الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رفض رسمي وشعبي لـ خطة ترامب .. خارجية فلسطين: ترجمة لوعد بلفور.. وتهدف لإقامة كيان في غزة والسيطرة على الضفة.. وقيادات: ردود الفعل لا ترقى لمستوى خطورة المؤامرة.. ونطالب بدعم عربي عاجل

مسجد الصخرة بالقدس
مسجد الصخرة بالقدس العاصمة الأبدية لفلسطين

  • حسام زكي: الاقتصاد لم ولن يكون الطموح السياسي للفلسطينيين وهي قضية سياسية بالأساس
  • منظمة التحرير: على دولنا العربية رفض الصفقة برمتها
  • عاكف المصري: رد الفعل الفلسطيني باهت ولا يرقى لمستوى المؤامرة
  • الخارجية الفلسطينية:  "صفقة ترامب" تهدف لإقامة كيان في غزة والسيطرة على الضفة


قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن مضمون صفقة ترامب- نتنياهو لا يتعدى كونه ترجمة أمريكية لوعد بلفور، وفكرة إسرائيلية قديمة بلباس أمريكي جديد، تدعو إلى إقامة "كيان" فلسطيني في قطاع غزة، وفرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الفلسطينية المحتلة.


وأشارت الخارجية في بيان لها، اليوم الثلاثاء،  وصل لموقع صدى البلد نسخة منه، إلى أن "الصفقة" بمثابة مؤامرة قديمة جديدة لتصفية القضية الفلسطينية برمتها، ومحاولة لشطب الحقوق الوطنية العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير، والعودة وإقامة دولة فلسطين مستقلة على حدود الرابع من يونيو، حزيران عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.


وأضافت الخارجية، أن الصفقة تتعامل مع القضية الفلسطينية كـ”مشكلة سكانية” بحاجة الى “إغاثة اقتصادية” بمفهوم السلام الاقتصادي الذي طالما تغنى به نتنياهو، وهو ما رفضته وترفضه القيادة الفلسطينية منذ سنوات.


وبينت الوزارة أن الانفتاح الفلسطيني العقلاني والواقعي، سرعان ما قوبل بجملة من الإعلانات والقرارات والمواقف الأمريكية السلبية، المنحازة بشكل كامل للاحتلال وسياساته.


وقالت إنه استكمالا للتبني الأمريكي لمواقف دولة الاحتلال والاستيطان، تحدث ترامب عن اعتقاده بوجود “فرصة” لنجاح ما تسمى بـ”صفقة القرن”، مع العلم أن ما سرب من بنودها ومضمونها، لا يعطي من قريب ولا من بعيد أي فرصة للجانب الفلسطيني للتعاطي الإيجابي معها.


تحرك الجامعة العربية

ومن جانبه أعلن السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن دولة فلسطين طلبت عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم السبت المقبل.


وقال السفير حسام زكى إن المندوبية الدائمة لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، طلبت اليوم، الثلاثاء، عقد هذا الاجتماع بهدف الاستماع إلى رؤية الرئيس الفلسطيني وبحث ما يسمى "صفقة القرن" التي من المنتظر أن يعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القضية الفلسطينية.


وأكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن القضية الفلسطينية لم تكن أبدًا قضية اقتصادية، وحلها يجب أن يكون سياسيًا، ولا يمكن استبدالها بأي شكل من الأشكال في المحفزات الاقتصادية.


وقال السفير حسام زكى إن موضوع الخطة "صفقة القرن" والإجراءات التى قامت بها الإدارة الأمريكية ضد الحقوق الفلسطينية منذ اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووقف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية والتضييق على منظمة "الأونروا" وقطع المعونات الأمريكية لها، وغيرها من إجراءات تضرب عرض الحائط بالحقوق الفلسطينية المشروعة في إقامة دولة مستقلة ضمن حل الدولتين.


وأضاف السفير حسام زكي، أن الاقتصاد لم ولن يكون الطموح السياسي للفلسطينيين، فهي قضية سياسية بالأساس وحلها يجب أن يكون سياسيًا، معتبرًا أن الطموحات والآمال والتوقعات هي حقوق سياسية في المقام الأول ولم يمكن استبدالها بأي شكل من الأشكال في المحفزات الاقتصادية التى أعلنت عنها الإدارة الأمريكية.


قيادات فلسطينية ترفض الصفقة
دعا تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لــ منظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة إلى عدم مشاركة سفرائها ومبعوثيها في الكرنفال السياسي، الذي يعتزم الرئيس الأمريكي ترامب إقامته اليوم للإعلان عن مشروعه المشترك مع اليمين العنصري الحاكم في إسرائيل للتسوية السياسية والذي بات يعرف بـــ صفقة القرن.

وطالب خالد جميع الدول العربية المعنية، وخاصة تلك التي تربطها علاقات طيبة مع الإدارة الأمريكية إلى النأي بنفسها عن سياسة هذه الإدارة، التي تتعامل مع بعض الدول كما لو كانت جمهوريات موز تابعة لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية.

واستغرب عضو اللجنة التنفيذية صمت العديد من الحكومات العربية على الحوارات واللقاءات الجارية بين الإدارة الأمريكية وقادة اسرائيل، وخاصة لقاء كل من زعيم الليكود، بنيامين نتنياهو وزعيم كاحول لافان ( أزرق – أبيض ) بيني جانتس مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب للبحث في فرض حلول من طرف واحد على الجانب الفلسطيني، بما يعطي لإسرائيل حق السيادة على القدس الشرقية بما في ذلك الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وعلى غور الأردن والمناطق الشمالية للبحر الميت وعلى المستوطنات، التي أقامتها اسرائيل خلافا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وتصفي في الوقت نفسه قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى ديارهم، التي هجروا منها بالقوة العسكرية الغاشمة.

