الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيروس كورونا يكبد قطاع الطيران خسائر كبيرة.. تراجع حركة السفر العالمية بنسبة 4.7%.. خسائر في إيرادات الركاب تصل إلى 29.3 مليار دولار.. والشركات الصينية تفقد 12.8 مليار دولار

شركات الطيران
شركات الطيران

الإياتا:

  • تأثير فيروس كورونا الجديد مشابهًا للتأثير الذي أحدثه السارس في عام 2003
  • خسائر شركات الطيران الصينية المحلية 12.8 مليار دولار
  •  تراجع الطلب بنسبة 8.2% طوال العام مقارنة بعام 2019
  • انخفاض مستويات الطلب العالمي على الرحلات الجوية بنسبة 0.6% لعام 2020


كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" عن نتائج تقييمه الأولي لتأثير تفشي فيروس كورونا الجديد (COVID-19) على مستويات الطلب والإيرادات لقطاع الطيران، والتي تشير إلى احتمال تسجيل تراجعًا في مستويات الطلب على الرحلات الجوية بنسبة 13% خلال العام الجاري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.


وعلى عكس التوقعات الإيجابية التي كانت تشير إلى نمو شركات الطيران في المنطقة بنسبة 4.8%، سيشهد القطاع انكماشًا في الطلب بنسبة 8.2% طوال العام مقارنة بعام 2019. وبالتالي، ستتكبد شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ خسارة كبيرة في الإيرادات بقيمة 27.8 مليار دولار أمريكي خلال عام 2020‪وسيكون لشركات الطيران المسجلة في الصين النصيب الأكبر من هذه الخسارة، حيث بلغت خسائر شركات الطيران الصينية المحلية 12.8 مليار دولار.


وبدورها، من المتوقع أن تسجل شركات الطيران خارج منطقة آسيا والمحيط الهادئ خسائرًا بقيمة 1.5 مليار دولار، وذلك على افتراض أن تراجع مستويات الطلب سيكون مقتصرًا على الأسواق المرتبطة بالصين. وبذلك يصل إجمالي الخسائر في الإيرادات العالمية إلى 29.3 مليار دولار (أي انخفاض إيرادات الركاب بنسبة 5% مقارنةً بتوقعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي في شهر ديسمبر الماضي)، ويمثل تراجعًا في الطلب العالمي بنسبة 4.7%.


وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي قد توقع في شهر ديسمبر تسجيل زيادة بإيرادات الركاب لكل كيلومتر بنسبة 4.1%، إلا أن تفشي الفايروس وما رافقه من خسائر لم يتوقف فقط عند إيقاف النمو الذي كان متوقعًا لهذا العام، بل وتسبب بانكماش مستويات الطلب العالمي على الرحلات الجوية بنسبة 0.6% لعام 2020.


وتستند هذه التقديرات إلى أن تأثير فيروس كورونا الجديد على مستويات الطلب سيكون مشابهًا للتأثير الذي أحدثه فيروس السارس في عام 2003، حيث شهد الطلب حينها انخفاضًا حادًا لمدة ستة أشهر، تلاها انتعاشًا مطردًا بذات المستوى. وأدى تفشي فيروس السارس آنذاك إلى انخفاض بنسبة 5.1% في إيرادات الركاب لكل كيلومتر لشركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.


ونظرًا لطبيعة التأثير المتوقع لتفشي فيروس كورونا الجديد، فمن المتوقع أيضًا أن حالة الطوارئ الصحية العامة المرافقة له ستبقى حاليًا ضمن الصين. لكن في حال انتشار الفيروس على نطاق أوسع ووصوله إلى أسواق آسيا والمحيط الهادئ، ستكون التأثيرات أكبر على شركات الطيران في المناطق الأخرى.


ومع ذلك، لا يزال من السابق لأوانه تقدير حجم خسائر الإيرادات وتأثيرها على الصعيد العالمي، إذ لم يُعرف حتى الآن إلى أي مستوى سيصل تفشي الفيروس، وما إذا كان سيتبع مسار تفشي وتأثير فيروس السارس أم لا. وبدورها تسعى الحكومات إلى تطبيق سياسات مالية ونقدية من شأنها التخفيف من آثاره السلبية على الاقتصاد. كما قد تستفيد بعض شركات الطيران من انخفاض أسعار الوقود، إلا أن ذلك يتوقف على كيفية تغطيتها لتكاليف الوقود.


