الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي أبو الريش: ناصر ومحفوظ وأم كلثوم ثلاثي أهرامات مصر

 ندوة وحفل توقيع
ندوة وحفل توقيع رواية "جلفاري على ضفاف النيل"

نظمت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي ندوة وحفل توقيع رواية "جلفاري على ضفاف النيل" للروائي الإماراتي علي أبو الريش أمس، السبت، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي يقام حاليًا في العاصمة المصرية.

تحدث علي أبو الريش في الندوة التي أدارها الروائي المصري ناصر عراق، حول علاقته بمصر موضحًا أنها بدأت قبل أن يسافر لدراسة الفلسفة في الجامعات المصرية. 

وقال: "قد تكون هذه الرواية ثمرة من ثمرات شجرة عملاقة في علاقتي بمصر، وهي العلاقة التي لم تبدأ في زمن دراستي بها فحسب، وإنما منذ الخمسينيات والستينات عندما كنا نرتشف كل ما تجيش به مشاعر مصر والمصريين، كان في كل مفاصل الحياة لدينا يوجد مصري، بسبب حاجة الخليج في ذلك الزمن لكل ما هو عربي ليكون المضاد الحيوي أمام أي هجوم يأتي من اتجاه الشرق، وما زادني شغفًا بمصر قبل أن آتي إليها ثلاثة أهرام عظيمة نعتز بها جميعا؛ الهرم الأول هو جمال عبد الناصر، حيث كنا ونحن طلبة نتداول قراءة ميثاق وفلسفة الثورة لنجد فيهما كل ما يروي ظمئنا، والهرم الثاني هو الروائي الكبير نجيب محفوظ الذي قرأنا له وشاهدنا ما قدمته السينما المصرية من أعمال له، وجئنا لمصر ونحن ما زلنا متعطشين لقراءة ومشاهدة المزيد، وفي تلك الفترة كنا نجد الكتاب في كل شارع ومحل وكشك في مصر، على خلاف غيرها من الدول".

وأضاف: "أما الهرم الثالث فهو الفنانة أم كلثوم، وأذكر أنني عملت في إجازة الصيف وأنا في الثانوية العامة في دائرة الكهرباء بدبي، وكنا نذهب كل يوم من رأس الخيمة إلى دبي ونعود في حافلة صغيرة، وكانت إذاعة دبي تذيع أغنية لأم كلثوم في الفترة من الساعة الواحدة إلى الثانية ظهرًا، وكانت هذه الساعة هي الزمن كله بالنسبة لنا في ذلك الوقت".

وأوضح أبو الريش أنه حاول في رواية "جلفاري على ضفاف النيل" أن يتلمس بعض الكل، وذكر أنه لا يزال يجهز نفسه لكتابة أكثر من رواية عن علاقته بمصر، والتي لم تكن علاقة شخص ببلد ولكن علاقة أمَة وشعور ووجدان عربي سكنته مصر، ولذلك لا يجد غرابة في أن يستدعي هذه الذاكرة. مؤكدًا الحاجة الملحّة في هذه المرحلة من تمزق الوجدان العربي إلى عمل أدبي يعيد إليه تماسكه من الشتات، أو على الأقل ترقيع هذه القماشة التي أصابها ما أصابها، مشددًا على أهمية الحب والشفافية وتخليص العقل من الشوائب والنفايات التاريخية التي جثمت على الصدور.   

من ناحيته، قدم ناصر عراق قراءة في الرواية، متوقفًا أمام ما تتمتع به من فتنة ولغة فريدة، لافتًا إلى ما يمتلكه أبو الريش من قدرة على ترويض اللغة العربية ترويضًا مدهشًا، حيث يتكئ على ثقافتين مهمتين الأولى ثقافته الإماراتية العميقة في تراث البحر والصحراء والكرم، والثانية ثقافة عربية شاملة، مستمدة من قراءاته للإنتاج العربي من الرواية، بما جعله يمتلك ناصية اللغة بشكل مدهش، ويقدم تشبيهات عميقة في أعماله، بينما منحت دراسته للفلسفة وشغفه بها الرواية العمق والصلابة والسبك.

وأشار عراق إلى أن الرواية التي تضم ثلاثة فصول، تتكئ على فكرة الراوي العليم، وتتميز بانسياب الهواجس الداخلية وتيار الوعي الداخلي بكثافة، إلى جانب ما ترسمه من ملامح للحياة في القاهرة بحيث استطاع الكاتب أن يسترد قاهرة السبعينيات ويسكبها على الورق، وهو ما يجعل القارئ يحتاج إلى قراءتها أكثر من مرة لما تثيره من أسئلة، وما تتضمنه من جهد فكري في بنائها، وقدرة على الحركة عبر الزمان والمكان بسلاسة.