الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناصر خليفة يكتب: البنات وكافيهات الوناسة

صدى البلد

لقد غلبت أصواتهن أصوات الشباب من جنس الرجال، ضحكاتُهن تحمل في حناياها وثناياها "الميوعة"، ضحكات لا ترتقي للحد الأدنى من درجات الحياء ومستويات الأدب ! إنهن فتيات "يشيشن" ويتبادلن الحركات الغريبة والكلمات المريبة، كلمات لا تليق بفتاة شرقية، من المفترض أنها ورثت الاحتشام وتربت في مجتمع له تقاليده ومبادئه وأخلاقياته.

التفت إليهن وقلت "وياليتني لم أقل ": هل أنتن سعداء بما أنتن فيه ؟! إن كُنتُن تردن الزواج؛ فاعلمن أن الشاب "العاقل الواعي الناضج" لا يمكن أن يختار شريكة حياته من جلسات الوناسة على موائد الكافيهات وطاولات المقاهي !

وجاء الرد من إحداهن : "اولا يا عمووووو مين قالك إننا عاوزين نتجوز أصلا ! عاقل ولا مجنون، احنا عايشين حياتنا بالطريقة اللي إحنا عاوزينها مش اللي الجيل بتاعكم عاوزها ! ثانيا وأخيرا يا عمنا : إيه اللي دخَل حضرتك أصلا !؟ خليك في حالك وقصر أفضل لك !
.. شاى في الخمسينة، قرفة باللبن، قهوة فرنساوي، وحجرين يظبطوا دماغ الحلوين : معسل قص، فخفخينة، كوكتيل ،،، واشفطي وانفخي طلعي الكبت يابت وانسي إنك بنت !..

انتشرت تلك الظاهرة سواء كان الكافيه مشترك أو مخصص "للبنات فقط" وفي كل الأماكن تحدث أشياء فوق العادة مدمرة لكل الأعراف والتقاليد التي تربينا عليها وتعلمناها.. ولا فرق بين المحجبات وغير المحجبات .. فالحجاب لا يبقى له أثر ولا تأثير مع الصوت العالى والضحك المبالغ فيه ..
عندما اتحدث عن هذه الظاهرة بالطبع لا اعمم فليس كل من يجلسن على كافيه من البنات كلهن مثل من قابلتهن، فما أكثر المحترمات والملتزمات بأخلاقها وكرامتها وطبيعتها كأنثى وكفتاة شرقية لها أصلها وحسبها ونسبها .. لكن كلامي ينصب غضبا فوق تلك الفتيات اللاتي لم يضعن في اعتبارهن ابسط قواعد الأدب والاحترام، فلم تضع البنت لأبيها أي اعتبار ولا تقدير، فنسيت إنها مرآة لأسرتها وانها انعكاس للبيئة التي نشأت فيها ..

قبل أن اشرع في كتابة هذا المقال ترددت كثيرا لاني أعلم أن كثيرون منكم سينتقد طرح الموضوع معللين ذلك بأن تلك الظاهرة - موضوع المقال- تدخل في دائرة "الحرية الشخصية" ! ويا ويلنا من كل ما يدخل في معترك الحرية الشخصية! ..
رغم ما ظننته وتوقعته من رد الفعل إلا أنني آثرت أن اطرح الموضوع كوجهة نظر مطروحة للنقاش .. وأعلم كذلك أنه ليس بجديد، بل من وقت كبير شرعت الفتيات في الذهاب للكافيهات فرادى وجماعات .. والتساؤل الذي أطرحه كرجل مصري عربي غيور على بناتنا : هل هذا شيء طبيعي واعتيادي وأنا الذي بالغ كثيرا في جعله غير طبيعي؟ "ربما لأني صعيدي المولد والنشأة" ! أم أنها بالفعل ظاهرة مرفوضة بما تتعارض مع أدب البنت "المصرية العربية" وأخلاقها وحياءها ..؟!
لا ادري ربما هو صراع اجيال لكن أن اقبل هذا فهذا قبوله عندي من المحال ..