الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسلام عوض يكتب: حرائق الذوق العام تنتظر تدخلك سيادة الرئيس

صدى البلد

إن ما تمر به مصر الان من فوضى في تشكيل الوجدان والقناعات والثقافات لدى النشىء والشباب هو أكبر خطر يواجه الدولة المصرية ، فلن تكون هناك أجيال قادرة على المساهمة في بناء الدولة المصرية الحديثة التي يسعى لتأسيسها الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وهي مصر القوية العفية ، مصر صاحبة الريادة والتاريخ والإنجازات .

فكيف نعيد البناء وأطفالنا وشبابنا أسرى لفوضى السينما والغناء ، من هنا أبدأ اللقاء بمقالي الذي أرسل من خلاله النداء ، لزعيم أوفى من الوفاء ، إنه الرئيس عبد الفتاح السيسي قائدنا وفخر الزعماء.

سيادة الرئيس .. أشعر وأنا أكتب أنني أتبادل معك الحديث وكلي أمل وتفاؤل بأنك الوحيد القادرُ على أسدال الستار على هذا المشهد التعيس ، الذي داهمنا وأصبح مصدرًا للكوابيس ، فأطفالنا وشبابنا حاضرنا ومستقبلنا ينادونك ويحتاجون إليك ، يسألونك أن تنقذهم من هذه الهجمات التترية الشرسة الموجهة نحوهم ، تلك الهجمات التي تدمر ذوقهم وعقولهم وتحاول محو القيم والأخلاق من ذاكرتهم ، وتدفع بهم نحو تغيير هويتهم وتحقق لإخوان الشيطان أهدافهم .

إن الهجمات الشرسة التي تتخفى خلف الغناء والسينما الصفراء هي سرطان ووباء ، فنحن نتساءل أين مصر بلد الفن الاصيل والمفكرين والأدباء أين مصر منارة الشعر والغناء ، أين مصر تاج العلاء في مفرق الشرق وأرض الأنبياء .

إن الفن المصري يحتاج لتدخلكم السريع سيادة الرئيس بحلول جذرية ، ولتعلم أن الشعب المصري خلفكم مؤيد لكم أمام ما يسمى بأكذوبة الحريات التي تسعى لتدمير القيم والأخلاق ، فليس معنى حرية الفكر والإبداع أن تكون هناك فوضى وعشوائية تطيح بقيمنا وتاريخنا وفننا المصري الأصيل ، وتطمس أيضًا هوية الشعب الذي تربى على الذوق الرفيع وقدم للإنسانية فنانين عظام  وشعراء تغنى بشعرهم أساطين الغناء في العالم العربي ورقصت على موسيقاهم ميادين وشوارع ، فالفن المصري دائما ما كان سفيرًا ومؤثرا يجعل قوة مصر الناعمة هي الأقوى بين ثقافات العالم .

فلذلك ليس من المعقول ولا المقبول أن تنحرف صورة مصر وقوتها الناعمة إلى هذا المنزلق الذي بات يرسم صورة ذهنية لمجتمع يبتعد كل البعد عن طبيعة الشعب المصري ، فالمصريون ليسوا كما تصورهم تلك الموجة من الفن الهابط بانهم مدمنين عابثين يبيتون ليلهم في الملاهي يتناولون الخمور والممنوعات ويصبحون أسرى للملذات والشهوات .

إن ظاهرة مابات يعرف بأغاني المهرجانات وسينما الأفلام التجارية التي لا تراعي الأخلاق والقيم والهوية  المصرية ولا تحمل مضمونًا فكريًا يضيف لأطفالنا وشبابنا أبناء الأسرة المصرية ، بل تروج لعادات لا علاقة لها بما تربى عليه المصريون ، الأمر الذي يجعل من تلك الظاهرة خطرًا ووباءً يهدد الأمن القومي المصري قد حان التصدي له بكل حسم بما يحمي السلم والأمن الإجتماعي ويحافظ على منظومة القيم التي طالما فاخرت مصر بها كل الأمم .

ولا نبتعد كثيرًا إذا كنا نؤكد أن تلك الظاهرة بكل عناصرها وآليات تنفيذها ونماذج تعد أبطالها ما هي إلا جزء أصيل من الحروب الجديدة التي تتعرض لها مصر والمنطقة العربية والتي تسمى بحرب الجيل الرابع والخامس .

فلا تفسير لهذه المظاهر من الثراء الفاحش لنماذج بشرية ضالة ومضلة ، وما كل هذا التشجيع والترويج والدعم والدفع إلى واجهة المشهد لتلك العناصر ، ما هو إلا تكريس لمفهوم ترويج نموذج البطولات الزائفة والنجومية غير المبررة لدفع الشباب وما دونهم من أجيال لأن يحذوا حذو تلك النماذج المنحرفة وترويج لكل قيم الفساد الأخلاقي ، والدفع بإتجاه نماذج الذوق الدنيء الذي يطفىء شعلة الذوق الرفيع التى تميز بها أبناء الشعب المصري .

ونحن هنا – سيادة الرئيس – نعلم ماذا تمثل من نموذج حي للبطولة والفداء والأخلاق الرفيعة والإرتباط الروحي بالله والوطن، فلذلك نتوجه إليك - ونحن نعلم أنك غير بعيد عن معاناتنا – بأن تؤكد وتكرس  لرعايتك لكل ما يؤصل القيم المصرية ويدعم الذوق الراقي لتحرق تلك الظاهرة بما لا يترك لها رمادًا ، فالدولة لابد وأن تعود من جديد لإنتاج الأعمال الفنية سواء الدرامية أو السينمائية أو الغنائية التى تمثل الفن المصرى الأصيل ولابد أيضآ من أن تصدر الضوابط والتشريعات اللازمة لمواجهة هذه الفوضى وملاحقة من تسبب فيها وكلنا أمل وثقة في أنكم سوف تنقذون تلك المنظومة القيمية التي بناها المصريون على مدى آلاف السنين ، كما أنقذتم مصر من كابوس كاد أن يفتك بها ويطيح بكل أمل لها في البقاء ويدمر الوطن العربى كاملًا .

" حفظكم الله لمصر وشعبها الأصيل  "