الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء فى الشأن الأفريقي يتحدثون لـ صدى البلد: تجميد عضوية مصر فى الاتحاد الأفريقي 2013 لم يكن تعنتا.. الرئيس السيسي حرر دول القارة من التبعية للخارج.. فيديو وصور

ندوة خبراء أفريقيا
ندوة خبراء أفريقيا يتحدثون لـصدى البلد

خبراء فى الشأن الأفريقي يتحدثون لـ صدى البلد:
40% من الزيارات الخارجية للرئيس من نصيب أفريقيا 
افتتاح أمم أفريقيا يليق بالمواطن الأفريقي
المستعمر الأجنبي قسم أفريقيا دون مراعاة لمصالح دول القارة
اقتصاد الدول الأفريقية يمثل مايقرب من 400 مليار دولار
تكريم القادرة الأفارقة عنصر جاذب فى ظل الغزو الثقافى من الغرب

منذ أن تولى رئاسة مصر، وضع أفريقيا على رأس أولوياته فكانت رئاسته للاتحاد الأفريقي هى تتويجا لللدور الفعال الذى قام به، هو الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى تولى المسئولية فى عام 2014، فلم يكل أو يمل من الجولات المكوكية التى أجراها الرئيس حتى هذه الفترة لدول أفريقيا قبل رئاسته للاتحاد الأفريقي.

خطوات الرئيس السيسي الثابتة نحو استعادة الدور المصري مرة أخرى فى أفريقيا بل إعادة تقديم القارة للعالم الدولي، أنتج عنها رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي خلال عام 2019، الأمر الذى جاء تتويجا لدوره الفعال، حيث إنه من المقرر أن تسلم مصر رئاسة الإتحاد الأفريقي لدولة جنوب أفريقي لعام 2020، وعليه أجرى موقع صدى البلد ندوة استضاف فيها كلا من العميد خالد فهمى مستشار أمن أكاديمية ناصر العسكرية ورئيس الوحدة الأفريقية فى مركز الحوار للدراسات، الدكتورة سماح المرسي أستاذ الاقتصاد بكلية الدراسات الأفريقية، وجمال رائف الباحث فى الشأن الدولى، والدكتور كريم العمدة الباحث فى الشأن الأفريقي، من أجل الحديث عن حصاد رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي والدور الذى قامت به مصر فى هذا السياق.

البداية كانت مع العميد خالد فهمى مستشار أمن أكاديمية ناصر العسكرية، حيث ألقى الضوء على عودة مصر لأفريقيا مرة أخرى، قائلا إن مصر سعت سعي حثيث اتجاه أفريقيا، وخاصة بعد وجود فجوة فى التعامل مع القارة خلال الفترات السابقة، فى جميع المناحى، وخاصة خلال عام2011، مشيرا إلى أن مصر خلال الفترة السابقة بدأت تخطو خطوات جادة لاستعادة مكانتها فى القارة استنادا إلى رصيدها التاريخي ، ومن خلال وبعض الانجازات التى انجزتها مصر على المستوى الداخلى والخارجى والدولى أيضا.

وتابع فهمى إن مصر قامت بالعمل الجاد لاستعادة عضويتها داخل الاتحاد الأفريقي بعد تجميد عضويتها بالاتحاد فى 2013، مؤكدا أن هذا التجميد لم يكن تعنتا اتجاه مصر ولكنه أمر موجود فى ميثاق الاتحاد الافريقي بوالذى يقضي بضرورة تجميد عضوية أى دولة تعانى من نزاع أو توتر داخلى.

وعن فترة تولى الرئيس السيسي الحكم قال مستشار أمن أكاديمية ناصر العسكري، إن الرئيس السيسي سعى لاستعادة بناء الدولة من الداخل وإعادة العلاقات مع الدول الافريقية والمحيط الدولى والإقليمى، باعتبار مصر دولة حضارة وبها إمكانيات وكوادر قادرة على بناء الدولة بشكل جيدة، فضلا عن القيام بزيارات مكوكية لدول القارة الأفريقية، الأمر الذى ساهم فى تأهيل مصر لعودتها للاتحاد الأفريقي بل وترؤسه لمدة عام.

