الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رعب يجتاح العالم مع ارتفاع ضحايا كورونا.. الرئيس الصيني يخشى السقوط مع تفشي الفيروس.. حجر صحي صارم وغلق حدود في وجه الزائرين.. وبورصة بكين تخسر 393 مليار دولار

تفشي فيروس كورونا
تفشي فيروس كورونا في الصين

  • قلق عالمي وإعلاق حدود في وجه الصينيين
  • الرئيس الصيني: سنعاقب كل من تمرد
  • مخاوف كورونا تمحو 393 مليار دولار من سوق الأسهم الصينية

أصبح الوضع سيئًا في الصين، وذلك عقب إعلان السلطات زيادة جديدة في حالات الإصابة والوفاة بفيروس كورونا الجديد، فبرغم كل الاحتياطات والاستراتيجية التي استخدمتها بكين لاحتواء الفيروس، إلا أن الأمر لايزال خطيرًا.

ووفقًا لصحيفة "سي إن إن" الأمريكية، بلغ العدد الإجمالي للحالات المصابة بفيروس كورونا في الصين أكثر من 20 ألف شخص حتى صباح اليوم، الثلاثاء، بما في ذلك طفل عمره شهر واحد في مقاطعة قويتشو الجنوبية الغربية، بزيادة قدرها 3235 عن اليوم السابق أي نسبة 18%. 

وأعلنت السلطات ارتفاع أعداد ضحايا فيروس كورونا المستجد في البلاد إلى 425 حالة وفاة، ما يعكس الوضع الصعب للتنين الصيني.

وفي خارج الصين، لا يزال معدل انتشار الفيروس أقل بكثير، لكن عمليات الإجلاء وتقييد حركة الصينيين مستمرة في كثير من دول العالم، خاصة مع ظهور إصابة في عدد منها حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 185 حالة في أكثر من 24 دولة ومنطقة.

ولقى شخصان مصرعهما خارج بر الصين الرئيسى منذ بدء تفشى المرض، واحد في الفلبين وآخر في مدينة هونج كونج، حيث قالت السلطات المحلية إن الرجل البالغ من العمر 39 عاما يعاني مرضا كامنا.

وفي اجتماع مع كبار المسئولين أمس، الاثنين، وصف الرئيس الصيني شي جين بينج تفشي الفيروس بأنه "اختبار رئيسي لنظام الصين وقدرتها على الحكم"، وذلك وسط المخاوف المتزايدة من تأثيرة على اقتصاد البلاد. 

وفقا لوسائل الإعلام الحكومية، طالب شي بـ "معارضة حازمة ضد البيروقراطية وممارسة الإجراءات الشكلية من أجل أعمال الوقاية"، مضيفًا أن الذين تمردوا سيتم معاقبتهم. 

وأشارت "سي إن إن" إلى أن تصريحاته ربما تعد مؤشرا على أن الإحباط يتزايد بسبب الفشل في احتواء كورونا، والاستجابة البطيئة من قبل مسؤولي ووهان، الذين عرض بعضهم بالفعل الاستقالة بسبب سوء تعاملهم مع الأزمة.

وكانت وكالة "بلومبرج"، قالت إن رئيس بلدية مدينة ووهان بؤرة انتشار الفيروس، قدم استقالته بعدما اعترف بفشل السلطة المحلية في الإفصاح عن المعلومات اللازمة حول كورونا في الوقت المناسب، كما عُوقب أكثر من 300 مسؤول من مختلف القطاعات لسوء تعاطيهم مع الأزمة الصحية.

قلق عالمي
وأثار هذا الفيروس قلقا عالميا مع تسجيل حالات إصابة في عدد من دول العالم، على الرغم من أن غالبية المرضى إما سائحون صينيون أو أشخاص عائدون إلى ديارهم بعد زيارة إلى بكين، لذلك سعت الدول جاهدة لضمان عدم انتشاره بها، بعدد من الإجراءات الاحترازية المشددة.

ففرضت السلطات في اليابان، حجرا صحيا على سفينة سياحية في ميناء في يوكوهاما، جنوب طوكيو، بعد أن تبين أن مسنًا على متن السفينة مصابًا بفيروس كورونا عندما غادر من هونج كونج في أواخر يناير.

كما تعد اليابان، واحدة من حوالي 12 دولة أجلت رعاياها من ووهان الصينية، إلى جانب إيطاليا وأمريكا ودول أخرى.

كما أعلنت منطقة ماكاو الإدارية الخاصة، اليوم، الثلاثاء، أنها ستغلق كل كازينوهات القمار التي تشكل عصب اقتصاد المنطقة، التي تتمتع بحكم ذاتي في إطار الصين، بسبب فيروس كورونا.

وقال رئيس السلطة التنفيذية، هو يات سينج، إن الإغلاق سيمتد لأسبوعين، في محاولة لاحتواء الفيروس، ما يؤثر بشكل مدمر على السياحة بها، خاصة أنها أعلنت أن السياحة في المدينة انخفضت بنسبة 73.6٪ على أساس سنوي، ولكن ليس هذا العام. 

وأعلنت تايوان تطبيق قيود الدخول على المواطنين الأجانب الذين كانوا بالصين، باستثناء أولئك الذين يحتاجون إلى الدخول "لأسباب خاصة"، كما عززت هونج كونج من عمليات الإغلاق على حدودها مع بكين.

دمار اقتصادي
كان للقيود الصارمة والعطلات الممتدة في معظم أنحاء الصين، آثار حادة على اقتصاد البلاد، فسجلت أسواق الأسهم الصينية خسائر كبيرة أمس، الاثنين، بأولى جلسات التداول، بعد عطلة العام القمري الجديد، ليتكبد المؤشر الرئيسي خسائر بلغت 393 مليار دولار.

وهبط مؤشر شنجهاي المجمع نحو ثمانية في المائة في أسوأ أداء ليوم واحد في أكثر من أربع سنوات.

وانخفضت قيمة اليوان عن مستوى السبعة يوانات للدولار، وسجلت السلع المتداولة في شنغهاي، من زيت النخيل إلى النحاس، أكبر نسبة هبوط مسموح بها، حسبما ذكرت "رويترز".

وجاء التراجع الحاد في السوق على الرغم من ضخ البنك المركزي سيولة في النظام المالي للبلاد، هي الأكبر منذ 2004، ورغم خطوات الجهات التنظيمية للحد من عمليات بيع الأسهم.

وسجلت قيمة اليوان أدنى مستوى لها في 2020 لدى بدء التداول، وانخفضت 1.2 في المئة، متخطية مستوى السبعة يوانات للدولار.

وتراجعت أسهم أكثر من 2500 شركة بالحد الأقصى البالغ عشرة في المئة، وأغلق مؤشر شنغهاي المجمع على انخفاض 7.7 في المائة، مسجلا 2746.6 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ أغسطس، لكنه يشكل تعافيا متواضعا عن خسائر بداية التداولات والتي وصلت لتسعة في المائة.

ويخشى العديد من المحللين أن المخاوف من انتشار فيروس كورونا قد تقضي على العديد من الشركات، خاصة أنه ليس من الواضح كم من الوقت يمكن للعمال الصينيين البقاء في منازلهم.