الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

متلازمة العنصرية والمرض.. كورونا يعيد شبح مصطلح الخطر الأصفر.. حملات تمييز تستهدف الصينيين بالخارج.. أطفال بكين يعانون التنمر بالمدارس الأجنبية.. ومتاجر: نأسف ممنوع الدخول

انتشار فيروس كورونا
انتشار فيروس كورونا بالصين

-توجيه اتهامات لصحيفة فرنسية بالعنصرية ضد الصين
-حملات تمييز تستهدف الصينيين بالخارج
-أطفال بكين يعانون التنمر بالمدارس الأجنبية

أثارت صحيفة "كورييه بيكارد" الفرنسية، غضب متابعيها، عقب نشرها صورة لامرأة صينية ترتدي كمامة على وجهها وأرفقتها بعنوان كبير "إنذار أصفر" على غلافها الخارجي.

كما كتبت الصحيفة، في نفس العدد، مقالًا عن انتشار فيروس كورونا الجديد في الصين تحت عنوان "خطر أصفر جديد"، ما دفع قراءها إلى اتهامها باستخدام لغة الجهل والعنصرية القديمة التي ظهرت في القرن التاسع عشر.

ومصطلح "الخطر الأصفر" أيديولوجية عنصرية قديمة استخدمت ضد الآسيويين الشرقيين في البلدان الغربية، حيث تجسد الجملة الصور والأفكار النمطية المعادية لآسيا، والتي ظهرت مع بدء موجة الهجرة الصينية الأولى إلى الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، وفقًا لصحيفة "سي إن إن" الأمريكية.

وأوضحت الصحيفة، أن الحكومة الأمريكية وقتها نشرت صورًا عنصرية وغير دقيقة للشعب الصيني، بأنه ليس نظيفًا ولا متحضرًا ويشكل خطرًا وتهديدا المجتمع، مؤكدة أن مصطلح "الخطر الأصفر" العنصري عاد بقوة بعد انتشار فيروس كورونا المستجد.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن الرعب الذي سيطر على العالم بعد إصابة نحو 9692 شخصًا في الصين، ومقتل 213 بسبب فيروس كورونا المستجد، أعاد للأذهان المصطلحات العنصرية القديمة التي تصور عادات الآسيويين وطعامهم بأنها غير آمنة وغير مرحب بها. 

وإثر الغضب الفرنسي، قدمت صحيفة "كورييه بيكارد" اعتذارًا عن هذا المصطلح، مؤكدة أنها لا تريد تصدير صور نمطية عنصرية ضد الآسيويين، لكن غلافها ليس الجاني الوحيد الذي يثير موجة مشاعر معادية ضد الصين، الذي ينتشر فيها فيروس كورونا.

ونقلت "سي إن إن" الأمريكية، عن العديد من الأشخاص من أصل آسيوي، يعيشون في الخارج، قولهم إنه فور إعلان أنباء ظهور فيروس كورونا، تم معاملتهم وكأنهم فيروس يمشي على الأرض.

وقال صحفي صيني يعيش في لندن لصحيفة "جارديان" البريطانية، إنه شاهد رجلًا سرعان ما تم نقله عدة مرات على مقاعد حافلة، خشية حمله للفيروس.

وأوضح أحد العاملين أنه تعرض لهذا الشئ نفسه في حافلة بلندن، حيث قال: "سألني شخصان عن سبب تناول الصينيين طعامًا غريبًا وهم يعلمون أنه يسبب فيروسات".

فيما ذكرت تقارير من كندا، أن أطفال صينيين تعرضوا للتنمر والعنصرية في مدارسهم، وفي نيوزيلندا ـــ التي لا توجد بها حالات مؤكدة مصابة بالفيروس ـــ تقول امرأة سنغافورية إنها واجهت مضايقات عنصرية في مركز تجاري.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن هذه العنصرية لسيت متواجدة في الدول الغربية وحسب، بل توجد في الدول الآسيوية أيضا، ففي فيتنام شوهد لافتات خارج المطاعم تمنع دخول أي صيني، كما تم نشر لافتات مماثلة خارج متجر ياباني.

كما وصلت العنصرية أيضا إلى الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، فعندما نشر المقدم التليفزيوني الإنجليزي جيمس كوردن، صورة مع فرقة BTS الكورية، على حسابه بموقع "تويتر"، علق أحد متابعيه قائلا بسخرية: "وفاة جيمس كوردن بسبب فيروس كورونا".

ويُعتقد أن فيروس كورونا الجديد بدأ في سوق ووهان للمأكولات البحرية والحياة البرية، وأشار العلماء إلى أن الخفافيش والثعابين كانا حاملين الفيروس، ما أدى إلى ظهور موجة من الاشمئزاز والعنصرية تجاه الطعام الصيني، والغضب من الكثيرين الذين يتهمون الصينيين بالتسبب في وباء عالمي متهور.

وتم تداول تغريدة قيل فيها "بسبب بعض الصينيين الذين يتناولون أطعمة غريبة مثل الخفافيش والفئران والثعابين، فإن العالم بأسره على وشك أن يعاني من الطاعون".

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات لمواطنين يتناولون حساء شوربة الخفاش، لتظهر أنباء بعدها أنها فيديوهات مضللة ليس لها علاقة بالصين. 

وكانت الهيئة الصحية الصينية، اليوم الجمعة، أعلنت ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى 9692، بعد أن أعلنت منذ قليل ارتفاع عدد الوفيات بسبب الفيروس إلى 213.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي فيروس كورونا في الصين يشكل الآن حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا.