الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مسرحية مفضوحة ونتائج محسومة سلفا.. أجواء التشاؤم والإحباط تغلف الانتخابات التشريعية الإيرانية.. السلطات تمنع آلاف المعتدلين من الترشح دعما للمتشددين.. وتوقعات بضعف الإقبال على التصويت

الانتخابات التشريعية
الانتخابات التشريعية في إيران

  • انتخابات اليوم هي الأولى منذ تجديد العقوبات الأمريكية على إيران
  • معارضو النظام يدعون الناخبين إلى مقاطعة الانتخابات
  • الانتخابات اختبار لمدى القبول الشعبي لسياسات النظام المتشددة داخليا وخارجيا
  • واشنطن تفرض عقوبات على النظام الإيراني لتضييقه فرص ترشح المعتدلين

يصوّت الإيرانيون اليوم في انتخابات مجلس الشورى التي من المتوقع أن تسفر عن برلمان متشدد موالٍ للمرشد الأعلى في البلاد.

وبحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية، فهذه هي الانتخابات الأولى منذ تجديد الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات الاقتصادية القاسية على إيران بسبب برنامجها النووي.

وحُرم آلاف المعتدلين من الترشح في هذه الانتخابات، التي تجرى الجمعة، لأنهم لم يستوفوا الشروط الصارمة لخوض السباق.

وتجرى في الوقت نفسه انتخابات مجلس خبراء القيادة الذي يختار المرشد الأعلى ويملك صلاحية عزله.

ويقول مراقبون إن السلطات تأمل مشاركة عدد كبير في الانتخابات كإشارة على دعم هؤلاء النظام.

ودعا منتقدو النظام الإيراني إلى مقاطعة الانتخابات لإظهار معارضتهم لما يسمونه قمعًا واسعًا لحقوق الإنسان وعدم تقبل للمعارضة.

ويشكل المحافظون والمتشددون العدد الأكبر من المرشحين، الأمر من المرجح أن يؤدي، في النهاية، إلى إضعاف سياسي للرئيس حسن روحاني الذي يعتبر معتدلًا نسبيًا.

ويتنافس أكثر من 7000 مرشح على 290 مقعدًا في مجلس الشورى. والمجلس جزء من النظام الإيراني الذي هو مزيج من الحكم ذي الطابع الديني والشورى الذي يمتلك فيه القائد الأعلى علي خامنئي القرار النهائي في أهم القضايا.

ومُنع أكثر من 16000 راغب في الترشح - بينهم 90 أغلبهم إصلاحيون أعضاء منتخبون المجلس الحالي، من التنافس بقرار من مجلس صيانة الدستور المسؤول عن قبول أو رفض طلبات المرشحين والموالي للمرشد الأعلى.

وهناك خصومة بين إيران وغالبية دول الغرب منذ الثورة الإسلامية في 1979 التي دفعت بقيادة متشددة إلى السلطة.

ووصف المرشد علي خامنئي التصويت في الانتخابات البرلمانية بأنه "واجب ديني" لأن عليه أن يظهر صمودا في وجه جهود الولايات المتحدة لعزل البلاد والضغط عليها كي تتغير.

وازداد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ عام 2018 حين انسحب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي التاريخي بين إيران وعدة قوى كبرى عام 2015. ونص الاتفاق على رفع وتخفيف العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

وتشتبه قوى أجنبية في أن إيران تريد تصنيع أسلحة نووية، لكن طهران تصرّ على أن أنشطتها النووية هي لأهداف سلمية فقط.

وانعكست الانقسامات حول الانتخابات بشكل متزايد على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبر الإيرانيون المؤيدون والمناهضون للنظام عن مواقفهم.

ويصعب التكهن بنسبة الإقبال على التصويت في وقت يشعر كثيرون بالإحباط بسبب تدهور حالة الاقتصاد وفشل الرئيس الإيراني في الوفاء بوعود تحسين الحريات المدنية. وعمّقت حملات ملاحقة المحتجين ضد الحكومة مؤخرًا المعارضة للطبقات الحاكمة.

وقد ذيّل مؤيدون لخامنئي منشوراتهم بوسم "مجلس قوي" و"أنا أشارك لأن"، فيما غرّد ناشط قائلًا "كل صوت هو رصاصة في عين العدو".

وعلّق الإيرانيون المعارضون للحكم القائم تحت أوسمة "أنا لا أصوت" و"لا للتصويت". وغرد أحد المنتقدين قائلًا "إذا كان رأينا مهمًا فعلًا وبإمكانه أن يغير شيئًا، ما كانوا ليسألوننا أبدا عن رأينا".

وبحسب قناة "العربية"، أشارت أرقام رسمية إلى أن ثلث الناخبين الإيرانيين تقريبًا ينتمون للفئة العمرية بين 18 و30 عاما، وأن النساء يشكلن 49.9 بالمئة من الناخبين، وقد أبدى هؤلاء إحباطهم من الطبقة السياسية، وعجزها عن إجراء أي إصلاحات تذكر في البلاد.

وقدم المنتمون للمجموعتين في الماضي دعما قويا لمرشحين اعتقدوا أنهم ربما يخففون القيود المفروضة على الحياة الاجتماعية، لكن الإحباط بين بعض الناخبين المؤيدين للإصلاح إزاء ما يعتبرونه فشل الرئيس البراغماتي حسن روحاني في تعزيز الحريات الشخصية قد يبقى بعضهم في منازلهم اليوم الجمعة.

وفي حين ينظر إلى نسبة المشاركة اليوم على أنها استفتاء على مدى التأييد الشعبي لسياسة المرشد المتشددة في العديد من الملفات داخليًا وخارجيًا، قال متحدث باسم مجلس صيانة الدستور، وهو الهيئة المسؤولة عن فرز أوراق المرشحين، إن من المتوقع أن يسجل الإقبال اليوم الجمعة 50 بالمئة وذلك رغم قول خامنئي للإيرانيين قبل يومين إن المشاركة "واجب ديني" على كل الإيرانيين، في تراجع عن نسب السنوات الماضية.

كما ستكون الانتخابات اختبارا للمزاج العام تجاه القيادة الإيرانية وتعاملها مع ملفات حساسة كقتل قوات الأمن مئات المحتجين المناهضين للحكومة في نوفمبر، والاحتكاك الذي كاد أن يفضي إلى حرب مع الولايات المتحدة بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في ضربة جوية أمريكية بالعراق الشهر الماضي.