أما الدكتورة سماح المرسي استاذ الاقتصاد بكلية الدراسات الأفريقية، تناولت الزيارات المكوكية للرئيس السيسي حيث أكدت أن دول القارة الأفريقية كان لها نصيب الأسد من زيارات لرئيس السيسي حيث إنها مثلت 40% من الزيارات الخارجية التى أجراها الرئيس السيسي منذ توليه الرئاسة، الأمر الذى يعكس مدى اهتمام الرئيس السيسي بالملف الأفريقي.

وأوضحت المرسي أن الرئيس السيسي حرص على التواجد فى كافة القمم والمؤتمر الأفريقية لافتة إلى أن ذلك الأمر لم يوجد من قبل، فيما أكد جمال رائف الباحث فى الشأن الدولي، أن رئاسة مصر للاتحاد الافريقي، جاءت ضمن اختيارات عانية الدقة، من بين دول لها تجارب اقتصادية رائدة، وهم "روندا - مصر - جنوب افريقيا"، لافتا إلى أن هذا التسلسل يعنى أن الاتحاد الافريقي يحتاج إلى النشاط والقوة التى تملكها تلك الدول فى الداخل، ونقلها فى العمل الاقليمى.

وأوضح رائف أن مصر أنجزت شوطا ضخما جدا خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي من خلال الهيكلة الإدارية داخل الاتحاد بهدف تحرر دول القارة من التبعية للخارج، لافتا إلى أن مصر كان لها دور كبير فى الشق الأمنى حيث دعمت كافة المصالحات فى القرن الأفريقي، وفى جنوب السودان، فضلا عن استغلال القوى الناعمة والتى تتمثل فى مجالات الرياضة والتعليم والصحة وعودة دور الأزهر الكنسية، وإطلاق العديد من المبادرات الرئاسية مثل إطلاق قوافل طبية لمعالجة الاشقاء فى افريقيا من فيرس سي.

وأكد الباحث فى الشأن الدولى أن مصر استطاعت تقديم نفسها لافريقيا من خلال افتتاح كأس الأممم الافريقية، فالمجتمع الأفريقي نفسه أشاد بحفل الافتتاح والتنظيم، مشيرا إلى أن هذا الافتتاح قدمت مصر فيه أفريقيا بشكل مختلف وبشكل يليق بالمواطن الأفريقي، ومحو الصورة الذهنية الخاطئة عن المواطن الأفريقي بأنه صاحب النزاعات، والخلافات، ولكن هناك مواطنا أفريقيا له فنه وثقافة.

وأوضح رائف أن هناك تعطشا لمفردات القوى المصرية لأنها تناسب الثقافة الافريقية، لافتا إلى أن مصر أضافت كثيرا لافريقيا و كرسي رئاسة الاتحاد الأفريقي.

وفى السياق قال الدكتور كريم العمدة الباحث فى الشأن الأفريقي، إن مصر قامت بدور كبير خلال رئاسة الاتحاد الافريقي، فمنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر أولى القارة الافريقية اهتماما كبيرا، لافتا إلى أن ذلك الأمر بدا واضحا فيما قامت به الدولة المصرية من إطلاق مبادرات من بينها الإعلان عن صندوق ضمان مخاطر الاستثمار في افريقيا.

أما عن إنجازات مصر على المحور الأمنى ودورها فى حل النزاعات فى بعض دول القارة قال العميد خالد فهمى، إن المحور الأمني كان على رأس أولويات الرئيس السيسي، سواء فى الداخل المصرى أو على المستوى القاري، كما أنه ضمن أهداف أجندة مصر 2030 وأجندة الاتحاد الافريقي 2063، بأن تنعم قارة أفريقيا تنعم بالاستقرار والهدوء، وتحقيق التنمية المطلوبة.

