الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم رضوان يكتب: الاصطفاف حول الوطن

صدى البلد

الاصطفاف الوطني، مصطلح شاع في الفترة الأخيرة بعد مواجهة الدولة المصرية للأخطار الداخلية والخارجية، والاصطفاف الوطني، مصطلح براق يحمل كثير من الدلالات على أن نجاتنا جميعا تكون في وحدتنا تجاه أي عدوان ، هكذا يخبرنا التاريخ  ، فمصر المكان والإنسان،  الجغرافيا والتاريخ مر عليها 40 احتلالا منذ فجر التاريخ، ولكن الجميع مضى الي حال سبيله يجر أذيال الخيبة والهزيمة عندما كان يتوحد هذا الشعب ويصطف حول وطنه وقيادته.

حضرت ندوة حول التحديات التي تواجهها مصر  نظمها أحد الأحزاب بالأسكندرية ، وقلت كلاما لم يعجب البعض، فالأحزاب تستعد من الآن لخوض الاستحقاقات الإنتخابية الثلاث  ( المحليات ، الشيوخ ، النواب ) ، ولكن للأسف هي أحزاب كرتونية لا يشعر بها أحد إلا على السوشيال ميديا ، فلا يمكن أن يكون لدينا أكثر من 100 حزب كلها من مخلفات الحزب الوطني المنهار،ترفع شعار الاصطفاف من داخل الغرف المغلقة ، وكل منها يدعي أنه لديه ما لم يأت به الأوائل.

عندما تجلس مع قيادات هذه الأحزاب تجدهم يتحدثون عن بطولات وهمية وبأثر رجعي، يرفضون نصيحة الرئيس بالاندماج في كيانات كبيرة حتى يشعر بهم الناس ، وفي النهاية يتحدثون عن مشاكل الوطن وحلولها في مجالسهم المغلقة ، وكأنهم ببواطن الأمور عالمون ، في حين أنهم يبحثون عن الغنائم ، بل أن كثير منهم يطلبون من الرئيس الإنضمام الي أحد هذه الأحزاب حتى يقفزون للإنضمام اليه ويكررون مأساة الحزب الوطني الذي كان أشبه بشركة استثمارية مغلقة على أعضائها.

يا سادة نجاتنا جميعا في الإصطفاف حول الوطن، وحول القيادة وهي قيادة وطنية واعية لما يحيق بنا من مخاطر ، يجب أن يعي هذا الشعب  ـ وأصبح واعيا ـ  أن الإصطفاف هو أن نحافظ على مقدراتنا ، وأن نحمي هذا الوطن بأجسادنا العارية ، كما حماه من قبل الأجداد والآباء على مر التاريخ دون إنتظار المكاسب.

تحية لهذا الرجل د. محمد أبو سليمان وكيل وزارة الصحة الأسبق بالأسكندرية، هذا الرجل الذي نتعلم منه الأدب والأخلاق والتواضع وحب الخير ، ومع أنه من أكبر عائلات المدينة إلا أنه ينكر هذا دوما ، لأنه يؤمن أن عملك هو من يدل عليك ، لقد خسرته المدينة مسئولا عن صحة الناس بسبب وصوله لسن التقاعد ، وأنا أعلم أن وزيرة الصحة الحت عليه كثيرا لكي يبقى في المنصب ولكنه رفض ، لقد قضى فترة وجيزة  كوكيل لوزارة الصحة ولكنه لم يكن أبدا صاحب قرار مرتعش ، بل نظف المكان من الفساد ، وحافظ على المال العام  ، لعل من أتى بعده يتعلم منه ويقتضي بسيرته.

الحاج محمود إسماعيل ضيف الله عمدة غرب الإسكندرية ، يثبت كل يوم أنه رجل من طراز فريد ، وأن الخير باق في هذا الوطن مادام فيه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه مثل هذا الرجل ، فيده ممدوده لعمل الخير ليلا ونهارا ، لا يكل ولا يمل  من تقديم العون لكل من يحتاج ، لا ينتظر شكرا على ما يفعله ، ولكن شكره واجب على كل من يعرف ما يفعله وما يقدمه ، آثاره واضحة في المستشفيات، ودعوات المرضى والمحتاجين تلهج بالثناء عليه .. مصر لسه بخير يا جدعان ..