الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هدير الذبيدى تكتب: بطلة بالألوان

صدى البلد

_ أيا صغيرتي!! ما بكِ؟ 
= لا أدري، ولكن هذه ليست أنا. 
_ ليست تلك هي قوتكِ المعتادة، 
أراكِ تحملين أكثر من طاقتك، 
أرى في  ملامحكِ علامات الوهن وفي عينيك حزنًا صامدًا! 
= لم أعد أقوى على قسوة الحياة وغدر البشر، 
غريبة أنا في هذي الحياة، 
لم أعد أكترث بما يحدث من حولي، 
أحيا في عالم مغمور بألوان باهتة، سماؤه مليئة بغيامات الحزن، ورياحه محملة بالخذلان. 
كل شيء قد أصبح باهتًا حتى أنا، لا أعرف نفسي ولا أدري ما حل بي. 
_ إلى متى ستظلين هكذا؟ إلى متى سأرى خلف ابتسامتك زيفًا مصطنعًا ينم عن ذاك الأسى الدفين في قلبك؟ إلى متى...؟ 
= كفي عن هذه التساؤلات، فأنا لا أعرف إلى متى، لا أعرف كيف النجاة من تلك الحفرة المظلمة، ولا أدري كيف تعبر بي موجتي إلى برها الآمن، فأنا الآن لا أعرفني حقًا. 
_ حسنًا، ولكن أما آن لتلك الروح أن تهدأ؟ أما آن لذاك الحزن أن ينطفئ؟ ألم يكفك كل ذاك العناء؟ ما الذي تنتظرينه إذًا؟ أجيبيني!! 
= لن أنتظر شيئًا بعد الآن، فقط سأكتفي بوحدتي هكذا، 
ليس لدي القدرة على مواصلة السير، ولا يوجد بداخلي طاقة تعينني على تحمل رياء البشر ومكرهم، 
فأنا الآن قد وصل قطاري إلى آخر محطة له، 
أتيقن أن تلك هي النهاية. 
_ جميلتي!! هيا انهضي!! عودي إليّ مجددًا!! 
أريد أن أتحسس وجودك بداخلي مرة أخرى، أن أشعر ببهجتك التي طالما غاب لقاؤها، 
أريدك بجانبي، لا أريد أن أرى ضعفك ثانية، 
فقط أريدك أنتِ. 

= وماذا إذًا؟!! في النهاية سأظل قابعة في وحدتي، فلا أحدًا يرعى حزني، ولا تنقشع تلك الغمامة السوداء عن صدري. 
_ ولكن..... 
= ولكن اتركيني وشأني، فلن أقوى حتى على إجابتك بعد الآن. 
فقط انتهى الأمر....
_ لم ينته الأمر بعد. 
ألم تكوني خير محفز لي في كل آن؟ 
ألم تقولي أن كل خسارة هي بداية جولة رابحة؟ 
ألم يكن مبدأكِ يومًا أن الحياة لا تستدعي التوقف عند نقطة معينة؟ 
وأننا أتينا إلى هذه الدنيا فقط لنكمل الرحلة؟ 
ما الذي ستجنيه من كل ذاك الهراء؟ 
فقط سأفقدكِ وأفقدني معكِ. 

= وكيف أقوى على النهوض مجددًا وقد تحطم كل شيء بداخلي؟ 
_ حسنًا يا رفيقتي، سنصلح كل شيء معًا، فقط القي على عاتقي تلك المهمة وسآخذ بيدك إلى بر النجاة، ما عليكِ الآن إلا التحلي بالإرادة والثبات. 
= ولكننا لن نسلم يومًا من ضربات القدر. 

= هكذا هي الحياة يا صديقتي، ألم تخبريني يومًا أننا لم نأتِ إليها لنلهو؟ وأننا سنظل نواجه صفعات الحياة ما حيينا؟ لن تأتي صفعة الحياة لتفقدنا أنفسنا، بل لتزيدنا إيمانًا بالله، تأتي لتُفيق البشر إلى أن هناك شيء ما أحق بالنهوض لأجله، لا داعي للتوقف، فهناك حلم عظيم ينتظرنا، أعلم جيدًا أننا لن نسلم من ذلاتنا_ أمر طبيعي فنحن بشر _ ولكنه الأمل بداخلنا، ولكنها قوتي الخفية التي تكمن بداخلكِ أنتِ، هيا!! 
= وكيف لي أن أجدد تلك القوة؟ كيف لي أن أبدد ذاك الألم بداخلي؟ 
فأنا على وشك الانهيار. 

_ لن أترك يدكِ يومًا يا صغيرتي، فأنا استمد منكِ طاقتي، نعم أنتِ من أخبرتيني يومًا أننا سنرفع القبعة تحيةً لهذا الألم، سيُسدل الستار في لحظة ما على هذه الرواية وستكونين أنتِ البطلة، أرأيتي من قبل بطلة تُهزَم؟! 
فالبطل هو سلاح نفسه دومًا، وحده القادر على تصحيح مساره. 

= نعم أشعر في داخلي أنني سأكون بطلة لقصة عظيمة، أتحسس في نفسي أمل قريب، أستشعر نهاية عظيمة لتلك القصة على الرغم من هلاك روحي. 

_ يا عزيزتي، منكِ أنا وأنتِ مني، الروح واحدة والألم واحد، ولكننا قادرتان على تخطي الصعوبات، فأنتِ تستحقين أن يصفق لكِ الجمهور بحرارة، تجدرين بأن تكوني فخرًا لكون بأكمله.
فلنترك هذا العالم بألوانه الباهتة، ولنخلق عالمًا جديدًا وندع فرشاتنا تبدع في تلوينه. 
معًا يا صديقتي بابتسامة واثقة وبخطى هادئة. 
فالوصول متأخرًا خير ألف مرة من الرجوع للخلف مرة أخرى. 
= سأبني عالمًا خاصًا بي. 
عالمًا لا يسكنه فقط سوى الأبطال. 
_وستكونين أنتِ بطلة عالمكِ، 
نعم، بطلة بالألوان.