الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد دعوة الرئيس السيسي.. هل يتحقق حلم القارة الإفريقية في إنشاء قوة مشتركة لمكافحة الإرهاب .. مصر تقدم مساعدتها وخبرتها لتحقيق الأمن والتنمية لعمقها الاستراتيجي .. ودعم مصري مستمر منذ الستينيات

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

التعاون الأمني مع أفريقيا:

= أفريقيا هي العمق الاستراتيجي للدولة المصرية
= أمن واستقرار الدول الأفريقية يساهم في عملية البناء والتنمية
= تتمتع دول القارة الافريقية بإمكانيات هائلة تساعدها على أن تكون ذات تكتُل عالمي
= مصر تستضيف تجمع الساحل والصحراء ثانى أكبر التجمعات شبه الإقليمية فى قارة أفريقيا
= تعاون إستراتيجي عسكري بين مصر والدول الإفريقية لمواجهة التحديات والقضاء على الإرهاب
= القوات المسلحة تنظم سنويا دورات تدريبية وعسكرية والتأهيلية داخل المنشآت والمعاهد التعليمية 

تحظى أفريقيا بمكانة خاصة بالنسبة لمصر وللرئيس عبد الفتاح السيسي، نظرًا لأن أفريقيا هي العمق الإستراتيجي للدولة المصرية، كما أن أمن واستقرار الدول الأفريقية، يساهم في عملية البناء والتنمية التي تطمح لها الدولة المصرية في تنفيذها بالتعاون مع الدول الأفريقية، نظرا لما تتمتع بها دول القارة من إمكانات هائلة، تساعدها على أن تكون دول ذات تكتُل عالمي، تعمل على تحقيق الرخاء والتنمية لصالح شعوبها.

ولأن الأمن والاستقرار عنوان التنمية الحقيقية والمستدامة، سعت مصر طيلة العقود الماضية إلى إرساء دعائم الأمن والاستقرار في مختلف الدول الأفريقية، سواء كان عن طريق المساهمة في إرسال قوات حفظ سلام تحت مظلة الأمم المتحدة، أو استضافة الأفارقة في المعاهد والكليات العسكرية المصرية، أو عن طريق تفعيل تكتل دول تجمع الساحل والصحراء.

وعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال إلقاء كلمته ، أمام القمة الأفريقية ، التي عقدت أمس الأحد، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مقترحا باستضافة مصر ، لقمة أفريقية تخصص لبحث إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب، وذلك من واقع مسؤوليات مصر تجاه القارة ، وإيمانا منها بأهمية ذلك المقترح ، لتحقيق السلم والأمن في القارة الأفريقية.

ودعا الرئيس السيسي، الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي، للتشاور المستفيض حول كل الأبعاد التنظيمية والموضوعية لتلك القمة وهذه القوة المقترحة، بمعرفة مجلس السلم والأمن الأفريقي واللجنة الفنية للدفاع، علي أن يعرض الأمر علي هيئة مكتب القمة في أقرب وقت.

تجمع الساحل والصحراء

يعد تجمع الساحل والصحراء ثانى أكبر التجمعات شبه الإقليمية فى قارة أفريقيا بعد الاتحاد الأفريقى، والذي يتخذ من القاهرة مقرًا له، ويضم في عضويته 27 دولة من البحر الأحمر شرقا إلى المحيط الأطلنطي غربا.

وتأسس التجمع فى فبراير عام 1998 لبناء آلية للتعاون الإقليمى بين دول شمال أفريقيا والدول الأفريقية جنوب الصحراء، وشاركت مصر فى قمة تأسيس التجمع بصفة مراقب، كما حصلت على العضوية الكاملة بالتجمع عام 2001، وتم الاعتراف بتجمع "س ص" كتجمع اقتصادى إقليمى في يوليو عام 2000 بتوجو.

وتأثرت فعاليات تجمع دول الساحل والصحراء بالأحداث التى شهدتها دول شمال أفريقيا في عام  2011، حيث عقدت قمة استثنائية للتجمع بالعاصمة التشادية فى فبراير عام 2013، وأعادت مصر تفعيل آلية الاجتماع الدورى من خلال اجتماع وزراء دفاع دول التجمع عام 2016 بشرم الشيخ، وقد فرضت الأحداث الحالية ضرورة التعاون والتنسيق بين دول التجمع فى مجالى الأمن والدفاع.

كان هدف التجمع فى البداية زيادة التعاون الاقتصادى البينى، ولكن تطورت الأهداف ليصبح التعاون الأمنى فى مقدمة الاهتمامات، وذلك من خلال استراتيجية شاملة تستند على ركائز أساسية، منها إقامة اتحاد اقتصادى يشمل مخططا تنمويا متكاملا منسقا مع مخططات التنمية الوطنية بكل دولة من الدول الأعضاء فى مختلف المجالات، وتسهيل حركة الأشخاص ورؤوس الأموال، وتشجيع التجارة، وتنسيق نظم التعليم والتنمية، وتطوير وسائل النقل والمواصلات بين الدول الأعضاء.

