الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عرفتها مصر أولا قبل آلاف السنين.. خبير آثار يرصد تاريخ الشرطة عبر العصور

صدى البلد

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن قدماء المصريين أول من عرف الجيوش النظامية، وأول من نظم جهاز شرطة لحماية شئون الدولة القديمة، لذلك كانت الحدود المصرية في أمن دائم، كما كانت الأوضاع الداخلية للبلاد في حالة استقرار.

وأوضح ريحان أن أقدم جهاز شرطة فى التاريخ كان فى مصر القديمة، وكان اختيار رئيس الشرطة يعتمد على الذكاء وسعة الأفق والخلق الحسن من بين الضباط الحاملين رتبة "حامل العلم" في حرس الملك، وكان هناك رئيس لشرطة العاصمة والمدن الكبرى لوجود عمال نحت وتزيين المقابر.

وكان لشرطة قفط مكانة هامة لأنها تقع على طريق جلب الذهب من وادى الحمامات، وكذلك رئيس لشرطة الصحراء لتعقب الفارين إلى الواحات وحماية عمال قطع الحجارة، وكان رئيس شرطة الصحراء تحت الإشراف المباشر للوزير، وذلك طبقًا لما جاء فى كتاب تاريخ أنظمة الشرطة فى مصر للدكتور ناصر الأنصارى.

وأشار إلى أن علم الشرطة كان عليه صورة غزال في طيبة أو درع مستطيل الشكل ،ومرسوم عليه الملك يضرب عدوًا له، وكانت علاقة الشرطة بالشعب تعتمد على الصداقة،كما جاء في نصيحة الحكيم آنى لابنه "اتخذ من شرطي شارعك صديقًا لك ولا تجعله يثور عليك".

وكانت تتكون أجهزة الشرطة من الشرطة المحلية لحفظ النظام فى المدن الكبرى منف وطيبة وتل العمارنة والصحراء والحرس الملكى،وكان يشرف عليه الوزير وشرطة المعابد لحفظ النظام داخلها وشرطة المقابر لما تحويه من كنوز وشرطة الدولة، لكشف المؤامرات ورصد أعمال حكام الأقاليم والشرطة النهرية لتوفير الأمن للتجارة عبر نهر النيل.

 وفي عصر أمنحوتب الثالث انتشرت القرصنة فى حوض البحر المتوسط، فعين الملك حراسة للسواحل المصرية وشرطة المناجم والمحاجر وكانت توكل للشرطة مهام أخرى مثل المعاونة في جمع الضرائب ومراقبة ضبط المكاييل والأوزان والخبز ومنع الغش.

ونوه ريحان إلى جهاز الشرطة فى العصر البطلمي بداية من عام 30 ق.م، حيث أصبح الضباط والمناصب القيادية في الشرطة من الإغريق ثم المصريين تدريجيًا، وكانت أدوات تسليح الضباط السيف والمعاونين السوط والجنود العصا .

ومن المهام التي أوكلت للشرطة في تلك الفترة شرطة دوريات الأراضي الزراعية وحرس الحدود والمهام الخاصة والحراسات الخاصة والشرطة النهرية وشرطة تنفيذ الأحكام .

واقتفى الرومان أثر البطالمة في أول الأمر ثم لجأوا لنظام مزدوج يضم رجال شرطة مدنيين لحفظ الأمن والنظام يعينون من أهالي المنطقة ويضم أيضًا رجال الجيش وكان رجال الشرطة في تلك الفترة من المتطوعين وهو يشبه نظام العمدة حديثًا.

وتابع ريحان بأن نظام الشرطة في الفترة البيزنطية من 297م إلى 641م كان يتكون من الدوق،وهو رئيس الشرطة ورئيس الأبروشية ويلعب دور مدير البوليس، ونشأت قوة لحفظ النظام العام وضبط المتهمين في المدن والقرى وتسليمهم للقضاء، والشرطة الخاصة لحراسة كبار الملاك.

وبعد الفتح الإسلامى لمصر أصبح منصب صاحب الشرطة منصبًا هامًا ويعتبر نائبًا للوالى، وأسسوا دارًا للشرطة بالفسطاط بجوار دار الوالى، وتطور نظام الشرطة في العصر الأموى وأدخلت للشرطة ولأول مرة نظم محكمة مثل مراقبة المشبوهين،وعمل سجل خاص لحصرهم للحد من نشاطهم .

كما أدخل نظام السجل الشبيه بالبطاقات الشخصية يتضمن الاسم والموطن الأصلى وبيانات أخرى ولا يسمح لأى شخص بالانتقال من مدينة لأخرى إلا بهذا السجل وكان هناك بدل فاقد وتالف لهذا السجل.

وأوضح أن العصر العباسي تميز بوجود رجال شرطة يقومون بحراسة الأحياء والأسواق وأسوار المدن ورئاسة حرس الخليفة وأسرته، والنظر في الجرائم وإقامة الحدود وانقسمت الشرطة لمجموعتين تمثل الأولى اختصاصات إدارية من معونة الحكام وضبط المجرمين وحراسة الأرواح والأموال والأعراض والاختصاصات القضائية وهي النظر في الجرائم.

 وكانت هناك الشرطة السفلى ومقرها الفسطاط والشرطة العليا ومقرها مدينة العسكر ومن مهام الشرطة الطواف ليلًا للمحافظة على الآداب العامة ومنع الخمور،وفى عهد الدولة الطولونية نشأت الشرطة السرية لاستقصاء الأخبار من كل مكان،وشرطة تشبه شرطة الجوازات وفى العصر الفاطمى نشأت شرطة المطافئ والآداب العامة والتصدى للإضرابات والثورات والفتن.

وأضاف: في عصر القائد صلاح الدين الأيوبى شهد حربًا على المفسدين واللصوص، لدرجة أن الإنسان كان يمر بالصحراء وحده ومعه أحمال من الذهب دون خوف من قطاع الطرق.

 وتصدت الشرطة لارتفاع الأسعار وتنظيم الأسواق خاصة في القاهرة والإسكندرية،وفي العصر المملوكي استمرت نفس المهام وعرف صاحب الشرطة بلقب الوالى وقد أدى اتساع المدينة إلى وجود ثلاثة ولاة،والى القاهرة ووالى الفسطاط ووالى القرافة.