الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رحالة وحجاج وأيقونات..300 عام من العلاقات التاريخية بين مصر وروسيا..صور

صدى البلد


رصد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء عمق العلاقات التاريخية المصرية الروسية ،وذلك على مدى 300 عام. 

أوضح أن مخطوطات مكتبة دير سانت كاترين وأيقوناته والهدايا الروسية وكتابات الرحالة الروس تشهد بعمق الروابط الحضارية بين مصر وروسيا.

جاء ذلك علي خلفية ما تم الإعلان عنه،وذلك حول قرار اتحاد السياحة الروسى باستئناف الرحلات بين روسيا ومصر،وان ذلك سيكون ممكنًا أواخر أبريل أو أوائل مايو العام الحالي،حيث أوضح ريحان أن مكتبة دير سانت كاترين الثانية على مستوى العالم بعد الفاتيكان من حيث أهمية مخطوطاتها، تضم مخطوط الكتاب المقدس باللغة الروسية"ق 11م"،ومخطوطة الرسول إبركوس ذات التقويم الشهرى.

كما أثرت سانت كاترين وقصتها الشهيرة فى أنحاء روسيا، لدرجة أن أول وسام نسائى بروسيا عام 1714 كان بإسم القديسة كاترين، كما ذكرت الأهرامات المصرية لأول مرة فى الأدب الروسى فى كتاب المسيرة لفارسانوفيا، وذلك طبقًا لما جاء فى كتاب "الروس عند مقدسات سيناء" لفلاديمير بلياكوف ترجمة منى الدسوقى الصادر عن دار نشر أنباء روسيا.

وأشار ريحان إلى كتابات الحجاج الروس الذين جاءوا إلى سيناء ومنها كتابات فاسيلى جوجار عام 1634، فيشينسكى عام 1708، كيربرونوكوف عام 1821،وبعد تأسيس هيئة الملاحة والتجارة الروسية عام 1856 نقلت 12 ألف راكب غالبيتهم من المقدّسين، وفى عام 1878 تم إنشاء أسطول تطوعى بين مصر وروسيا،وكان الحجاج الروس يعيشون على نفقة دير سانت كاترين وكان البعض يتبرع بالأموال والهدايا الثمينة للدير.

 وقد بنيت كنيسة القديس جورج رايفسكى بدير الطور بتل الكيلانى فى نهاية القرن التاسع عشر من تبرعات الروس،والأيقونات الموجودة بها من أعمال الروس، كما تم تصنيع أربعة من مجموع تسعة أجراس معدنية بدير سانت كاترين فى روسيا وأهديت للدير، وقد كتب على أحد الأجراس " تم تصنيع هذا الجرس فى موسكو فى مصنع ديمترى سامجين".
 ‏
وأوضح ريحان أن حقبة السبعينات من هذا القرن شهدت زيارة دير سانت كاترين من قبل المهاجرين الروس والعاملين بالمؤسسات السوفيتية بمصر، ويتضح ذلك من خلال توقيعات سجل زيارة سانت كاترين.

 كما يضم الدير مجموعة من الأيقونات الروسية منها أيقونة التجلى المرسومة فى موسكو فى القرنينن الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين وأيقونة الصعود المصنوعة فى موسكو على يد الرسام ماكار استاتكوف ونقلت للدير عام 1610م،وأيقونة ميلاد السيد المسيح التى تعود للقرن السابع عشر وهناك ثلاثة أيقونات مكتوبة بالروسية تعود للقرن الثامن عشر.

ونوه ريحان إلى المقتنيات الروسية من كنوز دير سانت كاترين،ومنها الهيكل الفضى الذى يحوى رفات سانت كاترين أرسله القياصرة الروس عام 1689م، وتاج المطران الذى أرسله القيصر ميخائيل فيودوروفيتش للدير عام 1642م من الفضة المذهبة ومزين باللؤلؤ والأحجار الكريمة.

 ولوح ثلاثى فضى مطلى بالذهب عليه صورة سانت كاترين مزينة بالذهب واللؤلؤ وخمس ثريات متدلية من سقف كنيسة التجلى مصنوعة من الفضة والكريستال أرسلته الإمبراطورة الروسية إليزابيث بيتروفنا وتتم إضاءتها فى الأعياد والمناسبات الدينية.
 ‏ 
وقال إن الروس كانوا من الرواد فى عملية البحث والدراسة لكنوز الدير، ومنهم أومانيتس أول من وضع دراسة تفصيلية للدير بعد زيارته له عام 1843م، وأبحاث بورفيرى التى أثمرت من عام 1804 إلى 1885م عن كتاب أوسبينسكى المقدس،وأربعة كتب منها ألبوم يحمل رسومات ومخططات وكتاب تحليل لدساتير سيناء المعروفة.

 وقام بينيشيفيتش بنشر أول وصف لمعالم الدير                وكتاب " وجوه ذهبت إلى سيناء وأعمال حول سيناء" خلال رحلته لدير سانت كاترين عام 1881م، كما أصدر ألبوم سيناء من مائة صورة يشمل معالم الدير ورسومات للمخطوطات،وقام دميتريفيسكى الأستاذ بأكاديمية العلوم الدينية فى كييف عام 1888م بتوصيف 511 أيقونة،وصدر له العمل الضخم " توصيف المخطوطات الليتورجية المحفوظة فى مكتبات المشرق الأرثوذكسى" فى ثلاث مجلدات.
 ‏ 
وكشف ريحان أن العالم المصرى محمد عياد الطنطاوى من محافظة الغربية،هو أول عالم عربى يدخل اللغة العربية إلى روسيا الاتحادية،وهو أحد أساتذة الأزهر الشريف الذى سافر إلى بطرسبورج فى عصر محمد على بناءً على رغبة القيصر الروسى نفسه،و الذى حرص على وفادة أستاذ عربى متمكن إلى روسيا ليعلّم الروس اللغة العربية.

 وسافر عام 1840 وقضى بها 25 عامًا، ووصل لدرجة أستاذًا لكرسى اللغة العربية بجامعة بطرسبورج، وقد تعلم على يديه مئات المستشرقين الروس،ومعظم الدبلوماسيين الروس هم تلامذة الشيخ الطنطاوى ويوجد له 150 مخطوطة بجامعة ليننجراد ومخطوطات بخط يده بمعهد الدراسات الشرقية بموسكو ومخطوطات لرسائله لعلماء وأدباء أوروبا محفوظة بجامعة هلسببكوفورس.
 ‏
 ‏ وقد تميزت أعماله بتحليل اللغة الفصحى والعامية إلى جانب منهجه التعليمى فى تناول المادة بشكل يجعلها ميسرة ودفن بروسيا فى مقبرة إسلامية وخلدت روسيا ذكراه ووضعت له تمثالًا بجامعة سان بطرسبورج.