الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قناطر أسيوط .. بدأها الخديوي إسماعيل وانتهت في عهد عباس حلمي الثاني

صدى البلد

كشف الدكتور أحمد سليمان عبد العال مدير عام مناطق مصر الوسطي للآثار الإسلامية والقبطية حكاية إنشاء قناطر أسيوط، التي تعد من أبرز المنشآت المائية التاريخية في المحافظة.

وقال إن الإقبال على الأراضي الزراعية زاد في النصف الثاني من القرن 19 م لاسيما في عهد الخديوي إسماعيل، واكب استمرار تطوير وسائل الري إبان الاحتلال البريطاني، وكان للخديوي إسماعيل 233 ألف فدان شمال أسيوط أراد أن يرويها، فاتجه إلى التفكير في شق ترعة طويلة تستمد مياهها من النيل ومن ثم تم حفر ترعة الإبراهيمية، وكان بعد افتتاحها سنة 1873م بدون قناطر عليها، حيث كانت تخرج من النيل مباشرة على مناسيبه الطبيعية، وترتب على ذلك زيادة الإطماء عند فمها ونتيجة لاتساعها الشديد الذي بلغ 75م استلزم التطهير الدوري لها مجهودًا ضخمًا .

وتقليلًا للجهد والنفقات الكبيرة التي كانت تبذل في سبيل تطهير وتعميق هذه الترعة ولضمان توفير المياه للمناطق التي تم التوسع في زراعتها أقيمت لأول مرة في صعيد مصر قناطر كبرى على النيل ، وأختبر الموقع لتبنى عليه في أسيوط للتحكم في المياه بعمل موازنات وقياس التصرف بغرض توزيعها بمناسيب عالية ودائمة في ترعة الإبراهيمية لضمان المياه الصيفية.

وأقيمت قناطر أسيوط على بعد 546 كم من خزان أسوان عند مدخل مدينة أسيوط من الناحية الشمالية ،وقد كان لاختيار موقعها شمال أسيوط أهمية كبرى عند بنائها ، حيث أن منطقة شمال أسيوط من المناطق التي تكون فيها الأراضي الزراعية في الضفة الشرقية أكبر وأوسع من الضفة الغربية،حيث يضيق فيها السهل الفيضي كثيرًا في الغرب عنه في الشرق ويتمثل ذلك في مركزي البدارى وأنبوب شرق النيل ومدينة أسيوط غرب النيل.

وبدأ حفر هذه القناطر بعد إعداد الرسومات والمقاسات اللازمة سنة 1316 هـ /1898م في عهد الخديوي إسماعيل باشا ،وتم الفراغ في سنة 1320هـ/ 1902م في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني،واستمرت القناطر في تأدية غرضها الوظيفي للري حتى سنة 1934م،حيث أدت تعلية سد أسوان وإنشاء خزان جبل الأولياء إلى ضرورة إحداث تقوية أو تعديل لها،من خلال رفع الموازنات عليها وتم ذلك بعد مرور أربع سنوات أي في سنة 1938م .

وحول الوصف المعماري للقناطر الأصلية قبل أعمال التقوية (1895-1902م)،قال عبد العال أنه تكونت هذه القناطر من111فتحة اتساع كل منها 5م،ويتوجها عقد موتور مبنى بالطوب اتساعه 2م،ويفصل هذه الفتحات عن بعضها البعض دعامات أو بغال اتساع كل منها2م،وصممت هذه البغال أمام القناطر على هيئة عقد نصف دائري،وصممت خلف القناطر على هيئة مستطيل ويبلغ إجمالي عددها في القناطر بأكملها 98 دعامة.

ويقع في أقصى الغرب الهويس الملاحي الكبير ويبلغ طوله 80م وعرضه16م وكان يسمح وقتها بمرور أكبر البواخر النيلي،ويبلغ إجمالي طول القطاعات البنائية للقناطر بما فيها الهويس والحوائط الجانبية بعرض النيل 833,20م بينما عرض المجرى كله900م،وتمت أعمال التقوية للقناطر الأصلية ما بين عامي 1934-1938م،وذلك لأسباب منها ضمان تغذية ترعة الإبراهيمية بالمياه الكافية وتحسين المناوبات،وتدعيم ري الحياض في مصر الوسطى والمساعدة في تحويل بعضها إلى ري مستديم.

 وكشف أنه احتفظت القناطر الأصلية بهيكلها المعماري المنشأ ما بين عامين1898-1902م،في حين شملت أعمال التقوية إعادة بناء الدعامات أو البغال الكبيرة والصغيرة وما يكتنفها من أكتاف وبنيت بالخرسانة المغلفة بالمداميك الحجرية،وإعادة بناء العقود المتوجة للفتحات وزيادة تخانتها،وعمل عتب أعلاها ليتحمل ضغط الطريق المقرر بنائه أعلاه،وملئت تجاويف هذه العقود والبغال بكسر الحجارة والدقشوم لتقويتها،وتقوية حوائط الهويس الملاحي خصوصًا في الخلف لسلامة الملاحة البحرية فيه.

وقال أن القناطر بعد أعمال التقوية هى القناطر الموجودة حاليًا،حيث تم تقليص عدد الفتحات إلى 110فتحة بدلًا من111 ،ونظمت في 12 قطاع بنائي يتكون كل قطاع من تسع فتحات ثم تقسيمها بواسطة ثماني بغال أو دعامات ذات قطاع على هيئة عقد نصف دائري من ناحية الأمام ومدبب من ناحية الخلف اتساع كل بغلة 2م،يكتنف كل قطاع بنائي بغلتان كبيرتان اتساعهما 4م،ويقع في أقصى الغرب الهويس الملاحي وهو بأبعاده القديمة  نفسها 80م×16م الإ أنه تم تدعيم حوائطه الجانبية وتعديل الفرش الأمامي والخلفي له وتركيب بوابات حديدية ضخمة له.

وأنهي حكاية قناطر أسيوط قائلا: بنيت عقود القناطر بالطوب الأحمر البلدي،أما باقي العناصر المعمارية فبنيت بأحجار مستجلبة من محاجر العيساوية بالجبل الشرقي وهى من أجود أنواع الحجارة وأمتنها،كما استخدم حديد الزهر في عمل الخوازيق وكذلك حجر الجرانيت وبلوكات حجرية في عمل الفرش العام للقناطر من الأمام والخلف، بالإضافة إلى مواد أخرى مثل الخرسانة العادية،الاسمنت، دهانات عازلة بالقار ،قضبان سكة حديد.