الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية شهيد ..النقيب أحمد الجندي طلب الخدمة في شمال سيناء ونال الشهادة في العريش.. وأسرته: كان يقول دائما إن سيناء بلد مقدسة وعمره ما عمل مشكلة مع حد

اسرة الشهيد النقيب
اسرة الشهيد النقيب أحمد الجندي

زوجة الشهيد :
طلب بنفسه العمل في شمال سيناء 
كان يقول دائما إن سيناء بلد مقدسة
وعدني وأولاده أن يأخذنا جميعا للعيش هناك
عمره ما عمل مشكلة مع حد لا الجيران ولا زملائه في العمل 
ابنه: كان لي والدا وصديقًا 
ابنته: كان حنين ويلبي كل متطلباتنا

يحل اليوم العيد الـ68 الشرطة المصرية تيمنا بذكرى شجاعتهم وبسالتهم أمام جيش ضخم من الإنجليز في معركة الاسماعيلية التي حدثت في خمسينيات القرن الماضي.

وفي هذه الذكرى يستعرض موقع صدى البلد الاخباري، حكاية شهيد بني سويف في سيناء نقيب شرطة أحمد سيد أحمد سعد الجندي، ابن قرية  الشناوية مركز ناصر شمال محافظة بني سويف، الذي استشهد في حادث إرهابي في العريش بشمال سيناء، نهاية أبريل 2017 .

"صدى البلد" التقى أهالي الشهيد داخل منزلهم بقرية الشناوية، وفي البداية قالت الزوجة المكلومة " أم محمود 45 سنة ": "زوجي كان يخدم في مديرية أمن بني سويف وبعدها انتقل إلي ميناء القاهرة الجوي حيث الرفاهية والراحة النفسية، ثم عاد إلي بني سويف ثم ذهب للخدمة بناء علي طلبه لمحافظة شمال سيناء، وكان دائمًا يقول لي "العمر واحد والرب واحد" وكان لايخش ولا يهاب الموت أبدًا".

وأضافت الزوجة: "كان يقول لي دائمًا إن سيناء منطقة مقدسة وجميلة وبلد الأنبياء ووعدني وأولاده أن يأخذنا جميعًا للعيش هناك، وآخر أجازة نزل فيها زوجي كانت بعد وفاة والدته وكانت 19 يوما متصلة وكانت نظراته لي وهو مسافر ولأول مرة كانت نظرات وداع حتى أنه ذهب للصلاة في المسجد الجديد بالقرية، والذي أقيم فيه واجب العزاء".

وتابعت: "تزوجنا عام 1993 وكنا نعيش علي الحلوة والمرة وبياكل بالحلال ولم يعيش في منزلنا الجديد الذي بنيناه سوي 10 أشهر فقط، وكان ماشي بما يرضي الله ولا عمره دخل علي بيته جنيه حرام حتى أنه طلب النقل من ميناء القاهرة الجوي للعودة إلي بني سويف".

وتضيف الزوجة: "طول عمره ابن حلال وماشي جنب الحيط ولا عمره عمل مشكلة مع حد لا الجيران ولا زملاءه في العمل وطوال 25 عاما لم يضايقني خلالها ابدا وكان يقول لي انتي زوجتي وامي واختي وكل حياتي، وعلي الجانب الإنساني كان زوجي رحمة الله عليه خفيف الظل واجتماعي وإنسان بسيط إلي أبعد الحدود".

وأكملت: "تزوجنا عام 1993 وأنجبنا 6 أبناء، هم محمود في الفرقة الرابعة اقتصاد وعلوم سياسية بإكتوبر، وسهيلة رابعة آداب اجتماع "متزوجة " وميادة وولاء "تؤأم " أولي جامعة ببني سويف، ومحمد بالصف السادس الابتدائي الأزهري وأخيرا شمس رياض أطفال".

وقالت الزوجة عن تربيته لأولاده: "كان يتمني دخول ابنته ولاء كلية الشرطية، ومازلت اتمني دخولها هي أو محمد بعد أن يكمل المرحلة الثانوية باذن الله".

وعن آخر لحظة رأت فيها الزوجة الشهيد قالت لأول مرة في حياتي أوصل أحمد من البيت إلي الطريق حتى المعهد الديني علي بداية البلد وساعتها حسيت إحساس غريب لأول مرة أني مش هشوفه تاني.

وتتذكر الزوجة وهو في المنزل: "حاول يهديني دبلته اكتر من 6 مرات وكأنه كان عايز يتركها تذكار وأنا للأسف أصريت عدم أخذها وكنت أمزح معه إنك عايز تديهالي علشان تبقي من غير دبلة وتتجوز علي ؟ ".

وتختتم الزوجة: "كان دائما الحديث عن الحال في سيناء وعن الوضع العام والدور الذي يجب علي الشرطة والجيش والمخلصين من المواطنين عمله مشيرًا إلي أن الثمن يجب أن يكون غالي حتى ولو كان الدم".

فيما قال ابنه الأكبر محمود: "والدي كان بالنسبة لي والد واخ وصديق وكان دائما يعودني علي تحمل المسئولية والاعتماد علي نفسي حتى إنه إختار لي دراستي في القاهرة وليس في بني سويف.

أما والد زوجته الحاج أحمد أبو يوسف فيقول: "أحمد كان بالنسبة لي أبنا وصديقا وكان دمث الخلق ومتواضع ومحبوب من الجميع".

أما ابنته الكبرى سهيلة فتقول:" والدي كان حنين جدا ولم نشهد يوما أن اغضب واحد مننا وكان يلبي جميع متطلباتنا ولو علي حساب صحته وكان قريب من كل واحد فينا حتى اختنا الصغيرة شمس كان دائما يداعبها حتى أنه حفظها سورة الفاتحة والأية الكريمة " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ." صدق الله العظيم".

كان  المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف حينذاك  ومدير أمن بني سويف والعقيد محمود بشير المستشار العسكري للمحافظة  تقدموا جموع مشيعي الجنازة العسكرية للشهيد نقيب شرطة "أحمد سيد أحمد سعد" ابن قرية الشناوية مركز ناصر.

وشارك المحافظ في صلاة الجنازة على جثمان الشهيد عقب صلاة الجمعة في 28 أبريل 2017 بمسجد عمر بن عبدالعزيز بمدينة بني سويف بحضور  العديد من قيادات المحافظة العسكرية والأمنية والتنفيذية ورجال الدين الإسلامي والمسيحي وسط تنديد واسع من الأهالي والمشيعين بالإرهاب وهتافات "لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله".

كما أدى المحافظ  وقتئذ واجب العزاء بدار مناسبات مسجد الشاذلي بقرية الشناوية مركز ناصر، وأعرب المحافظ عن تعازيه ومواساته لأسرة الشهيد، داعيا الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يمنح أهله وذويه نعمة الصبر والسلوان، مؤكدا على أن مثل هذه الأعمال الإرهابية الآثمة لن تنال من عزيمة الشعب المصري في مواجهة الإرهاب وكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار الوطن.