EN 
كشفت دراسة أثرية أجراها أ.د.محمد عبدربه محمود التونسي، أستاذ الحضارة المصرية القديمة جامعة حلوان وجامعة الطائف بالسعودية، أنه كان للمنطقة الغربية من أرض المملكة العربية السعودية دور محوري في عمليات النشأة والتطور الحضاري طوال فترات العصر الحجري بمراحله الثلاث الكبرى.
الدراسة قدمها عبد ربه لاتحاد الأثريين العرب للنشر العلمي،وكشف فيها أن هذا الدور يرتبط بمراحل الاستيطان البشري والترحال بحثًا عن مناطق صالحة للاستقرار وديمومة الحياة من ناحية، ومدى التطور الحضاري وتداخله مع حضارات حوض البحر الأحمر القديمة وارتباطها بحضارات الشرق القديم الكبرى في شمال الجزيرة العربية الشرقية منها والغربية من ناحية أخرى.
وأصبحت الطائف بموقعها المتميز أحد حواضر العصر الحجري المتطورة، وذلك لارتباطها بحضارتي الخليج العربي في الشرق وحوض البحر الأحمر في الغرب، وكذلك ارتباطها بحضارات جنوب الجزيرة العربية منذ الألف التاسع قبل الميلاد على أقل تقدير.
وطبقا للدراسة،تعكس الرسوم الصخرية المكتشفة في شمال مدينة الطائف تلك الدلائل الواضحة على التواجد البشري وتفاعلاته البيئية والحضارية، بين الترحال تارة والاستقرار والاستيطان الحضاري تارة أخرى، مما يؤكد الدور الحضاري للإنسان الاول الذي عاش فيها منذ بدايات العصر الحجري القديم وصولًا إلى العصر الحجري الحديث.
وتركز الدراسة على مظاهر تواجد الإنسان المبكر وتفاعله مع بيئة الطائف، من خلال تحليل ستة رسوم صخرية غير منشورة مكتشفة في شمال شرق الطائف، والتي تتشابه إلى حد كبير مع تلك الموجودة في منطقة الشويمس في شمال المملكة والمرتبطة بحياة الصيد والرعي في ذلك العصر المبكر، ما يؤسس لوضع الطائف في قائمة المراكز الحضارية لإنسان الأول في عصور ما قبل التاريخ.
