الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب البراهمي تكتب: الفن الهابط يهبط بالمجتمع

صدى البلد

يفعل الفن , وتفعل الدراما ما لا يستطيع أن يفعله الأهل ولا حتي القوي السياسية بسلوكيات البشر . وذلك لأن الفن ينسحب إلي وجدان الإنسان دون أن يدري . فالفن الدرامي مثلا يجعل من البطل شخص محبب إلي النفس , ويخلق بينه وبين المشاهد حب , يتحول إلي تعاطف مع كل سلوكياته , ويجعل البطل عندما يتعرض لظلم أو إضهاد يتعاطف معه المشاهد إلي الدرجة التي تجعله يوافق علي أي سلوك سييء يصدر منه .

وذلك حدث بالفعل علي مر العصور , ولو أردنا التذكير , فلنذكر بعض الأمثلة عندما كان يعرض مسلسل العشق الممنوع التركي , جعل من بطلة العمل إنسانة جميلة راقية , محببة إلي النفس ,( سمر )  وعندما خانت زوجها الذي إختارته بمحض إرادتها ( عدنان ) وأحبت الشخص الذي قام هو بتربيته وكأنه أبنه ( مهند ) . لم يلق المشاهد اللوم عليها , بالعكس كان يريد لهذا الحب أن يستمر , وكان يكره الحب النقي الذي يصدر من نهال تجاه مهند بالرغم أن حب مهند وسمر حرام شرعا . ولكن لعبت الدرما دورا هاما في خلق التعاطف مع أبطال المسلسل بالرغم من أن الزوج عدنان لم يكن قاسيا ولا شريرا .

وكذلك في مسلسل  أسطورة لمحمد رمضان رغم أنني لم أشاهده , ولكني قرأت عنه , وقرأت أن الناس تعاطفت مع محمد رمضان وأحست بالنصر والفرحة عندما قتل بالسيف الشخص الذي آذاه .

فلا نستغرب عندما تصبح النساء مثل سمر , ولا نستغرب عندما يزداد العنف ويقلد الناس في القتل محمد رمضان.
فأمتلأ المجتمع بشخصيات غير واعية ولا تحمل القيم ولا تبحث في الأمور من حيث الحلال أو الحرام , ومن حيث التقليد هل هو صح أم خطأ ؟

,وحاليا  أصبح لدينا صداقات بين الجنسين لم تكن موجودة قبل نشر ذلك في الأفلام والمسلسلات . فنري الفتاة تقيم مع الشاب علي أنه صديق , وتعامل الصديق وكأنهم أخوة , ويعلم كل منهما كثيرا عن الآخر , ولكن كل منهما مرتبط بشخص مختلف , ويبررون ذلك بأنه صداقة بريئة , مثل مسلسل(  سابع جار)  رغم أنه مسلسل مصري مائة في المائة .

يضربون بالقيم والدين عرض الحائط , بدعوي أنهم يعرضون الواقع .
وكذلك عندما يمتليء الوسط الغنائي بأغاني لا معني لكلماتها ولا لحن ولا صوت جميل , فللأسف الشباب الصغير أصبح عديم الذوق الفني , والسيء أكثر أن بعض المدارس تذيع عبر مكبرات الصوت أغاني تافهه لا معني لها .لأشخاص ليسوا مطربين .في الوقت الذي إنزوي فيه ذوو الأصوات الجميلة , ولم يجدوا من يلحن لهم ولا ينتج لهم.


فالإنتاج هو المعول عليه في الإرتقاء بأذواق الناس ., وأعترف أنني قابلت في القاهرة سائقي ميكروباص يستمعون إلي وردة وفريد وعبد الحليم وأم كلثوم . وسعدت لوجود هذا النوع من الناس وخاصة أنهم من الشباب .لدرجة أنني أردت أن أشكرهم .

فإذا أردنا الإرتقاء بالمجتمع وبسلوكياته لابد أن نحارب الفن الهابط , فنمنع بث أي مصنف فني غير أخلاقي , صحيح نحن في زمن السموات المفتوحة والأطباق الهوائية , ولكن علي الأقل ننقي بلدنا . فأغلب المهرجانت تقام في الساحل الشمالي وفي داخل مصر بل وللأسف في حفلات الجامعات بمطربين لا يجوز أن يطلق عليهم هذا اللفظ .

لابد أن نقدم فن محترم , ربما يعزف البعض عن الحضور في البداية , ولكن مع مرور الوقت سيبقي الفن الجيد , فغير صحيح أن الفن مثل العملة . الفن شئ راقي يهذب النفس ويوصل المعلومة , وينمي المبادئ والقيم .
و لدي إقتراح لماذا لا يقوم رجال الأعمال بدعم الفن , والمساعدة في إنتاج الأفلام والمسلسلات الجيدة , وأعتقد سيكون المكسب كبير , ففيلم الممر أكبر دليل علي أن الناس تتشوق للشيء الجيد ذي القيمة . ولماذا لا يعود قطاع الإنتاج يقدم المسلسلات .


ومن قلبي تحية فعلا لكل مسئول يصدر قرارا بتطهير الساحة الفنية من الملوثات , فلا أخطر علي الوطن من الفن والدراما , لأن البشر تلقائيا يقلدون . أرجوكم أنهضوا بالفنون وشجعوا الجيد منها لتنهضوا بالمجتمع .