وتعليقًا على ذلك، قال ألكساندر دو جونياك المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي: "يمر قطاع الطيران العالمي حاليًا بفترة عصيبة، حيث يعد إيقاف انتشار فيروس كورونا الجديد من أهم القضايا التي يهتم بها القطاع في الوقت الراهن. وتحرص شركات الطيران على تطبيق توجيهات وإرشادات منظمة الصحة العالمية والجهات الأخرى ذات الصلة للحفاظ على سلامة الركاب، والإبقاء على نشاط حركة النقل الجوي التي تربط العالم، واحتواء انتشار الفيروس".


وأضاف دو جونياك: "سيؤثر هذا الانخفاض الحاد في مستويات الطلب بسبب تفشي الفيروس سلبًا وبشكل كبير على الأداء المالي لشركات الطيران، ولا سيما الشركات المرتبطة بشكل مباشر بالسوق الصينية، حيث نتوقع أن حركة السفر العالمية ستتراجع بنسبة 4.7% نتيجة انتشار الفيروس وخسائر في إيرادات الركاب تصل إلى 29.3 مليار دولار. وهذا لا يلغي توقعاتنا السابقة الإيجابية لنمو القطاع فقط، بل سيؤدي إلى تسجيل أول انخفاض لمستويات الطلب منذ تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية في العام 2008 -2009".


وتابع دو جونياك: "تجد شركات الطيران نفسها مرغمة على اتخاذ قرارات صعبة بخصوص خفض سعة وعدد الرحلات الجوية إلى بعض الوجهات. وبالرغم من أن انخفاض تكاليف الوقود سيساعد على تعويض خسارة بعض الإيرادات، إلا أن شركات الطيران ستضطر إلى مواجهة العديد من التحديدات خلال العام الجاري".


دور الحكومات

للحكومات دورًا هامًا للخروج من هذه الأزمة يتمثل في النقاط التالية:
- إدارة العمليات: عملت شركات الطيران على تطوير أفضل المعايير والممارسات ذات الصلة باللوائح التنظيمية الصحية الدولية لإدارة عملياتها بفعالية وكفاءة عالية في حالات الطوارئ الصحية العامة. لذا تعتمد شركات الطيران على الحكومات في اتباع اللوائح الصحية الدولية وتطبيق منهجية عمل عالمية لاحتواء تفشي الفيروس.


- القيادة: يجب على الحكومات أن تضطلع بدور قيادي في دعم اقتصاداتها. فعلى سبيل المثال، تخصص حكومة سنغافورة 112 مليون دولار سنغافوري لتقديم الدعم المالي لشركات الطيران التي تواجه صعوبات في الحفاظ على أدائها الاقتصادي.


نصائح للمسافرين

لا توصي منظمة الصحة العالمية بفرض أى قيود على حركة السفر والتجارة، ولا سيما أن لقطاع الطيران دورًا رئيسيًا في نقل الطواقم الطبية والإمدادات إلى المناطق التي تحتاجها. كما نشرت المنظمة العديد من النصائح الهامة للمسافرين عبر موقعها الالكتروني.


وبدورها، تؤكد شركات الطيران للمسافرين أن مقصورات الركاب مزودة بأجهزة لفلترة الهواء، وأن الطائرات يتم تنظيفها وتعقيمها وفقًا للمعايير العالمية. كما أن المطارات الرئيسية تُخضع جميع المسافرين للفحص عبر أجهزة المسح الحراري. فضلًا عن تدريب الكوادر وموظفي شركات الطيران للتعامل مع الحالات النادرة التي قد يظهر فيها أعراض الإصابة بالفيروس على أحد المسافرين.


من جانبه، قال الدكتور ديفيد باول مستشار في الشؤون الطبية في الاتحاد الدولي للنقل الجوي: "هناك بعض الإجراءات البسيطة التي يمكننا جميعًا تطبيقها للمحافظة على سلامتنا وسلامة من حولنا، مثل عدم السفر إذا كنا نشعر بالمرض. وفي حال وجود أي أعراض شبيهة بالإنفلونزا، يجب ارتداء كمامة واقية واستشارة الطبيب على الفور. وعند السفر، يجب غسل الأيدي باستمرار وعدم ملامستها للوجه".