الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.علاء عبدالمجيد يكتب : ضحكة مصر

صدى البلد

إذا تأملنا مليًا مساحات النفوذ الجيوسياسي التي اكتسبتها مصر خلال بضع سنوات فحسب علي المستوي الإقليمي والمستوي الدولي علي حد سواء .... ستصاب حتمًا بالدهشة !


فإذا رجعنا للخلف لعقد واحد من الزمان ـ لكي تكون المقارنة موضوعية وعادلة ستجد أن الحلف المناوئ للمصالح الإستراتيجية المصرية يمتلك العديد من أدوات التأثير داخل العمق المصري، فعلي سبيل المثال كانت الجزيرة هي القناة الإخبارية الأعلي مشاهدة والأكثر مصداقية لدرجة أن كبار مفكري مصر كانوا يرتبطون بعقود شبه دائمة معها مثل العملاق الراحل محمد حسنين هيكل حيث انطلي علي الجميع وقتذاك ادعاءات المهنية الخالصة ( والرأي والرأي الأخر ) وهي شعارات لا غبار عليها حقًا ولكن الخزي كل الخزي لمن يتواري خلف تلك الشعارات لكي يصل للأهداف اللاأخلاقية التى تصبو إلي تخريب أوطان الاشقاء.


أقول إن تلك المرحلة مكنت تلك الوسيلة الإعلامية ـ المخابراتية في جوهرها من التسلل إلي بيوت وعقول الملايين من الشعب العربي ، مما هيأ لها المناخ الملائم للقيام بالدور التخريبي في هدم الدول حينما جاءت اللحظة المناسبة لذلك وكي لا نسهب فيما بات متفقًا عليه اليوم من مثالب تلك القناة وسوء طوية القائمين عليها ليقارن حالها اليوم بما كانت عليه منذ سنوات سنجد عزوف الغالبية العظمي عن متابعتها. وعند سؤال المواطن العادي عن سبب إحجامه عن متابعتها كان الجواب الجمعي أنها قناة عميلة وفاقدة لأدني درجات المصداقية ..! 


وإذا عرفنا أن هذه القناة تنفق الدولارات بلا أدني مبالغة سنويًا سندرك حجم الإنجاز الذي حققته الدولة المصرية في إسقاط ذلك السلاح الفتاك وإبطال مفعوله بشكل شبه تام وإذا نظرنا علي الجانب الأخر سنجد أن الدولة المصرية تمكنت من عقد شراكات إستراتيجية مع أهم الدول العربية وأكثرها ثقلًا من حيث النفوذ الدولي فلم تكن العلاقات المصرية السعودية أفضل حالًا من اليوم ... وتلك القيمة المضافة لعناصر قوة الدولة مكنتنا من عزل الدول المارقة عن السرب العربي بل ومواجهة دولة بحجم تركيا والتي تم إختطافها أمام بصر العالم من قبل نظام أرديكالي رجعي يحلم باستعادة السلطنة الغابرة نظام يستخدم الشعارات الدينية لايذاء أشقاء له في الدين نفسه في مفارقة مؤسفة حقًا تجد (أردوغان) يستبدل الاقنعه كبهلوان يداعب الحس الديني لشعبه المغلوب علي أمره مثلما يغازل تلك النزعه الفطرية لمسلمي باكستان وكل ذلك بغرض الضغط علي المملكة العربية السعودية في منطقة نفوذها التاريخي ثم يقدم الدعم العسكري لبعض الفصائل الليبية في تحد صارخ للمجتمع الدولي الذي يحظر تصدير السلاح إلي الداخل الليبي لأجل حماية الشعب الليبي من السقوط في مستنقع الحرب تجده يتشدق بتعاليم الدين الإسلامي في المحافل بينما يتسبب بشكل مباشر في إراقه الدم الحرام لشعب مسالم وكل ذلك بهدف زعزعة الدولة المصرية بتشكيل خطر حدودي مباشر ، لكنه اصطدم بالوعي الإستراتيجي الثاقب للقيادة المصرية التي أحبطت كل مساعيه التخريبية وقلمت أظافره وربما أصابعه نفسها في منطقة الشرق الأوسط بأكملها وقد قامت مصر بتحقيق ذلك الهدف الكبير عن طريق توسيع مساحات التأثير الجيوسياسي بعقد التحالفات مع دول الاعتدال مما أدى لانحسار النفوذ التركي في منطقة شرق المتوسط.

 

إن مضي السنوات وتوالي الخطوب والمؤامرات أثبت أن الدولة المصرية تمتلك رؤية مبصرة تدرك المخاطر قبل وقوعها الفعلي مما يمكنها من اتخاذ التدابير الاحترازية بشكل مسبق يباغت الخصم ويحاصره والأهم أن الدولة المصرية كما تمكنت من إسقاط مصداقية قناة الجزيرة فإنها استطاعت إسقاط كل اعتبار وتأثير للرئيس التركي الذي ارتضي لنفسه التماهي مع أفعال وأقوال (البهلوان) حيث لا يأخذها عاقل مأخذ الجد علي الأكثر يتندرون عليه ويستهجنون قفزاته الجنونية بضحكة ساخرة .