الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواليس حياة الكاتب الراحل محمد حسن وآخر مكالمة مع صديقه المقرب "عدس"

صدى البلد

ودع الحياة بروح صافية احبها الجميع لم يفرح بأعماله الروائية التي كد من أجلها لتخرج إلى النور بمعرض الكتاب الحالي، سقط متوفيًا بين أكثر الأشياء المحبب اليه الـ و هي الكتب التي عشق عبقها وكانت آخر الأشياء التي اختلطت بانفاسه الأخيرة مودعًا الحياة وهو لا يزال شاب في مقتبل العمر، تلك الكلمات تصف  الكاتب " محمد حسن" الذي هز رحيله اروح اصدقائه ومحبيه بعد أن توفى مخشين عليه بأروقة معرض الكتاب خلال عرض مجموعته القصصية "إعلان عن قلب وحيد"، لتكتب نهايته بين جموع احتشدت لأجل نيل قسط من الثقافة والعلم في معرض لا يعرف غير الكتب سبيل.


الخوف والقلق هي الأحاسيس التي انتابت "محمد حسن" في ساعات الليل المقبلة على بزوغ مجموعته القصصية بمعرض الكتاب، مشاركًا مخاوفه مع صديقه المقرب "حسن عدس"، عبر مكالمة هاتفية كانت هي الأخيرة بينهما قبل أن يغادر "محمد" الحياة في اليوم التالي، وذلك بحسب رواية الفنان التشكيلي " حسن" لموقع صدى البلد.


تملكت " محمد" مخاوف من فشل بيع كتابه بين آلاف الكتب المرصوصة بالمعرض في أول أيامه، ليتحدث إلى صديقه المقرب "عدس" ويخبره تلك المخاوف والخطط البديلة في حال فشل بيع كتابه، ليطمئنه ويبث بداخله روح التفاؤل لكونه هو الآخر يعرض أحد كتبه بالمعرض نفسه متنمين نجاح أولى تجاربهم في الكتابة.


في يوم رحيل "محمد" ارتدى "عدس" أفضل ما عنده استعداداً  للاحتفال بكتابه وكتاب صديقه داخل المعرض وكأنه يوم عرس كل منهما الآخر، ليصل "عدس"  إلى أبواب المعرض الدولي في فرح متخيلا لقائه بصديقه "محمد" والفرحة التي يزهو فيها لنجاح كتاب صديقه ليتلقى خبر وفاته وينهار بعدها في صدمة مفجعة حاول أن يكذبها عقله.


فور تلقى "حسن" وفاة صديقه المقرب تنسى كل شئ حوله، وظل بجوار رفيق دربه ليعيد شريط ذكرياتهما معًا وكأنه فيلم سينمائي يعرض بمخيلته، في حالة من عدم التصديق.


يتذكر "عدس" عندما التقى بصديقه المقرب الكاتب "محمد حسن"، بأحد مشاريع الثقافة التي كان يعشق الكاتب الراحل الانضمام إليها والمشاركة فيها، في إبان 2015 لتربطهما بعدها صداقة قوية وحقيقة عوضت "محمد"  عن رحيل والده الذي تعلق "محمد" به، وفقًا لتعبير " عدس" لـ"صدى البلد" .


الوحدة هو الشعور القاتل الذي كان ينتاب "محمد حسن" بعد رحيل" والده حيث عانى من فقدانه بشدة لارتباط علاقتهما الوطيدة، ليصبح بعدها أكثر حزنًا ووحدتًا وسط احساس بالفقدان ظل يرافقه منذ وفاة أبيه.


رافق "عدس" "محمد حسن" في رحلته الحزينة منذ افتقاده لوالده، ليرى انطفاء البهجة بداخله واقترابه للوحدة أكثر، حاول الكثيرين إخراجه من تلك الحالة ولكنهم فشلوا في هذا الأمر، حيث كان دائم التحدث عن والده في أغلب أحاديثه مع من يصادقه ويحكي عن مدى تعلقهم ببعضهما الآخر.


عمل الكاتب "محمد حسن" بأحد معارض الكتب في الدقي، ليتمكن من كسب لقمة عيش، تعينه على حياته الدراسية و مصروفاته اليومية، بجانب ممارسة للكتابة وتأليف القصص الروائية وعقد مشاريع ثقافية.


لم يكن يعلم "محمد حسن" بإصابته بضعف في عضلة القلب إلا منذ عام، وذلك بعد شعوره بالإرهاق الشديد وعدم قدرته على بذل أي مجهود قوي يشعره بالإنهاك، حيث كان يحبذ العمل في الأشياء البسيطة التي لا تتكبد الكثير من المجهود، وذلك بحسب رواية "حسن عدس" .


كان يخطط "محمد" ذات الـ24 عام قبل أن يسلبه الموت بشكل مفاجئ، لأن يصبح كاتب قصصي  ينجذب له القراء بمختلف الأعمار، حيث كان يشعر بالرعب من الإخفاق في بيع أول أعماله الفنية بالمعرض المقام، ليتبدد هذا الخوف وتلقى روايته نجحًا في ساعات الأخيرة من رحيله عن الحياة، بعد أن شعر بالارهاق وسط زحام المعرض ليسقط على الأرض مودعا الدنيا وعيناه تتعلق بالكتب التي عشقها مثل روحه.