الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبير آثار يطالب بتنشيط سياحة السفارى بسيناء وتحويلها لـ متاحف مكشوفة

صدى البلد

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن سيناء تتميز بوجود آثار ما قبل التاريخ منتشرة فى كافة أودية جنوب سيناء،ومنها  آثار الإنسان الأول بسيناء والتى تعود إلى عصور ما قبل التاريخ،و تنتشر فى منطقة وادى الشجيراء عند الكيلو 25 طريق نويبع – سانت كاترين .

وهى عبارة عن مبانى تتكون من دوائر من الأحجار الزلطية الكبيرة والمنطقة حولها مفرتوشة بهذه الصخور ذات البلاطات العريضة قطر هذه الدوائر ما بين متر إلى ثلاثة أمتار وطريقة بنائها كانت عن طريق رص الأحجار بطريقة بدائية دون استخدام مونة وتأخذ الدوائر شكل التجمعات الفردية بحيث أن كل مجموعة تتكون من أربعة إلى خمسة دوائر وهى لحياة الإنسان البدائى .


وقال ريحان إن منطقة المرحا طريق نويبع – سانت كاترين توجد بها مبانى متطورة عن السابقة،حيث وجدت مجموعة من المبانى بينها مساحة متسعة وهى أكثر ارتفاعًا واتساعًا من الدوائر السابقة ويطلق عليها النواميس،ومدخلها بسيط وضيق لا يتسع إلا لشخص واحد ،وارتفاع هذا المدخل 50سم فقط  يعلوها عتب مما يدل على أن الأفراد كانوا يدخلونها زحفًا  والحوائط مبنية بانحراف للداخل.

 وهى مسقوفة بقبة ضحلة (غير عميقة) وتعتبر النواميس مرحلة بداية تكوين القبيلة حيث كانوا يعيشون فى مجموعات على هيئة دوائر ووسطهم أماكن الحيوانات وأعيد استخدام هذه النواميس أيام الأنباط لاكتشاف العديد منها على الطريق التجارى للأنباط بسيناء ثم  استخدمت فى الفترة المسيحية قلايا للمتوحدين الأوائل بسيناء .


وأشار ريحان إلى دراسات لهذه النواميس فى عام 1869- 1870 وفى عام 1904 بواسطة علماء أجانب، منهم الأثرى الإنجليزى " بالمر"  والأثرى " بترى"،علاوة على أعمال الحفر الغير علمى الذى قام به جنود الاحتلال الإسرائيلى بسيناء بالاشتراك مع معهد الآثار بالجامعة العبرية من عام 1971 إلى 1973 .

وقد قاموا بحفر 42 مبنى من هذه النواميس قرب عين حضرة والتى شملت بقايا آدمية قديمة وحديثة ولقى أثرية تعود إلى عصر البرونز المتأخر تشمل رؤوس سهام وأسورة مصنوعة من الرخويات (الحيونات اللافقرية) التى يتم تجميعها من على الشواطئ .


ونوه ريحان إلى أن الدراسات تأرجحت فى تحديد وظيفة النواميس بين وصفها مبانى سكنية أو مقابر،وقد ذكر بالمر أنها مساكن لقوم يعتمدون على الرعى والزراعة، واتضح ذلك من الحدائق التى شاهدها حولها ثم تحولت هذه المبانى إلى مقابر بواسطة شعوب أخرى وهم الذين أغلقوا أبوابها وأزالوا  الأسقف واضعين الرفات بطولها والرأس جهة الغرب ثم غطوها بالتراب.

وقال ريحان منطقة سرابيط الخادم التى تتميز بسياحة السفارى والذى يقوم بها أهل سرابيط بأنفسهم ومنهم الشيخ عودة شعبان عودة من قبيلة المزينة، وهم قادرون على تأمين الأفواج السياحية من مصريين وأجانب واستلامهم من منطقة أبو زنيمة للوصول بهم إلى المعبد وعودتهم آمنين إليها .

وتنظيم رحلات السفارى لهم بزيارة المعبد ومنه إلى دير سانت كاترين مرورًا بأودية بها كثبان رملية ناعمة ومناظر طبيعية ساحرة وتكوينات جيولوجية مميزة فى وادى خميلة ووادى برك وحجر أم لغاه حيث يسمع الإنسان صدى صوته ووادى سهب إلى الشيخ عواد ومنها إلى سانت كاترين لمدة 4 أيام.

وقال ريحان إن هناك برنامجا آخر لمدة يومين يتضمن زيارة غابة الأعمدة ،وهى تكوينات من أحجار بركانية شرق منطقة سرابيط الخادم بجوار جبل حمير وبها أشجار متحجرة،وبرنامج لزيارة كانيون يمثل منظر طبيعى من وادى ضيق جدًا بين جبلين طوله 15م فى وادى بعبع .

وكان ينقل عبر هذا الوادى من خلال واير حديد يشبه التلفريك المنجنيز والفيروز من مناطق التعدين إلى ميناء أبو زنيمة كما يشمل الكانيون عين طبيعية بمنطقة أبو صور بها نخيل بجوار مناجم الفيروز والمنجنيز.


وتابع بأن أهل سرابيط يعرفون أماكن الفيروز حاليًا ويحتاجون إلى صناعة قائمة على تعدين الفيروز بالمنطقة، لخروجه بشكل أجمل لتوفير منتج راقى من الفيروز يصدر للخارج ويباع بالمنطقة،مؤكدًا أن تكلفة أى رحلة سفارى لا يتعدى 500 جنيه للفرد شاملة الإقامة والإعاشة والتنقلات والمجموعة لا تقل عن عشرة أفراد.

 
وطالب الدكتور ريحان بإحياء منطقة سرابيط الخادم وتوفير كافة الخدمات بها والسماح بالزيارات السياحية لمعبد سرابيط الخادم وتنظيمها مع أهالى المنطقة وتشجيع رحلات السفارى من سرابيط الخادم إلى دير سانت كاترين ووضع المنطقة على خارطة السياحة المحلية والدولية .

كما طالب بحسن  استغلال  للنواميس المنتشرة بربوع سيناء بوضعها على  خريطة سياحة السفارى بسيناء وتطوير المناطق حولها وتحويلها  إلى متاحف مفتوحة لعصور ما قبل التاريخ بسيناء وآثار الإنسان السيناوى الأول،ونوه إلى المأوى المكتشف منذ أيام بجنوب سيناء، وطالب بوضعه ضمن خارطة سياحة السفارى بجنوب سيناء .

وشدد على اهمية تطوير هذا النمط من السياحة وتنظيمه والاتساع فيه بحل مشاكل شركات سياحة السفارى القائمة بالفعل وزيادة عدد الشركات وتحديد خطوط سير رحلات السفارى والإعلان عنها وتضمين كل آثار ما قبل التاريخ بسيناء ضمن برنامج رحلات السفارى والتوسع فى الدراسات العلمية الخاصة بسياحة السفارى وتحويل مواقعها لمتاحف مكشوفة بسيناء