحنطات،أو تلف خارجي بسبب درجات الحرارة والرطوبة واختلافهما، أو سوء عمليات الحفاظ والصيانة.                                              

وعن مظاهر تلف جلود المحنطات الحيوانية بالمتحف الزراعى، قال إنها تتضح فى تغير ألوان الجلود وجفافها وتصلب الجلود والشعر نتيجة لتغيرات الرطوبة النسبية وفقدان الليونة حيث يمكن أن تتحول بعدها إلى مواد هشة وتصاب بالالتواء والانكماش إذا ما تركت مدة طويلة دون صيانتها والاهتمام بها.

كما يتضح على هذه المحنطات وجود شروخ دقيقة وكبيرة فى أجزاء من الجلد، ووجود انفصال فى بعض الأجزاء، ووجود ترهلات واضحة وانكماش نتيجة للجفاف وإصابة الجلود بالحموضة،وكذلك الإصابة بالتلف الفطري والبكتيري وفقدان شعر الجلود فى بعض الأجزاء، ونتيجة لذلك فقدت بعض المحنطات أجزاءً من الأذن.

وقال إنه هناك محنط وحيد القرن لديه فقدان فى بعض الأسنان وفقد إحدى القرون المميزة له، وتغيرات فى بعض ألوان الجلود وضعف فى الجلد وفقدان للشعر فى بعض الأجزاء، وهناك إصابات فطرية وبكتيرية فى بعض الأجزاء، وفي أسد محنط هناك ضعف في الجلد والشعر وتصلب الأذنين والشعر وتغير فى لون الجلد وتظهر الإصابات الفطرية والبكتيرية

وفي محنط إبن أوى تتضح مظاهر التلف فى وجود ترهلات متصلبة للجلد وضعف بمنطقة الوجه،وتغير فى اللون، وتصلب فى أجزاء من الأذنين نتيجة لحالة الجفاف، ويعاني محنط لحيوان النمر من فقدان لأجزاء من الشعر وتصلب الجلد وضعف وكسر فى الأجزاء الخارجية للأذن، ومحنط لغزال أصبح أصفر اللون وفاقد لأجزاء من الشعر فى أنحاء جسده، كما تظهر على الوجه حالات التصلب والجفاف، وهناك فقدان لبعض أجزاء من الجلد، مع وجود البقع الحمضية والفطرية على الجلد.

وفي محنط لثعلب تتضح مظاهر التلف فى فقدان لأجزاء من الأذنين وفقدان لبعض أجزاء من الشعر، كما تتضح مظاهر التلف فى تغير لون الوجه ووضوح علامات التصلب والجفاف لجلد الوجه، وفي محنط لحيوان تتضح مظاهر التلف فى حالات الضعف العامة للجلد، وفقدان للشعر فى كثير من أجزاء الجسم،مع وجود الإصابات الفطرية والبكتيرية.     

وكشف كفافي أنه لا بد من فحص المحنطات فحصا دقيقا وعلميا، وذلك للتعرف على أسباب التلف الحقيقية لهذه المحنطات، مع ضرورة استخدام المسحات الميكروبية للتعرف على التلف الفطرى والبكتيرى، لإمكانية المعالجة الميكروبيولوجية والقيام بأعمال التعقيم والتطهير وللصيانة المستقبلية لهذه المحنطات،ومن الضرورى أخذ عينات من البقع الحمضية على الجلود والشعر لعمل التحاليل المختلفة والمناسبة،والتى تفيد فى خطة العلاج والترميم والصيانة لهذه المحنطات.  

وكشف كفافي عن خطة علاج وترميم وصيانة وضعها لإنقاذ المحنطات قبل فوات الاوان، وقال إنها تبدأ بالتنظيف الميكانيكى، وتعتبر هذه العملية بواسطة الفرش والأدوات الدقيقة من أهم أعمال العلاج لهذه المحنطات، حيث لابد من التعرف على الاتساخات وأنواعها من خلال أعمال الفحص والتحليل، وحتى لا يكون للتنظيف الميكانيكى أى آثار ضارة أو جانبية على جلود هذه المحنطات أو على العظم والقرون أو على الشعر .

