الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة كفاح هاني هلال.. دكتور جامعي صباحا وصانع فخار مساء

صدى البلد

السر الأعظم للنجاح في الحياة، هو أن تدرك ما المقدر لك فعله ثم تقوم بفعله فالإنسان لا يصل إلى محطة النجاح من دون أن يمر بمحطات التعب والفشل واليأس وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف عند هذه المحطات، مقالات كثيرة نسمعها عن النجاح ووصول الإنسان للهدف الذي يطمح به طوال حياته، ولكن من المؤكد أن الزعم بأن طموحات الإنسان وأحلامه هي أكبر من قدراته ما هو إلا وهم يخليه لنا ضعاف الحيله. 

فكثيرا من الشباب يخيب أملهم ويستسلمون للواقع، بمجرد غلق التنسيق أبوابه أمام المؤهل الدراسي الذين حلموا طيلة حياتهم بالالتحاق به، هكذا بدأ حديثه الدكتور هاني هلال بطل قصتنا اليوم، ابن قرية جريس بمحافظة المنوفية الذي تحدى الصعاب والمعوقات التي واجهته في حياته البسيطة، ونبذه عن الثانوية العامة ودخوله الثانوي الصناعي ورغبات التنسيق الهادمة الأحلام حتى أصبح دكتور جامعي صباحا وحرفي في صناعة الفخار مساء.

يقول هاني هلال، إنه منذ أن كان في الثامنة من عمره كان يساعد والده في ورشته المختصة في صناعة الفخار والتي كان يكسب منها قوت يومه وكان في نفس الوقت يستذكر دروسه ويذهب إلى مدرسته ولكن مساعدته لأبيه في ورشته أثر كثيرا على مذاكرته وتحصيل للعلوم في رأسه وظل هكذا حتى نتيجة الإعدادية التي كانت مخيبة لآماله لأبعد حد فلم يتمكن من الالتحاق بالثانوية العامة والتحق بالثانوي الصناعي.


ولكن هلال لم يستسلم لقدره بهذه السهولة فلديه طموح لا حدود له وأمنية تمنى أن يحققها وحققها، فقد أنهى هلال الدبلوم الصناعي والتحق بالثانوية العامة بنظام التعليم المنزلي ثم التحق بعدها بكلية التربية النوعية وتخصص في قسم الإعلام بالكلية ومن هنا كانت طفرة التحول  في حياة دكتور هاني هلال.

لم يكتف هلال بمجرد دخوله الجامعة وحصوله على مؤهل عال بل أكمل تعليمه في الدراسات العليا وحصل على درجة الماجستير عام 2009  وبعد مرور 6 سنوات تقدم هلال بمناقشة رسالة الدكتوراة الخاصة به وبالفعل تمت مناقشة الرسالة وحصل على درجة الدكتوراة في مجال الإعلام والصحافة عام 2015.

وتابع هاني قائلا: "مبشتغلش بشكل دائم في المعاهد الخاصة، ومش معين لأنها محتاجه دكتور متفرغ مش معين في هيئة حكومية اشتغلت سنتين ورفضت لأنه تعيين حكومي مقدرش أسيبه".

هلال لم يخرج عن عباءة أبيه على الرغم من كونه دكتورا جامعيا فحياته أصبحت عبارة عن الاستيقاظ صباحا ليذهب إلى عمله كأستاذ في إحدى الجامعات وينهي عمله في الثانية ظهرا ثم يعود إلى منزله يخلع عن جسده ثوب الأستاذ الجامعي ثم يرتدي عباءة  أبيه المليئة التعب والشقاء للبحث عن قوت اليوم والملطخة ببعض من الطين أثر عمله في صناعة الفخار مهنته ومهنة عائلته بأكملها، والذي يؤكد هلال عليها بأنها "مش عيب مهنة متعبنيش أنا وأخواتي ومنقدرش نسيبها وكفاية دعوات والدي ووالدتي لينا ورضاهم علينا بالدنيا وما فيها".