الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناصر أفريقيا.. رئيس مصري نجح في دعم استقلال القارة عن الاحتلال الأجنبي

الرئيس الراحل جمال
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

سعى لأن تنال استقلالها، لم يدخر جهدا فى طرد المستعمرين من البلاد الأفريقية ووضع حدا لأن تكون أفريقيا تابعة فأصبحت بالفعل دول أفريقيا صاحبة قرار، هو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى أحب أفريقيا فأحبته وأكنت له كل الاحترام والتقدير لجهوده الحثيثة والداعمة لحركات التحرر فى القارة.

لم تغفل هذه الدول الأفريقية دور عبد الناصر فى حركات التحرر والتخلص من الاستعمار حيث برز دور عبد الناصر فى مساندته لحركات التحرر فى كينيا والتخلص من الاحتلال الأوروبى، وفتحت أبوابها للزعماء الأفارقة الوطنيين وأمدتهم بكافة وسائل الدعم الممكنة وصولًا إلى التحرر والاستقلال.

عبد الناصر وكينيا

قامت العلاقات المصرية الكينية قبل نيل الاستقلال، حيث ساند الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حركة "الماو ماو" الكينية من خلال حملة إعلامية ودبلوماسية مركزة ضد الاستعمار البريطانى لكينيا، وتم تخصيص إذاعة موجهة من مصر للشعب الكيني لمساندته فى نضاله لتحرير بلده باسم "صوت أفريقيا"، وهى أول إذاعة باللغة السواحيلية تبث من دولة أفريقية لدعم كينيا فى الحصول على استقلالها.

حالة أفريقية

حولت مصر قضية "الماو ماو" لحالة أفريقية سعت من خلالها الإفراج عن الزعيم الكينى جومو كينياتا الذى احتجزته سلطات الاحتلال البريطانى عام 1961، وكانت القاهرة أول عاصمة تستقبل المناضلين الكينيين، وتمدهم بكل المساعدات الممكنة لتنشيط حركتهم داخل كينيا وعلى رأسهم : أوجينجا أودينجا، وتوم مبويا، وجيمس جيشورو، وجوزيف موروبي، وهكذا استمر الدعم المصري إلى أن حصلت كينيا على استقلالها فى عام 1963.

لم يتوقف الدعم المصري عند هذا الحد ولكنه استمر عطاء عبد الناصر حيث افتتحت كينيا في عام 1964 سفارتها بالقاهرة، وخلال اعتماده أوراق أول سفير لجمهورية كينيا بالقاهرة عبر الرئيس عبد الناصر وقتها عن إعجابه بكفاح الشعب الكينى من أجل الحرية والاستقلال بزعامة "جومو كينياتا" الذى أصبح أول رئيس لكينيا بعد الاستقلال، وأبدى عبد الناصر استعداده للتعاون الكامل مع كينيا وكافة الدول الأفريقية من أجل تعزيز قوة أفريقيا وتنمية مواردها بما يساهم فى تدعيم وحدتها.

فى عام 1964 استضافت مصر مؤتمر القمة الأفريقى الثانى، وعلى هامش جلسات المؤتمر أبدى الرئيس عبد الناصر استعداده للتعاون العسكرى مع كينيا وأجابه الرئيس كينياتا بالإعراب عن رغبته فى التخلص من القوات البريطانية الموجودة فى بلاده، ومساندة مصر لكينيا ومساعدتها فى بناء الجيش الكينى الوطنى، حيث يذكر فى هذا الصدد الكلمة الشهيرة للرئيس جومو كينياتا " سنظل نذكر ناصر دائمًا أن مساندته لأفريقيا حررت الكثير من دولها".

عبد الناصر وتنزانيا 

بالتأكيد سيظل يذكر التاريخ ماقام به عبد الناصر للقارة، فدعمه لم يتوقف عند كينيا ولكن كان لعبد الناصر موقفا داعما لتنزانيا حيث ربطت مصر وتنزانيا علاقات دبلوماسية وثيقة حتى قبل نشأة اتحاد تنزانيا عام 1964، بل وقبل استقلال تنجانيقا عام 1961، ففي عام 1954م كوَّن الأفارقة اتحاد تنجانيقا الإفريقي الوطني بقيادة "جوليوس نيريري" وآخرين، للمطالبة بالاستقلال الكامل عن بريطانيا.

لقى اتحاد تنجانيقا دعمًا مباشرًا من الزعيم جمال عبد الناصر حتى نال الاتحاد بالأغلبية استقلال تنجانيقا عام1961م،  وبعد ذلك بعام واحد انتُخِبَ نيريري رئيسًا للبلاد، ثم مَنَحت بريطانيا زنجبار استقلالها في عام 1963م، وفي عام 1964 تم الاتحاد بين تنجانيقا وزنجيبار، وكانت مصر في مقدمة الدول التي اعترفت بجمهورية تنزانيا الاتحادية، وقدمت لها الدعم.

كان الكفاح ضد الاستعمار هو الغاية التى ربطت عبد الناصر بأشقائها فى الدول الأفريقية، والتى بالفعل تكللت بالنجاح ثم تفرغت هذه الدول من أجل تنميتها والنهوض باقتصادها والتعاون فيما بينها.

عبد الناصر وغانا

تحظى غانا بمكانة خاصة من جانب مصر حيث أن هناك ددعم قوى ومساندة قدمها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى الرئيس نكروما منذ خمسينيات القرن الماضي وخلال استقلال غانا عن بريطانيا في عام 1957، حيث ساند عبد الناصر الرئيس نكروما،كما أن الشعب الغاني ارتبط بمصر أكثر منذ أن قرر زعيمهم ـكوامي نكروما أول رئيس لغانا بعد الاستقلال، الزواج بعروس النيل "فتحية رزق".

يروي جمال نكروما الإبن الأكبر للزعيم كوامى نكروما كيف أن والدته "فتحية" رغم الأزمة التي تعرضت لها عام 1966، عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بزوجها إلا أنها لم تتأخر عن القيام بواجبها تجاه وطنها مصر، ويتذكر جمال أن والدته حينما وقع الانقلاب اتصلت بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر فجرًا لتستنجد به وطمأنها وأرسل بالفعل طائرة خاصة لأكرا لاصطحابنا إلي القاهرة وأقامنا في قصر الطاهرة، لمدة ثلاثة أشهر لحين الانتهاء من تجهيز بيتنا في المعادي، ويوضح جمال الذي سمي علي اسم الزعيم عبد الناصر أن ناصر كان صديقًا لوالده ولولاه لما وافقت أسرة فتحية علي هذه الزيجة.

عبد الناصر وأنجولا 

تعود العلاقات بين أنجولا ومصر إلى الستينيات من القرن الماضي، عندما كان القوميون الأنجوليون يشاركون في الكفاح من أجل الاستقلال، وتعززت في عام 1976 مع افتتاح السفارة الأنجولية في مصر، فلم تشهد العلاقات المصرية والأنجولية أية توترات في أي مرحلة من مراحلها المختلفة منذ استقلال أنجولا، و يرجع تاريخ هذه العلاقات لعام 1965 حيث تم فتح أول مكتب إقليمي لحزب الحركة الشعبية لتحرير أنجولا ( MPLA ) بالقاهرة برئاسة السيد باولو جورج وزير الخارجية الأسبق و ذلك لدعم حركات التحرر الأنجولية ضد الإستعمار البرتغالي.