أسامة على يكتب: مريض قلب بيستهبل

بعد مرور 10 دقائق، بدأ صديقى يستفيق من "استهباله" حسب قول الدكتور، حتى كدنا نقبل يد "العراف" العامل بالمستشفى الحكومى، اللافت للنظر أن صديقى يحاول أن يبوح بشيء لكنه لا يستطيع، عاد وعيه ولسانه ما زال حبيس فمه، ولما أخبرناه بتشخيص الدكتور لـ حالته، شعرت أنه يريد أن "يسبنا ويسب الدكتور" ولكن لا يستطيع، فما زالت قدماه لا تحملانه ويسير متكئا عليَّ وعلى صديق آخر، استفاقة صديقى لم تستمر لمدة 10 دقائق وفقد وعيه مرة أخرى ولكن هذه المرة كانت حالته أشد خطورة.

تفاصيل كثيرة حدثت لصديقى خلال نصف ساعة لن أخوض فيها، بعد استفاقته تماما ظل لا يستطيع النطق وقام بإخراج تليفونه، وكتب بها رسالة يطلب منى فيها الاتصال بابن عمه "ذو شأن" وإخباره بما حدث بالمستشفى، وبالاتصال بابن عمه رويت له القصة، ولكنه فاجأنى بقول: "صدمت له وهو أن صديقى مصاب بـ مرض فى القلب ويذهب للمستشفى كل أسبوع ويتم حجزه، تم إنهاء المكالمة سريعا بيننا".

بعد 5 دقائق عاود "ابن عم صديقى" الاتصال بى مرة أخرى ليتأكد من صحة ما أقول، ثم طلب منى أرقام باقى أصدقائنا ليزيد تأكيده من صحة ما حدث داخل المستشفى، ولما سألته هل يشكك فيما قلته، فقال: "قطعا لا أشك"، ولكن أخبره الدكتور بأنه تم إجراء فحوصات شاملة من أشعة وقياس ضغط وسكر وما إلى ذلك وكتبوا له على راحة تامة.

فى النهاية أود التأكيد على أن ما ذكرته حدث بالأمس فى تمام الساعة 11:30 ليلا داخل مستشفى حكومى بالدقى، وأود توجيه الشكر لدولة الصين التى أنهت بناء مستشفى بها 1000 سرير خلال 6 أيام، وسيتم افتتاحه اليوم لمواجهة فيروس كرورنا، وأريد الاعتذار لأباطرة الطب أبو بكر الرازي "أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق" و"أبقراط اليونانى" أبو الطب وأعظم أطباء عصره، أول مدون لكتب الطب" لذكر أسمائهما فى هذه المهزلة الطبية، وأود التنويه أن صديقى مريض القلب "اللى بيستهبل" ذهب صباح اليوم للكشف على قلبه.