الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضيوف مؤتمر الأزهر العالمي: مصر تبذل جهودا كبيرة لخدمة الإسلام والمسلمين.. ومعالجة أحد أهم المفاهيم الجدلية بالعصر الحالي.. ودور مهم ينتظر المؤسسات الدينية لبناء المجتمعات العربية

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

في مؤتمر الأزهر..
- وزير الأوقاف السعودي: مصر تبذل جهود كبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين
- رئيس الشؤون الإسلامية بالبحرين : موضوع المؤتمر يعالج أحدِ أهمّ المفاهيم الجدلية
- مجلس علماء إندونيسيا: المؤسسات الدينية عليها واجب ورسائل مهمة يجب ترسيخها في المجتمع


 انطلقت صباح اليوم أعمال مؤتمر الأزهر الشريف تحت عنوان «مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد فى الفكر الإسلامى»، على مدار يومين ، بمشاركة نخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم، وممثلين من وزارات الأوقاف ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية من 46 دولة من دول العالم الإسلامي.

وقال الدكتور محمد دين شمس الدين، رئيس المجلس الاستشاري لمجلس علماء إندونيسيا، إن الحضارة الإنسانية العالمية فى حاجة ماسة إلى التغيير والإصلاح، وانطلاقًا من أن الإسلام دين الحضارة والوسطية فعلى المسلمين مسؤولية كبيرة لتقديم البديل الحضاري، ولذلك تجديد الفكر الإسلامي أصبح أمرًا مهما لابد من إقامته.

وأضاف رئيس المجلس الاستشاري لمجلس علماء إندونيسيا خلال كلمته بالجلسة الأولى والتي جاءت تحت عنوان "المؤسسات المعنية ودورها في التجديد" أن القيادات الدينية الحالية يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة تجاه جيلهم والأجيال القادمة خاصة في هذا الوقت، حتى تنتقل الإصلاحات إلى الأجيال القادمة قبل تدهورها أكثر فأكثر.

وأشار إلى أن الإسلام خاتم الرسالات السماوية، وعقيدته وشريعته تأسست على العبودية لله سبحانه وتعالى، والعلم النافع والعمل المتقن؛ من أجل عمارة الأرض، وتزكية النفس، والإصلاح الاجتماعي والأخلاقي والاقتصادي، موضحًا أن الإسلام يدعو إلى احترام التنوع والتعدد العرقي والديني واللغوي،  وهذا التنوع والتعدد من أجل التعارف والتعاون، وتبادل المنافع والمصالح.

وأكد د. شمس الدين على أن المؤسسات الدينية دورها تكاملي في بناء المجتمع  وعليها واجب ورسائل مهمة يجب توصيلها في المجتمع كترسيخ احترام الإنسانية، والاهتمام بالضعفاء والمستضعفين، واحترام قيمة الوقت والانضباط، والإسهام الفعال في الإنتاج و في تنمية وتطوير الأفراد والأسر والمجتمع، مبينًا أن بهذه القيم والمبادئ تتقدم الأمم الإسلامية، مما يجعلها تسهم بشكل كبير  في تطور الحضارة الإنسانية والتقدم العلمي.

وشدد د. شمس الدين على أنه لن تكون هناك حضارة وتقدم بدون مواطنة، فهي عنصر مهم من عناصر وسطية الإسلام تهدف إلى أداء الواجبات لتنمية البلاد والشعب وفقًا لمبدأ "حب الوطن من الإيمان"، مبينًا أن مفهوم الوطنية له دلالة شرعية، ولابد أن يُبني على المصالح المرسلة وتبادل المنافع ودرء المفاسد وجلب المصالح وتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية.

ويعقد الأزهر الشريف هذا المؤتمر على مدار يومي الاثنين والثلاثاء 27-28 يناير 2020، بحضور نخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم، وممثلين من وزارات الأوقاف ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية من 46 دولة من دول العالم الإسلامي، ‎لبحث ومناقشة أطر مفاهيم التجديد، وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي.

ووجه عبداللطيف آل شيخ، وزير الشؤون الدينية والأوقاف السعودي، وافر الشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية رئاسةً وحكومة وشعبا وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، على ما يبذلونه من جهود كبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين، ونشر والسلام والوسطية والاعتدال ومواجهة تيارات الغلو والإرهاب والإلحاد والانحلال مما ليس مستغربًا على أرض الحضارات العريقة منارة العلم والعلماء، مصر الإسلام والعروبة. 

وقال "آل الشيخ" خلال كلمته بمؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي المنعقد الآن بقاعة مؤتمرات الأزهر، اليوم الاثنين: "أشكر لكم ثانيةً لما شرفتموني به من إلقاء كلمة المشاركين، وإنه ليطيب لي أنقل لكم جميعًا تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وتمنياتهما بأن يديم الله على جمهورية مصر العربية رئاسة وحكومة وشعبًا الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار".

وأضاف:  إننا في المملكة العربية السعودية حاضنة الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين نشيد ونعتز بالعلاقة المتينة مع جمهورية مصر العربية الشقيقة في جميع المجالات وما يحظى به مجال الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد من تعاون وثيق بين وزارتنا وبين المؤسسات الدينية في مصر وعلى رأسها الأزهر الشريف، ونثمن التنسيق والتكامل بيننا في ملفات الشئون الإسلامية والتعزيز الوسطية والاعتدال وتجديد الخطاب الديني ومكافحة الغلو والتطرف والإرهاب ونشر ثقافة الحوار والتسامح والتيسير بما يتوافق مع مقاصد الشريعة الإسلامية وأحكامها ولا يتعارض مع ثوابت الإسلام وقيمه الراسخة ولا مع القيم العربية ذات الأصالة الخالدة وذلك بدعم غير محدود من القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين".

