مطرب ورسام وإن شئت قل ثعلب مخابراتي.. كل تلك الألقاب وغيرها الكثير حازها الفنان المصري سمير الإسكندراني الذي أبدع حينما حل، وأحد الأصوات الوطنية التي قدمت تراثا فنيا حفظته الأجيال، وبطولة وطنية خلدتها سجلات المخابرات المصرية في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي.
في حي الغورية بالقاهرة وفي 8 من فبراير عام 1938 ولد الفنان سمير الإسكندراني، لأسرة تعمل بالتجارة فوالده كان تاجرا للأثاث إلا أنه كان محبا للفن وصديق لمجموعة من كبار الشعراء والملحنين، والذي التحق بكلية الفنون الجميلة والتي تعلم فيها اللغة الإيطالية.
انبهار الإسكندراني بـ سليم لم يدم طويلا فسرعان ما وجد فيه ما يبعثه للحذر، بعد تحركات الشاب المريبة ومعرفة سمير بجواز سفره الأمريكي رغم إدعاء الشاب أنه عربي، حتى قرر الأسكندراني الاستفادة مما تعلمه من طبائع المجتمع الأوروبي واليهودي واستطاع أن يخدع الشاب ليعرف نواياه، حتى أقنعه الإسكندراني أن جده الأكبر كان يهوديا وأسلم ليتزوج جدته.
عاد سمير الإسكندراني إلى القاهرة والتقى بالرئيس جمال عبد الناصر، وبدأ يعمل لصالح الجانب المصري، وهو ما وثقته العديد من المصادر المصرية، عن الاسكندراني حيث كتبت أنه ساعد المخابرات العامة المصرية في الإيقاع بشبكة كبيرة من الجواسيس داخل مصر، وقالت إن سمير الاسكندراني تمكن من إيهام العدو الإسرائيلى بالعمل لحسابه من عام 1958 م ولفترة تزيد على العام ونصف العام وكذلك الإيقاع بواحد من أخطر ضباط المخابرات الإسرائيلية والقبض عليه داخل مصر وهو مويس جود سوارد.