كذلك تبنى إستراتيجية للتنمية والأمن فى فضاء الساحل والصحراء تستهدف تعزيز الأمن الجماعى ومعالجة النزاعات وتعزيز ثقافة السلم ومكافحة التهديدات التى تشهدها المنطقة بالتكامل مع إستراتيجيات "الاتحاد الأفريقى – الإيكواس – حوض بحيرة تشاد – الاتحاد الأوروبى – الأمم المتحدة".

دورات تدريبية للأفارقة

تحرص القيادة العامة للقوات المسلحة على زيادة أواصر التعاون مع الدول الصديقة والشقيقة، خاصة مع عمقها الأفريقي، حيث تنظم سنويا العديد من الدورات التدريبية والتأهيلية داخل المنشآت والمعاهد التعليمية بالقوات المسلحة المصرية للدول الأفريقية.

وتحرص القيادة العامة للقوات المسلحة على توفير الإمكانات لإعداد وتأهيل الدارسين الوافدين، ونقل وتبادل الخبرات المهارية في التخصصات المختلفة بما يعزز من آفاق التعاون والعلاقات العسكرية المتميزة مع الدول الصديقة والشقيقة، ويتم التدريب على الموضوعات التخصصية نظريًا وعمليًا داخل المنشآت التعليمية والتدريبية بالقوات المسلحة.

والقوات المسلحة المصرية ترحب دائما بانضمام كل طالب علم من الدول الشقيقة والصديقة داخل منشآتها ومعاهدها العسكرية، وإعدادهم وتدريبهم وإثراء خبراتهم العسكرية والمدنية التي تعينهم في خدمة أوطانهم وقواتهم المسلحة.

كما أن هناك عمقا في علاقات الشراكة والتعاون العسكري التي تربط القوات المسلحة المصرية ونظائرها بجميع الدول الأفريقية، كما أن الدورات من أجل تنسيق الجهود والعمل المشترك لمواجهة المخاطر والتحديات الإقليمية والدولية والقضاء على الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار والتنمية لجميع شعوب القارة الأفريقية.

مشاركة القوات المصرية في قوات حفظ السلام

ساهمت القاهرة من بداية الستينيات بقوات حفظ للسلام في العديد من الدول الأفريقية، وذلك للمساهمة في إرساء عملية السلام وتحقيق الاستقرار لصالح شعوب القارة الأفريقية، وذلك إيمانا بأهمية أفريقيا وعمقها الإستراتيجي بالنسبة للدولة المصرية، كما أن الدور الاحترافي للقوات المصرية يشهد له الجميع سواء كانت الأمم المتحدة أو قوات حفظ السلام الدولي أو الدول التي تستضيف قوات حفظ السلام المصرية.

ومن بعض الدول التي تنتشر فيها القوات المصرية لحفظ السلام والأمن: "جمهورية أفريقيا الوسطى – السودان – الكونغو الديمقراطية – مالي – جنوب السودان – الصحراء الغربية".

مصر تترأس اللجنة الفنية المتخصصة للدفاع والأمن والسلامة

ترأس الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الإجتماع العادى الثانى عشر للجنة الفنية المتخصصة للدفاع والسلامة والأمن في ديسمبر 2019 بحضور وزراء الدفاع والأمن الأفارقة.

وتناولت الاجتماعات السابقة عددا من القضايا الهامة من أبرزها مناقشة جهود الإتحاد الأفريقى بشأن إسكات البنادق والأسلحة فى أفريقيا بحلول عام 2020، ومناقشة عقيدة الإتحاد الأفريقى بشأن عمليات حفظ السلام ، والمبادئ التوجيهيه للتحقق من قدرات القوة الأفريقية الجاهزة كذلك مناقشة المبادرة المقدمة من جمهورية مصر العربية لخارطة طريق القاهرة لتطوير أداء عمليات حفظ السلام فى أفريقيا ، وعرض مشروع تنظيم ومعالجة البيانات لنظام الإتصال الشرطى الأفريقى.

وأعرب الفريق أول محمد زكى وزير الدفاع المصري عن تطلعه إلى إستمرار المشاركة الفاعلة في الدورات القادمة للإجتماع والتوسع في الشراكات الإستراتيجية من قبل شركاء القارة بما يتفق مع مستوى التحديات التي تواجه أفريقيا لتسريع الخطى على طريق تحقيق الأمن والسلام والإستقرار لكافة شعوب القارة. 

كما أكد القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى على تطلع مصر الدائم لمزيد من التعاون العسكرى والأمنى مع دول القارة لدعم جهود الأمن والإستقرار ومكافحة الإرهاب، وطالب القائد العام بإعتماد خارطة طريق القاهرة لتعزيز عمليات حفظ السلام بإعتبارها نواة لموقف أفريقى موحد فيما يتصل بعمليات حفظ السلام الأممية وفى ظل إعادة الهيكلة الجارية.