ويعتمد التنظيف الميكانيكى على طبيعة ونوعية المواد العالقة على أسطح جلود المحنطات لضمان إختيار الوسيلة المناسبة لعملية التنظيف، حيث يهدف التنظيف الميكانيكى إلى فك الإرتباط بين طبقة الإتساخات والأتربة عن أسطح المحنطات، لذلك يراعى إستخدام الفرش والأدوات بشكل يتناسب مع حالة أسطح الجلود والعظام حتى لاتتسبب فى حدوث تشوهات على الأسطح.
                                                                                    
وتابع:ثم التنظيف الكيميائى الذي يعتبر بمثابة استكمال لأعمال التنظيف التى تصعب إزالتها بالتنظيف الميكانيكى، ويعتبر الماء المخلوط ببعض المذيبات العضوية هو أنسب أنواع التنظيف الكيميائى، حيث يمكن إضافة بعض المواد المعقمة والمطهرة أثناء عمليات التنظيف الكيميائى.

ولا يتم اللجوء للتنظيف الكيميائى بالأحماض أو القلويات الشديدة إلا فى حالات تكون فيها البقع الحمضية أو الفطرية أو وجود تكلسات شديدة على الجلود أو العظام , حيث يفضل التنظيف الكيميائى مع إستخدام فرش ناعمة حتى يتم إزالة الدهون والمواد البروتينية الملتصقة بالجلود والشعر , حيث يتم إستخدام بعض المحاليل التالية فى أعمال التنظيف الكيميائى. 

وتابع: ويتضح من حالات المحنطات الموجودة والمطلوب علاجها جفاف الجلود وتصلبها،لذلك فإنه لا بد من إعادة الليونة إلى هذه الجلود عن طريق تقويتها بالطرق المختلفة، ومنها التقوية بمحلول من غراء الجلد أو الجيلاتين،والتقوية بمحلول الفازلين السائل لإكسابه قدرا كبيرا من الليونة،والتقوية بمحلول الباغة للحفاظ عليه من الجفاف والتصلب وحتى لايكون عرضة للكسر والهشاشية. 
                             
وكشفت أنه تحتاج معظم هذه المحنطات إلى أعمال التدعيم، حيث نجد أن معظمها قد تلفت معظم محتوياته الداخلية وكذلك نجد الكسور فى بعض القرون العظمية لهذه المحنطات، مما يتطلب التدعيم بمواد غير عضوية للأجزاء الداخلية لهذه المحنطات، كما نجد أن بعض المحنطات تحتاج إلى أعمال الإستكمال بمواد شمعية،كما هو الحال فى بعض القرون أو أذن بعض المحنطات بما يتلائم مع حالة كل محنط من هذه المحنطات . 
                     
وشدد علي ضرورة أعمال التعقيم والتطهير عادة بصفة دورية وفى غرفة محكمة،من أجل تأثير المواد المعقمة على الفطريات والبكتريا وكذلك الحشرات،ويراعى أن يتم إستخدام المبيدات المعقمة أو المشتقات العضوية فى الصورة السائلة لإستخدامها بواسطة الرش،وأن تكون ذات أثر فعال على الكائنات البيولوجية ودون أن تؤثر على الجلود أو المحنطات بالتلف.

وأكد على أهمية استمرارية الصيانة المستدامة للمحنطات وفقا لمعايير مناسبة لأعمال الحفظ لهذه المحنطات، وعلي رأسها إستقرار درجات الحرارة والرطوبة النسبية فى الحدود الأمنة والمناسبة،حتى لا تتأثر بالرطوبة العالية أو المنخفضة، بواسطة القياسات بأجهزة قياس الرطوبة والحرارة،حيث أن الإستقرار الجاف والنصف رطب يمثل الجو المناسب لأعمال الحفظ لهذه المواد العضوية.

وكشف عن أهمية عمل نظم للتهوية في قاعات العرض، حتى يتم التخلص من الملوثات أو ترشيحها بطرق كيميائية مناسبة , ولاتؤثر على الجلود أو العظام والشعر لهذه المحنطات،مع تقليل إستخدام الإضاءة التى تنتج عنها أشعة تحت حمراء أو أشعة فوق بنفسجية،مع إستخدام مواد بلاستيكية مرنة تمنع الأشعة الضارة للمواد العضوية،والتنظيف الدورى المناسب لقاعات العرض والمحنطات، ووضع سيناريو للعرض يحافظ على هذه المقتنيات من التلف .