الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسياد الرمال .. منجم المعادن في سيناء دعم الصناعة في حضارة مصر القديمة

منجم المعادن في سيناء
منجم المعادن في سيناء

حظيت سيناء بحضارات مزدهرة خلال فترات التاريخ القديم، حيث كانت بمثابة منجم المعادن الذي مد حضارة مصر القديمة بما تحتاجه في مجال الصناعة.

وقال الدكتور سامي صالح خبير الآثار، إن  سيناء  لعبت دورا مهما في تاريخ الدولة القديمة، كما يظهر ذلك من نقوش وادي المغارة وسرابيط الخادم، كما اتضح وجود صلات وثيقة بين سيناء ووادي النيل طوال تلك الفترة، ولم يكن هناك انفصال تاريخي بينهما، ويدل علي ذلك تلك الآثار المصرية الموجودة علي أرض سيناء، فقد كانت بالفعل " منجما " للمواد الخام كالنحاس والفيروز الذي كان يستخرج منه المصريون القدماء ما يحتاجونه في الصناعة.

وأضاف أن سكان سيناء وهم "الهروشاتيو" (أي أسياد الرمال)، يشتغلون بالزراعة حول الآبار والينابيع، فيزرعون النخيل والتين والزيتون وحدائق الكروم، كما يشتغلون بحرف الرعي على العشب المتناثر في الصحراء، ويرتادون أسواق وادي النيل فيبيعون فيه ما عندهم من أصواف وعسل وصمغ وفحم ويستبدلونه بالحبوب والملابس.

وأوضح أن آثار سيناء القديمة تدل علي وجود طريق حربي قديم وهو طريق حورس الذي يقطع سيناء، فهو يبدأ من القنطرة شرق، ويتجه شمالا، ليمر علي تل الحي ثم بير رمانة بالقرب من المحمدية، ومن قطية يتجه إلي العريش، وتدل عليه بقايا القلاع القديمة كقلعة ثارو، ومكانها الآن " تل أبو سيفة"، وحصن "بوتو" سيتي الذي أنشأه الملك سيتي الأول، الذي يقع الآن في منطقة قطية.

واستطرد: ولم تقتصر أهمية سيناء من الناحية التاريخية في تلك الفترة على ما تسجله تلك النقوش، ولكن ارتبط اسمها أيضا بقصة خروج بني إسرائيل The Exidous من مصر وتجولهم في صحراء سيناء، وخلال العصرين اليوناني والروماني استمرت سيناء تلعب دورها التاريخي، فنشأت فيها العديد من المدن التي سارت علي نمط المدن اليونانية،  وكان أشهرها هي مدينة البتراء Petra، وهي مدينة حجرية حصينة في وادي موسى، كانت مركزا للحضارة النبطية التي نسبت إلي سكانها من الأنباط، وهناك خلاف كبير حول أصل الأنباط، والمرجح أنهم من أصول عربية نزحت من الحجاز، لأن أسماء بعض ملوكهم كانت أسماء عربية كالحارث وعبادة ومالك.

وأكمل: وقد استخدم النبطيون طرق التجارة، وتم تعدين الفيروز في وادي المغارة والنحاس في وادي النصب، وكانوا يزورون الأماكن المقدسة في جبلي موسى وسربال، كما سكن رهبان من البتراء دير سانت كاترين في صدر العصر المسيحي، وكانت أبرشية فيران قبل بناء الدير تابعة لأبرشية البتراء.

اقرأ أيضا
وسط سيناء على خطى التوطين.. استغلال مياه السيول في التنمية وحفر آبار جديدة
https://www.elbalad.news/4184454