اقرأ أيضا:

وأكد خالد على ضرورة أن تعلن الدول العربية دون استثناء رفضها الصريح والواضح لصفقة القرن الصهيو – أمريكية وتفي بالتزاماتها السياسية الوطنية والقومية تجاه الشعب الفلسطيني ومصالحه وحقوقه وقضيته الوطنية كما حددتها مبادرة السلام العربية، التي أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2000  وقرارات الدورة التاسعة والعشرين  للقمة العربية التي انعقدت في مدينة الظهران في المملكة العربية السعودية 2018 والتي أكدت على "بطلان وعدم شرعية" قرار واشنطن بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، وتعهد فيها القادة العرب الاستمرار في تقديم الدعم اللازم لنصرة القضية الفلسطينية.

ودعا تيسير خالد في الوقت نفسه الرئيس محمود عباس الى الإمساك بزمام المبادرة  في هذه الظروف الحساسة والخطيرة والدعوة دون تردد إلى لقاء وطني فلسطيني ينعقد في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة على أعلى المستويات يشارك فيه أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس المجلس الوطني والأمناء العامون لجميع فصائل العمل الوطني الفلسطيني بمن فيهم حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي وعدد من الشخصيات الوطنية المستقلة من أجل الاتفاق على خارطة طريق وطنية توحد الصفوف في مواجهة هذا العدوان الصهيو – أمريكي على الشعب الفلسطيني وتضع الترجمات الفعلية لتنفيذ جميع قرارات المجلس الوطني والمجالس المركزية واللجنة التنفيذية بوقف العمل بجميع الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها مع دولة إسرائيل والتحرر من قيودها المذلة والمهينة وإعادة بناء العلاقة مع اسرائيل باعتبارها دولة احتلال استيطاني ودولة تمييز عنصري وتطهير عرقي بكل ما يترتب على ذلك من إعداد القوى لانتفاضة شعبية شاملة تكون رافعة حقيقية لعصيان وطني في وجه الاحتلال، ودعوة دول العالم المعنية وخاصة الدول الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو، حزيران عام 1967 ، بما فيها القدس المحتلة باعتبارها عاصمة لدولة فلسطين تحت الاحتلال.

 من جهة أخرى دشن عدد من النشطاء هاشتاج  #تسقط_صفقة_القرن للتأكيد على دعمهم للقضية الفسلطينية في مواجهة الهجمة الشرسة الأمريكية الإسرائيلية.

رفض شعبي
ومن جهته حذر عاكف المصري، رئيس لجان الوجهاء المخاتير والعشائر، وعضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة، والمفوض العام للهيئة العليا لشؤون العشائر،  من خطورة ما يتعرض له الشعب والأرض والقضية الفلسطينية.

وقال المصري في تصريحات صحفية، إن واقعنا الفلسطيني المأزوم في الداخل والخارج وحالة التشرذم والانقسام الفلسطيني، فتح شهية الاحتلال  الصهيوني في تحقيق أطماعه بتصفية القضية الوطنية الفلسطينية، إضافة إلى تصدع العلاقة مع بعض دول الجوار، وتباعد الدور العربي والإسلامي الفاعل تجاه قضيتنا وتغييب بوصلة الرشد "نحو القدس"، التي كانت تمثل معالم الطريق لشعبنا وأمتنا العربية والإسلامية. 
 
وأضاف القيادي الفلسطيني أن ردة الفعل الفلسطينية الرسمية والشعبية لا ترقى لمستوى خطورة المرحلة، وأن مجمل القول إن الاستعدادات ضعيفة والردود باهتة، وبحاجة إلى مضاعفة الجهود وتغيير الخطاب السياسي والإعلامي والعمل على إعادة القضية الفلسطينية إلى عمقها العربي والإسلامي.

وذكر أن الوضع الداخلي الفلسطيني بحاجة إلى هدنة داخلية توفر الطاقة والجهد المبذولين في الصراع الداخلي، وتوظفهما في الصراع  ضد المشروع الأمريكي.

اقرأ أيضا:

وأشار المصري إلى أنه لا يمكن لشعب تحت الاحتلال أن يواجه الاحتلال ومناوراته ومؤامراته إلا في إطار مشروع  وطني وحدوي وشراكة وطنية حقيقية، مطالبا بإعادة تركيز الجهد الفلسطيني باتجاه الخطر الرئيسي وهو الاحتلال والانتقال إلى  مرحلة جديدة عنوانها الوحدة الوطنية والمقاومة بكل أشكالها. 
 
وناشد الجميع بــ تجاوز كل الخلافات إلى ما يمكن أن يستجيب لتضحيات الشعب الفلسطيني الكبيرة، وإزالة العوائق بتحييد الفئوية التي تغلب مصلحة التنظيم السياسي ومصلحة قياداته على حساب المصلحة الوطنية العليا، فعندها يبقى الوطن سالما يتسع للجميع. 

وطالب القيادي عاكف المصري بــ توسيع  المقاومة الشعبية  ذات التأثير والمغزى السياسي في القدس والضفة الفلسطينية والانتقال من مرحلة الاحتجاج لمرحلة المواجهة، وإلى توحيد الخطاب والمفاهيم والمصطلحات على المستوى الوطني فيما يخص أشكال المقاومة الشعبية والياتها وأدواتها.