وأكمل  يعقد هذا المؤتمر العالمي في وقت مهم تواجه فيه أمتنا تحديات كبيرة لها تأثيرها على أمن المنطقة واستقرار دولها وتعايش شعوبها ويأتي هذا المؤتمر في سياق الجهود الكبيرة التي يبذلها الأزهر الشريف لتحقيق المعاني السابقة بحضور هذا الجمع الكريم من الدول المشاركة من خلال أوراق العمل والبحوث والنقاشات التي سيثريها كبار العلماء والباحثين المتميزين في مختلف محاور المؤتمر وجلساته التي نثق بإذن الله بأنها ستخرج نتائج قيمة وتوصيات نوعية ستنعكس إيجابيًا على واقع المسلمين في قضايا التجديد في العلوم الإنسانية المختلف ومواجهة الفكر التكفيري المتطرف وتفعيل المؤسسات الدينية في تطوير الخطاب الديني ورؤية الفكر الإسلامي للتعايش الإنساني بين اتباع الاديان والمعتقدات والمذاهب ومعالجة المشكلات الفكرية واستثمار القوة البشرية في التنمية الاقتصادية والنهضة الحضارية وتوجيه قطاع الشباب إلى الاشتغال ببناء قدراتهم وتوظيفها لخدمة بلدانهم والإسهام في عزها وازدهارها والابتعاد عن مزالق الانحرافات الفكرية وتيارات الغلو والتطرف والإرهاب والتحريض والالحاد والانحلال، ولا شك أن هذه القضايا لها أولوية كبرى لدى القادة والعلماء نظرا للمتغيرات الاستثنائية والتحديات الكبيرة التي يمر بها العالم أجمع ويمر بها العالمان العربي والإسلامي بشكل خاص، والتي أثرت سلبيًا على وحدة المسلمين وقتهم وتعاونهم وأمنهم واستقرارهم وعلى التنمية في جميع دولهم وعلى علاقاتهم بغيرهم".

وقال إن المملكة العربية السعودية تولي هذه القضايا أهمية قصوى وقد حققت نجاحات نوعية في معالجتها، فالمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهم الله جعلت من أولوياتها تجديد الخطاب الديني وترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح ومواجهة خطابات الغلو والتطرف والأحزاب المنحرفة، وتعزيز ثقافة الحوار على جميع المستويات والتركيز على شريحة الشباب من الجنسين لأنهم يمثلون الأغلبية في المجتمع تأهيلًا وتدريبا ورعاية الموهوبين وتمكين لهم من التأثير في المجتمع.

وقال الشيخ عبدالرحمن آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبحرين، إننا نتطلع بكل صدق وإيمان، لنتائج مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي الذى وصفه بالمهم في موضوعه وفي توقيته؛ إذ أن هذا الموضوع يضع اليد لمعالجة أحدِ أهمّ المفهوماتِ الجدلية، ولإيجادِ آلية علمية وعملية؛ تحمي عالمنا الإسلامي من الأفهام والتطبيقاتِ السقيمة والمغلوطة والمتطرفة.

وأضاف الشيخ عبدالرحمن آل خليفة، خلال كلمته بالجلسة الأولى في مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي والتي جاءت تحت عنوان "التجديد -مفهومه -شروطه- دواعيه وضوابطه" أن هذا الدين الحنيف جاء موافقا للفطرة التي فطر الله الناس عليها، ومنظمّا ربانيًا لحياة الإنسان وعلاقاته المتعددة؛ بربه وبنفسه وبالآخرين، فصار هذا الدين طريقا صادقا إلى الله سبحانه أولًا، ودستورًا لتنظيم حياة البشر في الدنيا ثانيًا، إلى جانب كونه مربيا أمينا للفردِ المسلم روحيّا وأخلاقيًا ونفسيًا.

وأوضح رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبحرين أن التجديد خاصّةً لازمة من خواصّ دين الإسلام، وأحد أهم المقومات الذاتية للدين؛ جَعَلَه الله صالحا لكل زمان ومكان، وجَعَلَه نظامًا فاعلًا في دنيا الناس، وجامعًا بين الأصالة والمعاصرة، أصالة لا تُقعِدُه في الجمود، ومعاصرة لا تفتقر إلى التأصيل.

واختتم  كلمته بأن الأزهر الشريف هو رمز للوسطية، ومنارة للعلم، ومركز للوحدة بين المسلمين، مشيدًا بجهوده ودوره التاريخي عبر عشرة قرون، في نشر سماحة الدين الحنيف، وتجديدِ الفكر والخطاب انطلاقًا من الأصولِ والثوابتِ والكليات؛ مما أكسب المنهج الأزهري سعة فريدة استوعبت المذاهب الإسلامية المتعددة، واحترمتها واحترمت أئمتها.

ويعقد الأزهر الشريف هذا المؤتمر بحضور نخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم، وممثلين من وزارات الأوقاف ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية من 46 دولة من دول العالم الإسلامي، ‎وتركز محاور المؤتمر على أطر مفاهيم التجديد، وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي.

وأشار إلى أن تجديد الخطاب الديني ليس ببدع من القول أو الفعل في الإسلام، فالله تعالى ينسخ ما يشاء ويحكم بما يشاء يقول الله تعالى:{ ما ننسخ من آيه أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شي قدير }.