وتابع فهمى أن الظروف الدولية خلقت عددا كبيرا من التحديات وكان فى مقدمتها الإرهاب، فمصر استطاعت بقدراتها العسكرية والتخطيط الجيد أن تجابه الارهاب في مواطن كثيرة واستطاعت تأمين الحدود وتوفير قدرات غير نمطية من خلال المقاتل المصري فأى دولة لديها أسلحة ومعدات متطورة ولكن ليس لديها العقيدة القتالية الموجودة عند المقاتل المصري.

وأضاف رئيس الوحدة الأفريقية بمركز الحوار للدراسات أن مصر سعت فى مسارين هما تحقيق الأمن والاستقرار، وبناء التنمية المستدامة فى مصر وعلى مستوى القارة بالتوازى مع أجندة 2063، فمصر لها دور فى تهدئة الأوضاع فى مناطق النزاع فى الصومال السودان، وأيضا الشأن الليبي، من خلال زيارات الوفود العسكرية وتدريب بعض العناصر الشرطية والأمنية، من عدة مثل تدريب دول الساحل والصحراء قبل تولي رئاسة الاتحاد الافريقي، والتى تضمنت دول مصر ونيجيريا والسودان وبوركينا فاسو حيث انطلقت تلك التدريبات من قاعدة محمد نجيب.

وتابع فهمى إن التدريبات بين الدول تتم من خلال التنسيق مابين العناصر التى تقوم بالتدريب، وكان فى مقدمتهم محاربة الإرهاب، وحيث يعد أحد العناصر التى تعانى منها القارة الأفريقية، مشيرا إلى أن العناصر الارهابية موجودة فيما يقرب من 11 دولة ، بصفة أساسية، ولكن التأثير يكون على دول الجوار أيضا فكل دولة يحدها 4 أو5 دول تعانى من المشكلات التى تقوم بها العمليات الارهابية.

وفيما يخص التدريب النظرى فى مجال دعم الأمن والاستقرار فى القارة قال فهمى إن هذا الأمر تحقق من خلال التعاون المعلوماتى بين الدول ومراقبة الحدود وتنشيط الحراسة والتأمين لمنع تسلل التكفيريين والعناصر المخربة والهجرة غير الشرعية أو التجارة المحرمة بين الدول، مشيرا إلى أن مبادرة اسكات البنادق 2020 تأتى لإيجاد حلول لمعظم القضايا الإثنية والحدودية والتي تولدت عليها معظم المشكلات الموجودة، وهذا نتيجة المستعمر الأجنبي الذي قسم الدول دون مراعاة مصالح الدول الافريقية نفسها، بهدف ضعف الاندماج بين الدولة الواحدة وقيام النزاعات عرالقية فضلا عن نزاعات على الثروات، وعليه استطاعت مصر أن تضع بعض الحلول لتلك النزاعات، وحل القضايا بطرق سلمية.

وفيما يخص مشروع جسور لتعزيز التجارة مع دول شرق ووسط أفريقيا، قال الدكتور كريم العمدة إنه يعد خطوة إيجابية لتسهيل حركة التجارة، بما يساهم فى تحقيق التكامل بين دول القارة وتحقيق الاستفادة القصوى لتلك الدول لافتا إلى أن مجموع اقتصاد الدول الأفريقية مجتمع يمثل مايقرب من 400 مليار دولار .

وفى السياق ذاته قال الدكتور سماح المرسي إلى التنوع في الاقتصاد ضرورى فلابد إن المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى افريقيا، لافتة إلى أن مصر أطلقت مركز أفريقي لدعم ريادة الأعمال يكون مقره فى القاهرة بهدف دعم ريادة الأعمال وصغار المستثمرين.

وبشأن مبادرة تكريم القادة الافارقة الذين تلقوا تعليمهم فى مصر، قال جمال رائف:‘ إنه بالنظر إلى السير الذاتية للكثير من القادة الأفارقة نجد أنهم حصلوا على العلم من مصر، لذلك فإن تلك المبادرة تمثل عنصرا جاذبا فى ظل الغزو الثقافى الذى تتعرض له القارة من قبل الغرب، كما أنها تهدف للعودة مرة أخرى لمصر أرض الثقافة والحضارة.