الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تشكيك دولي بالتقارير الصينية الرسمية إزاء فيروس كورونا

تشكيك دولي بالتقارير
تشكيك دولي بالتقارير الصينية الرسمية إزاء فيروس كورونا

شككت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية بصحة التقارير الصينية الصادرة في الآونة الأخيرة، حول انخفاض حالات الإصابة بفيروس كورونا، لافتة إلى أن هذه البيانات قد تكون مرتبطة بسياسات الحزب الحاكم.

 

ووصل عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا الجديد في الصين إلى أكثر من 2000، كما تم تسجيل أكثر من 70 ألف حالة إصابة، ولكن وسائل الإعلام الصينية بدأت تعتمد نبرة تزداد تفاؤلا، حيث تتحدث عن اقتراب النصر في حرب الناس ضد الفيروس، بقيادة الرئيس شي جين بينج.

 

ويبدو أن الإحصائيات الرسمية تؤكد ذلك، إذ انخفضت معدلات الإصابات الجديدة خارج مقاطعة هوبي، منشأ الفيروس، لأكثر من 10 أيام على التوالي، وتراجع عدد الحالات الجديدة داخل هوبي إلى أقل من ألفين في اليوم.

 

ووفقا لمجلة "فورين بوليسي"، لا تزال معظم مقاطعة هوبي قيد الحجر الصحي، إذ لا يُسمح للسكان بمغادرة منازلهم دون إذن خاص، كما تم فرض قيود متفاوتة الشدة على السفر في جميع أنحاء الصين، من الحركة المراقبة إلى الحجر الصحي الكامل.

 

وبحال صدقت الإحصائيات الصينية، فإن استراتيجية الاحتواء التي تتبعها الحكومة تبدو ناجحة، لكن هذا يثير تساؤلا مهما، حول مدى موثوقية الإحصائيات الصينية الرسمية.

 

ويعتبر أحد العناصر المشبوهة في البيانات الصينية، هو مدى اتساق ظهور حالات الإصابة الجديدة بالفيروس، فبينما كانت هناك قفزة في الأرقام، يوم الخميس الماضي، إلا أن ذلك كان نتيجة للتغيرات في معايير الاختبار في هوبي، حيث تم نقل ما يقرب من 15 ألف حالة من المشتبه بإصابتها إلى مؤكد إصابتها.


وجاء هذا الإعلان عندما جرى عزل كبار المسؤولين في هوبي من وظائفهم، وتم تنصيب حليف شي المقرب يينج يونج، عمدة مدينة شنجهاي السابق، كرئيس للحزب في المقاطعة، إذ يبدو أن المسؤول الجديد أراد إلقاء اللوم في الأخبار السيئة على الإدارة السابقة.

 

وفي الوقت نفسه، فإن الحكومة المركزية تسعى لإعادة فتح الشركات، ولكن ذلك أدى إلى صراع جديد، حيث لا يريد المسؤولون المحليون أن يتحولوا إلى كبش فداء إذا بدأ الفيروس يتفشى في مناطقهم، ويبدو أن خوفهم يفوق الضرر الاقتصادي للفيروس.


ورغم ذلك، فإن هناك تقارير من تشجيانج وقوانجدونج عن رفع الحجر الصحي، واعتماد نظام مراقبة يسمح للناس بمغادرة المنزل في مناطق خضعت في السابق لقيود شديدة.

 

وقد يكون التراجع المباشر في حالات الإصابة الجديدة بالفيروس خبرا سارا، أو تلاعبًا إحصائيًا، ففي خارج هوبي، هناك نقص في معدات تشخيص الفيروس، ولم تعتمد المقاطعات الأخرى بروتوكول تشخيص الأعراض المقبول الآن في هوبي. ويتم استخدام معدات الاختبار فقط على الأشخاص الذين أتوا من هوبي وليس حالات انتقال العدوى.

 

ويقول الأطباء الصينيون، إن العشرات من المرضى الآخرين يخضعون للحجر الصحي ويتلقون العلاج، ولكن دون أن يتم تشخيص حالتهم رسميا؛ ما يفسر انخفاض الحالات الجديدة المسجلة.