الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سكيورتياس وعسس والمتولي.. حكايات من تاريخ الشرطة عبر آلاف السنين

صدى البلد

تحتفل مصر 25 يناير المقبل بعيد الشرطة،وفي هذا الإطار كشف لنا عادل مختار رئيس قسم الأخشاب في المتحف الإسلامي حكايات كثيرة عن تاريخ الشرطة،وقال لنا أنه يقصد بالشرطة الجند المكلفون بحفظ النظام وإقرار الأمن الداخلي في البلاد ليل نهار،وقيل أن هذا النظام مشتق من من نظام الأمن عند البيزنطيين"سكيورتياس"

وقال عادل لصدي البلد:المتتبع لتاريخ هذا النظام سيلاحظ بوضوح مدي تضارب الاراء بينها بصدد نشأة الشرطة في الاسلام، فمنهم من قال انه نظام انبعث من نظام العسس اي الطواف ليلا لتتبع اللصوص،ومطاردة أهل الفساد ومن يخشى شرورهم، وهو مثل ما عهد به الخليفة أبو بكر الصديق إلى عبد الله بن مسعود.

ومنهم من قال ان عمر بن الخطاب كان يقوم به في الليل بنفسه،ومنهم من قال ان عمرو بن العاص هو أول من شرط الشرطة اثناء ولايته الاولي على مصر من قبل عمر بن الخطاب،وهناك فريق ثالث يؤكد بدوره ان عثمان بن عفان هو أول من فعل ذلك من الخلفاء الراشدين،وان الشرطة نظمت في عهد خلافة علي بن ابي طالب وهو يطلق على رئيسها صاحب الشرطة و كان يختاره من ذوي العصبية.

وتابع:هناك فريق آخر يقول بان معاوية ابن أبي سفيان كان اول من اقام الشرطة والبوابين في الاسلام،وان امراء الأقاليم وولاته كانوا يتخذون الشرطة في اقاليمهم،وكانت مهمهتم القيام بحفظ الأمن والضرب على ايدي المفسدين واهل العبث في الليل والنهار،وما سبق يؤدي بنا إلي نتيجة مفادرها أن نظام الشرطة عرف منذ صدر الإسلام، ثم أخذ ينمو ويتطور حتى اتضحت معالمه في العصر الاموي،بدليل اهتمام ولاته دائما بحسن اختيار صاحب الشرطة.

وقال :زاد تنظيم الشرطة في العصر العباسي وصار لكل مدينة شرطة خاصة لها رئيس هو صاحب الشرطة،والذي كان يتخذ له نائبا ومساعدين،وكان هؤلاء يتخذون لانفسهم اعلام خاصة ويلبسون زيا مميزا ويحملون ترسة،نقش عليها اسم صاحب الشرطة،ويصحبون معهم كلاب للحراسة،وكان يشترط في رئيس الشرطة في العصر العباسي ان يكون حليما مهيبا طويل الفكر،غير ملتفت إلي الشفاعات أو ما يعرف بالواسطة أو المحسوبية.

والى جانب ملاحقة المجرمين والمفسدين والضرب على أيديهم أسند الى صاحب الشرطة بعض الاعمال الاخرى،مثل امور الحسبة والمساهمة في اطفاء الحرائق والمعاونة في تحصيل الجزية وإصدار العملة،وقد عرف نظام الشرطة في البلاد الإسلامية ومنها مصر،وكان يطلق على متولي شئونها اسم صاحب الشرطة.

وكشف أنه من الثابت تاريخيا أن والي مصر كان ينفرد دائما بتعيين صاحب الشرطة،وكان يختاره عادة من بين ابنائه واقاربه،لانه كان دائما في حاجة ان يوليه ثقته ويطمئن إليه في تصريف أمور الولاية عند غيبته،وكان صاحب الشرطة يقيم في بادئ الأمر في مدينة الفسطاط مع الوالي.

واستمر نظام الشرطة قائما في العصر الفاطمي،حيث شهد هذا العصر نظام الشرطتين،السفلي التي أصبحت تعني شرطة مصر اي الفسطاط والعسكر والقطائع،والعليا وتعني شرطة القاهرة،وسبب ظهور شرطة القاهرة تأسيس مدينة القاهرة على يد الفاطميين،و في العصر الايوبي صارت الشرطه تعرف بالشحنة او الشحنكية او الشحنجية، وصار يطلق على متوليها لقب والي الحرب ووالي الصلاة علامة على إمامته للصلاة وقيادته للجند.

وقال عادل مختار أنه في العصر المملوكي أصبحت الشرطة من الوظائف العسكرية،وبات يطلق على من يقوم بالإشراف عليها اسم الوالي،وفي عصر السلطان برقوق زادت الشرطة قسم ثالثا وخصص لحي القرافة المجاور للفسطاط،وذلك بسبب النهضة العمرانية الجديدة التي زادت حينها،مما استلزم إقامة شرطة خاصة به،ومهام صاحب الشرطة في العصر المملوكي كان أهمها زرع هيبة السلطان في نفوس الناس،وتتبع المفسدين ومثيري الفتن.